محمد عمار شعابنية - رياح الروح.. شعر

أراك .. فلا أرى إلاّ شـبـابـي

عن الماضي يفَتّش في إهـابـي
وأعْلَم أنّني ما عُدتُ كـهْــــــلاَ
وقد دقّ المَشيبُ رِتاج بابـــــي
ولكنْ إذْ يطير إليـك عُـمْـــري
أطيرُ.. تَحُفّ بي قِطَع السّحاب
فإنْ شَــمــس نهـارًا بخّرتْـهـا
يُـبخـّرني النّــزول إلى التّرابِ
وتُرْبي قـد سكَبتُ عليْه مــــاءً
فصار الماء يجـري لانْسِكابي
وكم نمْل عـلى ظـلّي تـمطّـــى
يُرَتّق في دَمـي دًفِـقَ الخرابِ
وكم نحْل تـراقص في ذهـابي
إلى معنى ، وحـلّق في إيّــابي
كـأَنّي فـي حقُول العُـمْر زرْعٌ
وحقْلي يسْتَغِـيث مـن اليَـبــابِ
وها أنّي أراك ، وقـد تـرانـي
فتسأَل في غُموض الوقْتِ ما بي
فأبْحثُ عن حُروف تحتفي بـي
فـيرْبِكهـا سُكوني واضـطِرابي
فـقـدتُ من الكتـابة نهْرَ شِعْـــرٍ
ووطّنْتُ الحضـور مع الغيابِ
لأنْفَخ في ريـاحِ الرّوح حـتّـى
أرَوّضهـا و أقْرِؤُهـا كتـــابـي
وأُسْمِعها زَفِيـر الوقت يبكــي
كما العزْف الحزين على رَبابِ
ولي فـي حضْن مقهى كّلُ كأسٍ
تـتُوق إلى سـروري واكْتِئابي
فترْشُف حين أرشف من عَناءٍ
يحاصـرني كَوجْهٍ فـي نِقـــابِ
أنا البـدَوِيُّ وجْهي من هـــواءٍ
وطِينٍ ، يسْخَران من السّـرابِ
أنا المَدَنِيّ لي في كـلّ صـوْبٍ
دروبٌ مُثـْقـلاتٌ بالعَـــــــذاب
ولي بـلــدُ أراهُ بعَـيْن قلبــــي
كمـا جَبَل تَسَرْبَلَ بالضَّبــــابِ
ولكنـي سألْمـحُ فـيـه نـفـســـيِ
وأُلْبِسُها ضلالي أو صـوابـي

المتلوي في 16 ديسمبر 2021

محمد عمار شعابنية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...