عبدالله قاسم دامي - اللاجئ.. قصة قصيرة.

أحزن فأكتب، أتكئ على مقعد مهترئ كوطني، تزعجني ثرثرات بعض اللاجئين، إنهم يتفاخرون بقبيلتهم، بإحدى حروبهم في أدغال بلادنا، أقصد بلادهم فلم يعد لي بلد بعد الآن، لقد يئست من تلك المُسميات. ألعن دوما قبيلتي التي ولدتني في قاع الحجيم حيث السفاهة والتخلف والتفاخر بالرذائل. يا سادتي لقد قامت قيامتنا قبل موعدها، نحن الآن في الصراط، في مفترق بين السعير وأختها في مشهد يشبه دنيانا. أحزن ثم يجف حبري، يزعجني المارة والمتسولون وضوضاء العربات وثرثرات اللاجئين، يحتاج قلبي دقائق من الهدوء فلا النار تهدأ ولا تخيلاتي المشتاقة إلى السير في شارع خالٍ تتساقط فيه ثلوج مخجلة وأوراق بنفسجية متطايرة داخل مدينة بلا إنسان يقطنها قبائل من المريخ، آه سمعت بأن الإنسان وصل إلى المريخ أيضاً، أين أذهب إذاً.

سيفوز فلان في الإنتخابات لأنه من قبيلتنا، هكذا يُردد أحد اللاجئين بوتيرة غاضبة، آه اللعنة عليه لم يأكل منذ يومين، أشعثٌ أغبر، نزح من بلاده منذ حين، ينتظر دوره بصبر أيوب ليتم إجلائه إلى إحدى الدول الأوروبية أو ربما إلى إحدى الجزر البعيدة حيث الأمان. ألعن قبيلتة وقبيلتي، حظي وعقله، وطني ووعيه. ثم أحزن وأبكي. سأخبركم سراً يا سادتي، سأعبر الأطلس يوما وسأختفي إلى الأبد فلم أعد أطيق.
التفاعلات: سالم عقراوي

تعليقات

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...