ثناء درويش

"الخائنةْ" كدتُ أقولُ.. وأردفُ "تبّاً لها" لولا تذكّرت ال مضى أيامَ كانت مشتهى أتعبتُها.. وظننتُ أنّ الضّهيَ قد يبقى بها عذراً حواسي لم أرد نعتاً يعرّي فضلك لكنّه طبعُ المها إن راح منها زهوُها اختلّ ميزانُ الهوى والذِّكر فيها قد سها
لعلّي أحبّكَ لعلّي أحبّكَ أنا لستُ أدري ولكنّ نسغاً حين أراكَ بغصنيَ يسري ويرقصُ دمّي على عودِ قلبي وينضحُ عطري وتلمعُ عيني نجوماً نجوماً وينثالُ نوري أغالبُ شوقي لطيبِ العناقِ والعنقُ يُغري وأشهقُ طيباً تهادى إليّ فيفترّ ثغري تراني أحبّكَ سأبقى بسؤلي أراوغُ شِعري فلا أبغي ردّاً يفضّ...
إذا جاءكم الربيعُ كرسولٍ من أمّه الحياة لا تكذّبوه قائلين ما أنتَ نبيّ بل متنبّي وسحرٌ وشعرٌ ما تفتّق عنك من زهورٍ وطيورٍ ونسائم ولا يفلحُ الساحرُ حيث أتى لا تعدّدوا على مسمعه دورةَ الحياةِ وكيف تلتهبُ أنفاسهُ الطيبةُ إنّ حلّ صيفٌ وتتساقطُ أوراقُه باهتةً في حزنِ الخريفِ وتغسل زهوَ ألوانه عربدةُ...
الملكة : هلمّ إليّ أيتها الوصيفات، فساعة زفافي تقترب، وبيني وبين لحظة العناق أيام كأنها دهر. أطعمنني إكسير الحياة الذي يهب القوة والشباب، وأحطنني برعاية تليق بملكة مثلي. إن لي غذائي الملكي الخاص على ما عرفتنّ من غبار الطلع، فهيّا لقمنني إياه في هذه الغرف السداسية الخاصة بنا نحن المليكات.. وأي...
٢- ذكر النحل : واحد من مئات الذكور أنا، مقابل الآلاف من العاملات.. في هذه الخليّة العجيبة المتكاملة . في عيون سداسية خاصة جئت كسائر الذكور من بيضة بتوالد بكريّ عذريّ بغير لقاح، فلا أعرف لي أباً غير أبي الذي في السماء، لأنسب إلى أمّي، فكأني عيسى بن مريم أو المسيح؟؟!! الجاهل قد ينظر إليّ كعالة...
1- عاملة : هنا في الأعالي ، بعيداً عما يقطع عملنا ، من ظلمة وغيم وريح ودخان وماء ونار . هنا في هذه الخليّة الحيّة - حيث الوجود كامل ، وكلٌّ في مكانه الصحيح . فتحت عينيّ ، لأجد أن الحياة عمل ، والعمل حركة ، والحركة رقص . لم يكن لديّ الوقت لأتأمل غيري ، لكني ومن خلالي ، رأيت الجميع . رأيتهم في عمل...
"1" لصّ الشعور وقف اللصّ أمام القاضي بكامل ظرافته وابتسامته التي راح يوزّعها بالمجّان على الحضور. وحين أوضح القاضي له أنّ المحكمة تهبه حقّ توكيل محام.. رفض وقال : "أنا محامي نفسي ولا أحد سيتفهّم دوافعي مثلي ". - هل تقرّ وتعترف أنْك سارق محترف؟ - أجل يا سيدي وهل ستعيد المسروقات لأصحابها؟! -...
هل تذكر.. لطالما حلمت بالعالمية قبل زمن العولمة تمنيت أن يصل صوتك إلى كلّ بقاع الأرض بدعوى أن الشعر رسالة خالدة جامعة.. وها قد حصل اسمك أصبح أشهر من نار على علم.. تتبارى المنابر للتغنّي به وتمهر به الكلمات الرنانة الجذّابة. تصيح مستنكرا من علاك: "هذا القول ليس لي.. ورغم جماله هو ابن لقيط لا...
وأنت تبتهل خاشعاً عند ثناياها حتى كأنّها مزاراتٌ نورانيّة أو حضرات شريفة وأنت تدور كالدرويش حول خصرها خطّ استواء العشق كما تدعوه في نوبات الوله وأنت تستنبت في مساكب عينيها ما استحضرت من غرائب الورد ليفوح من مسامها عطرك وأنت تهمس في انبلاج شفتيها أنّ العاشق وحده يحوّل بعصا القدرة كسرة القبلة...
هذا الهوى في خافقي ما قصتُهْ هذا الحنينُ في دمي قلْ لي كيفَ أسكتُهْ والشوقُ في ضلوعي من تراهُ أشعلَ النارَ بهِ وأمطرَ مواسماً لمّا مرّتْ غيمتُهْ وكيف أغويتَ حواسي بعطرِكَ فتبعتُكَ ومن سواكَ هيّمتني نظرتُهْ لم اسلْ كيفَ.. متى ولا لماذا تستبيحُ نقاطَ ضعفي في جنونٍ.. قوّتُهْ يا ملهمي في عالمي...
إلى أن تستردَّ الحياةُ وديعتها التي أقرضتني في ذاتِ دهرْ إلى أن تبهتُ عينايَ كعينيّ بطريقٍ عجوزٍ تغورُ الدهشةُ بثقبِ السوادِ يضيقُ رويداً رويداً عليّ الممرْ إلى أن تجهشَ الرغباتُ بالبكاءِ تودُّ عناقَ الوجودِ و لا جسدٌ يطاوعها كي تكونَ إلى منتهاها ذروةَ عطرْ إلى أن تصيرَ دمائي كمستنقعاتٍ...
غنّ لي يا روحُ غنّ فالغِنا نبضٌ لقلبي والغِنا دفقٌ لحبّي وانسيابٌ للتمنّي أنتَ إن غنّيتَ طرتُ كجناحٍ لليمامِ رفّ في آفاقِ حزني هوَ ذا صوتيَ يعلو من فمٍ عذبِ الرحيقِ شاهقاً فيه شهيقي ما أحيلاكَ بلحني يا صديقي ما صداقي يومَ عرسي و التّلاقي في سماواتِ انعتاقي إلا أنفاسٌ لعشقي جائلاً في كل فنّ...
"هادا ما اسمو شعر.. هادا اسمو علاك فاضي" قالها لي من أعلى برج معاليه وهو يرمي أوراقي بوجهي. لا أدري كيف لملمت تناثرها وأنا أكرّر اعتذاري من فخامته، واصطدم بالكرسيّ أثناء انسحابي المرتبك .. لتسقط ثانية من يدي، فأتركها وأغادر على عجل كأني أفرّ بروحي. كنت أخنق دموعي طوال طريق عودتي محدّثاً نفسي...
حظ أوفر حين هاجمت أسراب النطاف البويضة المحصّنة المنغلقة المنبثقة الماضية نحو العدم، تزلزل الكائن الأنثوي للقاح الوجود، باقتحام أقواها.. النطفة الباسلة الممجّدة سور المملكة. صاح صوت: هنيئاً لكما هذا الزفاف لقد وقع اختيار الكمبيوتر السماويّ في هذا التوقيت بالذات عليكما لتكونا جديرين بالتماهي...
هكذا، في هذه الليلة التي تبدو بلا نهاية، في هذا المقهى الأدبي الذي أعلم أنّك من روّاده، ومن مدمني مشروباته الساخنة والباردة، وحتى الروحيّة المختمرة، هكذا وأنا بأوج زهوّي قررت أن أعتزل هذه المهزلة، مهزلة الكتابة أو ما أدعوه إبداعاً فيما هو لا يعدو أن يكون مجرّد ثرثرة.. ثرثرة لا أكثر. انطفأت...

هذا الملف

نصوص
92
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى