نقطة مهملة

لم أكنْ حاضرةً حين تقاسمَ أخوتي تركةَ أبي وأمّي من كوكبِ الأرضِ
كنتُ منشغلةً بخياطةِ كفنٍ واحدٍ لهما كما أوصياني
بعد أن قضيا إثرَ نوبةِ عشقٍ تصاعديةٍ جاءتْ كالموتِ الرحيم
ثم كان عليّ حفرُ قبرٍ لهما بأظفاري التي تآكلت لتحفظَ قدسَهما
لمّا عدمتُ قوةً عضليةً تؤهّلني لنبشٍ وردم
وحين عدتُ
قال أخي الأكبرُ:
لي أرضُ الشمالِ بكرومِها وقطوفِها الدانية
سأغرقُ العالمَ بالخمرِ المعتّقِ فلا يصحو أبداً من سكرةِ أحلامه الخلّبية
وقال أخي الأصغرُ:
لي الجنوبُ وآبارُ نفطهِ الخصيبة
سأجعل النفطَ قوّةً لا تقهر وأغزو الفضاءَ بذهبي الأسود
فيما أخذَ أخواي التوءمُ شرقَ الحكايةِ وغربَها ..
أحدهما يكتب القدرَ والثاني ينفّذه
أما أنا...
فكان نصيبي بقعةً صغيرةً مركزيةً
ما زلتُ أحورُ حولها منذ ملايين السنين أطالعُ أمجادَ أخوتي
وبي رغبةٌ جامحة
أن أنحرفَ قليلاً عن محوري
من قلب الأرض.. نقطتي المركزية الأنثوية المهملة
وأرقبُ رعبَ الاختلالِ في عيونٍ انشغلتْ عني بسعارِ المُلك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى