ثناء درويش

علا صوتُ أمّ خالد تنادي على ابنِها ربما للمرّةِ العاشرةِ: - خالد.. برضاي عليك يا حبيبي اتركْ آلةَ التصوير وتعالَ اجلسْ معنا، فالشاي كاد أن يبرد، ولحظاتُ الصفوِ لا تعوّض، إن ذهبتْ لا تعود. - يا الله يا ماما، ها أنا آتٍ في الحال، فقط دعيني ألتقطُ بعضَ الصورِ لكِ ولجدّتي في ظلّ هذه الشجرةِ الوارفة،...
أخيراً وبعد جدلٍ مستقطعٍ استمرّ لشهور، وافقتْ نور أن تذهبَ بسريّةٍ تامّةٍ لمراجعةِ طبيبٍ نفسيّ، إذ كانتْ قد رفضتْ الفكرةَ من جذورها مراراً وحجّتها أن المرضَ النفسيّ بعرفِ المجتمعِ هو نوعٌ من الجنونِ أو الاختلال، كذلك تتوهّمُ ذاكرةُ القومِ الجمعيّةِ خطرَ المريضِ على من حولِه وضرورة عزله أو حجره،...
أتيتُ بوقتي إلى الموعدِ ولم أكُ ابنةَ أمسٍ تولّى ولم أسبقِ الوقتَ نحوَ الغدِ ارتديتُ القميصَ الوحيدَ لديّ وجينزاً يخفي الدوالي بساقي وعطّرت روحي بحلمي النّدي فلم يحتفِ بي الراقصونْ سوى النادلُ يسأل بين حين وحينْ ما تشربينْ ؟! يجيبُ بالنفيِ كفُّ يدي وأرسم طيفَ ابتسامٍ يحيي بودٍّ اللا أحد أصفّر...
سأخلعُ كلّ أقنِعَتي وآتيكَ بلا لُغَتي مجازاتي استعاراتي وغُنجي عبرَ تَوْرِيَتي تراكَ سوفَ تعرفني من الأنفاسِ في رئتي من العينِ التي رفّتْ من الآهِ غدتْ صوتي من الكفِّ ال يقبّلُكَ على الخدِّ على الشَّفةِ وإن جئتُ كما الروحُ تعودُ من فضا الموتِ تراكَ سوفَ تسألني: أراكِ لو تحجّبتِ ولكن أبقى في جهلي...
نامَ الخلِيُّ.. كيف يغفو المُسهدُ يتلوكَ وٍرداً في السكونِ يردّدُ "لا حبَّ إلا اللهَ احكمْ ما ترى أنتَ المحجُّ وللصلاةِ المسجدُ" والقلبُ وعلٌ في مفازةِ وجدهِ ظمآنَ يشهدُ أن ثغرَكَ مورِدُ ما رامَ قصداً أو تسلّى بالسِّوى بيتُ القصيدِ أنتَ وجهي واليدُ حظٌّ عظيمٌ توأمي منذُ الأزلْ طوبى لروحي...
كنتُ ثلاثاً في الطريقْ واحدٌ صار وقودَ المحرقةْ وآخرٌ ظنّ بأن بقاءَهُ في الحروفِ المورقةْ وثالثٌ ما زال ينبشُ في العروقِ كي تفيقْ كنتُ ثلاثاً في الطريقْ واحدٌ أكلَ الطريقُ فؤادَهُ و آخرٌ اقتاتَ من أوهامهِ وشعّ حبّاً سادَهُ وثالثٌ حيران.. يغفو أم يفيقْ؟ كنتُ ثلاثاً في الطريقْ كنتُ جماهير...
وكان ذنبي أنني أسندتُ رأسي مرةً على مقامِ ال دو وأخرى على مقامِ "سي بوني يا ناس" بدلَ مقاماتِ الأولياءْ وصعدتُ السلّمَ الموسيقيّ كلّ درجتين بقفزةٍ واحدةٍ بدلَ سلالم السماءْ وتراقصتُ كذؤابةِ شمعةٍ ما بين قرارٍ وجوابٍ بدل أن املأ الكونَ أسئلةً وابتهالاتِ دعاءْ المصيبةُ أنّ حرّاسَ اللحنِ أيضاً...
كنّا معاً في ذلكَ العهدِ القديمِ ميقاتُنا الأزليُّ مختزلٌ باللحظةِ الأولى وأوجِ الارتجالْ لما أشرتَ لنجمةِ الصبحِ البعيدةِ للغيومِ وللتلالْ كنّا معاً حين أشرقتَ في وجهي ابتهالْ وفي شراييني اشتعالْ وقلتَ لي: الحبُّ توقٌ للكمالْ الحبُّ شوقٌ يشتهي قطفَ المحالْ ثم تلاشيتَ كحلمٍ في الظلالْ/ هل تذكرُ...
لم أكنْ حاضرةً حين تقاسمَ أخوتي تركةَ أبي وأمّي من كوكبِ الأرضِ كنتُ منشغلةً بخياطةِ كفنٍ واحدٍ لهما كما أوصياني بعد أن قضيا إثرَ نوبةِ عشقٍ تصاعديةٍ جاءتْ كالموتِ الرحيم ثم كان عليّ حفرُ قبرٍ لهما بأظفاري التي تآكلت لتحفظَ قدسَهما لمّا عدمتُ قوةً عضليةً تؤهّلني لنبشٍ وردم وحين عدتُ قال أخي...
أفتحُ البابَ لكِ بعدَ طولِ انتظارٍ تخلعينَ معطفَكِ على عجلٍ تقولينَ بصوتٍ مرتجفٍ وعينانِ تشعّانِ ولهاً: "معي ربع ساعة آمنة" أنظرُ بذهولٍ لجسدٍ أمضى اللهُ دهراً في تشكيلهِ ثمّ بثّ الروحِ فيهِ أبتهلُ بصمتٍ: "إلهي.. إلهي أيّ نكرانٍ للنعمةِ أن أقرأَ كتابكَ القدسيَّ بربعِ ساعة؟!" أعاودُ وضعَ...
جُنّتْ عيونُ الليلِ من خلفِ الستائرِ تستجلي في الظلماءِ عطري وحارها مني الجمالُ الفاغمُ وأربكَ وهمَ الغموضِ وضوحُ أمري فأوغلتْ سبراً لسرّي ظنّتْ أواري طيَّ خِبئي أو في المثاني السبعِ مناجمَ الدرِّ فرَقتْ بنورِ العشقِ قرآنَ ابتهالي ورتّلتْ مذهولةً ما قد تيسّر من مصحفِ الطهرِ معذورةٌ فالشوقُ...
"1" "بين الرماد و البنفسج" فيما "أنا الرمادية" في السرير ما بين النوم واليقظة، تفتح عيناً وتغلق أخرى كهرّة بليدة، تستعيد كوابيس الليلة الفائتة بملامح منقبضة، قفزت "أنا البنفسجية" بهمّة فتاة في مقتبل العمر من سرير الأمس. أزاحت الستائر .. فتحت النوافذ .. وضعت موسيقا دافئة وانسابت إلى الشارع...
ريمٌ سبا قلبي كما يرمي الطريدُ من رمى أوَكلّما ساءلتُ ثغرَكَ ما به أجابني سحرُ اللمى أنّ السما جادتْ بكوثرهِ هنا تطفي به نارَ الظما أوَكلما أتيتُ بحرَكَ ناظما رأيت ثغرَكَ ملهما فكأنّما الوردُ تفتّح أو نما وكأنّما البدرُ يناغي الأنجما وكأنّما الشهدُ تقاطرَ بلسما وكأنّما الغيثُ تهاطلَ أو همى لو...
جُنّتْ عيونُ الليلِ من خلفِ الستائرِ تستجلي في الظلماءِ عطري وحارها مني الجمالُ الفاغمُ وأربكَ وهمَ الغموضِ وضوحُ أمري فأوغلتْ سبراً لسرّي ظنّتْ أواري طيَّ خِبئي أو في المثاني السبعِ مناجمَ الدرِّ فرَقتْ بنورِ العشقِ قرآنَ ابتهالي ورتّلتْ مذهولةً ما قد تيسّر من مصحفِ الطهرِ معذورةٌ فالشوقُ...
ستَّ المشاعرِ كلِّها أنا لستُ دميتَكِ التي لمّا مللتِ..رميتِها أنا الدّمُ يسري ويروي في الحبيبةِ قلبَها فإذا الحياةُ تبتدي ولطالما قالت بحسمٍ: ها متّ حقاً واكتفيتُ يا خافقي نقطةْ.. انتهى أنا لستُ أثواباً لكِ قد كان لبسُها مشتهى ثم أتيتِ بغيرِها لترينَ قدّكِ من جديدٍ ازدهى أنا يا كياني جلدُك...

هذا الملف

نصوص
101
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى