ثناء درويش - فوتو شوب

هل تذكر..
لطالما حلمت بالعالمية قبل زمن العولمة
تمنيت أن يصل صوتك إلى كلّ بقاع الأرض بدعوى أن الشعر رسالة خالدة جامعة..
وها قد حصل
اسمك أصبح أشهر من نار على علم.. تتبارى المنابر للتغنّي به وتمهر به الكلمات الرنانة الجذّابة.
تصيح مستنكرا من علاك: "هذا القول ليس لي.. ورغم جماله هو ابن لقيط لا تنسبوه لي"

فيضيع صوتك في ضجيج الملأ الأعلى..
-أما علمت أنهم هناك أيضاً يختصمون-؟!
سيتنافسون لترجمة أشعارك.. وستضرب يمين روحك جبينها وتشقّ ثوبها حزناً على كارثة الترجمة
ترجمة فرنسية عن اسبانية عن انجليزية عن عربية..
وتبكي جنينك المشوّه الذي تكاد لا تعرفه.
هل تذكر؟!
كنت تتفاخر بنظم قصائدك بلغة عربية جزيلة.. وتنتقي لها بعناية مفرداتها..
ثم تخرجها بأبهى حلّة لتزهو بالمجاز والانزياحات والتورية..
فانظر إليها حين ترجمت كيف مسخت وأفرغت من روحها كأنك لست من نظم.

الكارثة القادمة عما قريب
انه لن يبقى للكلمة أثر
سيصبح العالم معرض صور
وقل لي وقتها.. وأنت ترى كيف فعل الفوتوشوب بها.. ألن تتمنى لو أنك مررت بالأرض أصمّاً أخرساً.. ولم تكتب يوما الشعر؟؟!!
التفاعلات: كفاح الزهاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...