د. عيد صالح - أريد أن أكتب شيئا

أريد أن أكتب شيئا
ليس مهما أن يكون كالمعلقات
أو كالأساطير التي تشغل بال الأكاديميين
أو بنات حواء الرومانسيات
أو فتيات الجيشا
في الأفلام الكلاسيكية
أو الواقعية الإيطالية والفرنسية
حيث صوفيا لورين وبريجيت باردو
لن أعرّج علي ليز تايلور
وشيرلي ماكلين
أحبهن كلهن
لكنني لست مشغولا بكتابة التاريخ
ولست مؤهلا للبكاء
لأن إحداهن قد أخلفت موعدها
وتركتني في جروبي أو حديقة الأندلس
أو حتي بين أسوار الجامعة
التي شهدت ما أسميناه حبا
وكنا نضحك علي أنفسنا
لنداري جوعنا العاطفي
خلف عيوننا المهتاجة
وأكفنا المحترقة حين نتصافح
أو نحتمي في الزحام
من عدوان الجموع المحشورة في الباصات
الباصات التي كثيرا ما أخلفت موعدها
ونحن سعداء بالانتظار
كي نعيد تلاوة مشاعرنا الجامحة
ونضحك حتي البكاء
البكاء الذي يستعصي الآن
لا بحكمة السنين
ولا بضمور الخلايا
مع إختلاف الأسباب
وتوحش المآسي
لست ساديا حتي أحكي عنها
ولا ماسوكيا حتي أعذب نفسي بها
لأنني كما قلت
أريد كتابة شيء ما
خارجا توا من أفران الخبز
والأمهات اللواتي يجهزن إفطار الصباح
وباعة الجرائد
وصفير قطار الضواحي
التي لا تزال يكتنفها الضباب
رغم بزوغ الشمس منذ قليل
وأنا أتحاشي النظر باتجاه السماء
ليس بسبب عيني المقرحتين
من السهاد
أو ما يثيره الفضاء في روحي الكليلة
من كثرة ما علق بها
في دورانها المستحيل
والعودة بغير ما قصيدة تبقي
ولا حتي بيت للخليل
أو نثرية عابرة للأنواع
لأعجب النقاد المتحذلقين
أو حتي نفسي الحانقة
من الصدإ الذي أصابني
كمحراث قديم
كفأس جدي الذي نصِرّ علي الاحتفاظ به
فقط لو أنها تأتي الآن
حتي أتخلص مما أشعر به
من عجز وهوان
وأنا أستجدي كل ما يحيط بي
من أشياء
كي تتشكل شيئا
غير هذا الشيء
الذي أكتبه الآن

17 ديسمبر، 2013، الساعة 09:47 صباحاً

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...