"1"
"بين الرماد و البنفسج"
فيما "أنا الرمادية" في السرير ما بين النوم واليقظة، تفتح عيناً وتغلق أخرى كهرّة بليدة، تستعيد كوابيس الليلة الفائتة بملامح منقبضة، قفزت "أنا البنفسجية" بهمّة فتاة في مقتبل العمر من سرير الأمس.
أزاحت الستائر .. فتحت النوافذ .. وضعت موسيقا دافئة وانسابت إلى الشارع...
ستَّ المشاعرِ كلِّها
أنا لستُ دميتَكِ التي
لمّا مللتِ..رميتِها
أنا الدّمُ
يسري ويروي
في الحبيبةِ قلبَها
فإذا الحياةُ تبتدي
ولطالما قالت بحسمٍ:
ها متّ حقاً واكتفيتُ
يا خافقي نقطةْ.. انتهى
أنا لستُ أثواباً لكِ
قد كان لبسُها مشتهى
ثم أتيتِ بغيرِها
لترينَ قدّكِ
من جديدٍ
ازدهى
أنا يا كياني جلدُك...
- يا سيّدي
ما عاد عندي ما أقولْ
والصمتُ كالموتِ ثقيلْ
وإذا أنا في مهمهي
كالرملِ تذروهُ الرياحُ
وكالطلولْْ
- أوَ مثلك يرضى الذبولْ
بل كيف شمسكِ حلوتي
تبقى على قيدِ الأفولْ؟!
معراجكِ نحو العلا
قد كان "لا"
والنفيُ إثباتُ القبولْ
هذي الحروف أمامكِ
في لعبةِ البزلِ الجميلة...
انتهتِ الحكايهْ
فاسترحْ يا قلبي من لَجَبِ الترقّبِ والحنينْ
واغلقْ شبابيكَ التلفّت نحو أمسٍ من جنونْ
ما عاد هذا الحبرُ ماءَ الشهوةِ
ولا الدفاترَ كالمطايا
انتهتِ الحكايهْ
فاقنع بأنّ حصادَك مما زرعتَ هو الفراغُ
في انعكاساتِ المرايا
حتى البيارق نكّستْ أوهامَها
من ذا يفوزُ بلعبةٍ تلهو بنا...
أنا مَرِنْ
لو يسرقونَ لُقمتي
أقولُ ربّي يَمتحِنْ
لو يُقلقون راحتي
أراها منهمْ هَدْهَدَةْ
فنحن أطفالُ الوطنْ
أنا مَرِنْ
الشيخُ يا ما قد وعظْ:
"الصبرُ يمتصُّ الشجنْ"
مسترسلاً في الجُبّةِ:
"إن أرضَ ألقَ جنّتي
الخُلدُ للصبرِ ثمنْ"
أنا مَرِنْ
صرتُ لفرطِ مرونتي
لا قوتَ عندي.. لا سكنْ
ضاعتْ حقوقي...
في سهوب "الحبّ" ومفاوز "الوطن" وتلال "الناس" يعدو غزال قلبها، فيما تمشي الهوينا بخطوات ما بعد الستين.
ومن قال أن الشاعر يكبر، ما دامت غزلان قلبه أبداً تقصد الغدران وتنهل من لطيف البيان؟!
بل هي خدعة الزمن تحاول أن تغطّي على غناء العنادل بأنين المفاصل وعلى عين البصيرة بانحسار البصر.
فانظروا للمها...
لا مسّكم كسر
أوراق سافرة
كانت الأرض لزجة زلِقة فوقعت وانكسرت ساقها.
جاء تأنيبها لنفسها أسرع من الآآآآخ التي تناهت لمسمع أطفالها فتحلّقوا يبكون ويستنجدون بمن يحملها للطبيب.
"ليتني بهذه اللحظة بالذات تركت الهاتف يرنّ طالما علقانة بالشطف والتنظيف.. فحتماً لن تخرب الدنيا لو أني تباطأت أو حتى لم...
الليلةَ كنتُ معك طوالَ الوقت
بعدَ أن اكتشفتُ فجأةً
أنّ اسمي وشكلي يجعلانك لا تراني
رغمَ أنّي أمامَك منذ عمر
وفجأةً أيضاً تلمّست قدرتي على التحوّل
ولبسِ ما أريدُ من أثواب
الليلةَ ارتديتُ فستاني الأخضرَ
ووقفتُ في صفّ شجراتِ السرو
على جانبِ الطريقِ الترابيّ
الذي تعوّدت أن تتمشّى عليه كلّ مساء
يا...