محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تحترق

تحترق
تتعرق الواجهة الامامية للضحك
تسيل
اغبرة صفراء
والجند المتأهبون لتحريرنا من ايد الحياة
يقبضون الحياة
والجند المتأهبون لدفعنا من اعلى جرف العدم
يهيئون مقاعد العدم
ثم
أنني في انسكاب اللحظة
في ديمومة العزاء الابدي
السجون الصديقة
البقع على لياقة القميص
الثقب في جدار الخريف
كنت
اتنزه في مرايا الفقدان
اتفقد احصنة الليل ، وبقايا ذاكرة حنطتها الاشجار
في تمام الربيع
المطر المنسحب بخيبة الموسم
الارض
امنا الطيبة
المُصابة بعلامة الجنرالات
المُصابة بعطب في احذية الصغار
و مراجيحهم
معلقة على شفاء صرخة من البلوغ
يتأرجحون
يقلدون مشانق الغد
دفء المصلوبين على اعمدة من شمع
ينتظرون الذوبان المحتمل
الانعتاق
الشمعة تأكل النار
النار تُجدد مكياجها برماد الالهة القديمة
المشهد يظل عالقا
في اكتاف توارثت النعش منذ الازل
كأنه عاش منذ الازل
كأن جنازته دامت منذ الازل
كأن العالم باكمله
سجين الاكتاف
الوجوه الغائرة
الباحثة عن بوصلة تقودها نحو ابتسامتها المفقودة
نحو شجرة برتقال
استحالت لنهد
لا يكلف بستاني اقتفاء أثر العطر
الوجوه الطيبة
المُصابة بفقدان اصابعها المتشبثة بالملامح المطمئنة
تُحيك قفازات
تأمل أن تنمو الايادي المبتورة
من جلسات التشمس
تأمل
أن يستعيد الموتى ظلالهم ، من القبعات النحاسية
القبعات التي طهت
احزانهم
في افران الحظ
القُبعات ذات الشظايا الحادة
وذات العزاءآت التي لا تُطمئن عين
الانا
الباحثة عن ال" انت "
في الزحام الاصطناعي للوجوه
تنفلت
عن الاتجاهات
او تأكلها عفونة الاسئلة
الحب
في المقهى
والحرب خارج عتبة المقهى
والجنرال
ينتظر بلهفة الغابات الجائعة للضياع
أن يتساقط اللحم عنا
يحتاج هياكلنا
ليردم ضميره بالنسيان
يحتاج جماجمنا
ليطعن الحب في المقهى

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...