ثناء درويش

"1" لصّ الشعور وقف اللصّ أمام القاضي بكامل ظرافته وابتسامته التي راح يوزّعها بالمجّان على الحضور. وحين أوضح القاضي له أنّ المحكمة تهبه حقّ توكيل محام.. رفض وقال : "أنا محامي نفسي ولا أحد سيتفهّم دوافعي مثلي ". - هل تقرّ وتعترف أنْك سارق محترف؟ - أجل يا سيدي وهل ستعيد المسروقات لأصحابها؟! -...
هل تذكر.. لطالما حلمت بالعالمية قبل زمن العولمة تمنيت أن يصل صوتك إلى كلّ بقاع الأرض بدعوى أن الشعر رسالة خالدة جامعة.. وها قد حصل اسمك أصبح أشهر من نار على علم.. تتبارى المنابر للتغنّي به وتمهر به الكلمات الرنانة الجذّابة. تصيح مستنكرا من علاك: "هذا القول ليس لي.. ورغم جماله هو ابن لقيط لا...
وأنت تبتهل خاشعاً عند ثناياها حتى كأنّها مزاراتٌ نورانيّة أو حضرات شريفة وأنت تدور كالدرويش حول خصرها خطّ استواء العشق كما تدعوه في نوبات الوله وأنت تستنبت في مساكب عينيها ما استحضرت من غرائب الورد ليفوح من مسامها عطرك وأنت تهمس في انبلاج شفتيها أنّ العاشق وحده يحوّل بعصا القدرة كسرة القبلة...
هذا الهوى في خافقي ما قصتُهْ هذا الحنينُ في دمي قلْ لي كيفَ أسكتُهْ والشوقُ في ضلوعي من تراهُ أشعلَ النارَ بهِ وأمطرَ مواسماً لمّا مرّتْ غيمتُهْ وكيف أغويتَ حواسي بعطرِكَ فتبعتُكَ ومن سواكَ هيّمتني نظرتُهْ لم اسلْ كيفَ.. متى ولا لماذا تستبيحُ نقاطَ ضعفي في جنونٍ.. قوّتُهْ يا ملهمي في عالمي...
إلى أن تستردَّ الحياةُ وديعتها التي أقرضتني في ذاتِ دهرْ إلى أن تبهتُ عينايَ كعينيّ بطريقٍ عجوزٍ تغورُ الدهشةُ بثقبِ السوادِ يضيقُ رويداً رويداً عليّ الممرْ إلى أن تجهشَ الرغباتُ بالبكاءِ تودُّ عناقَ الوجودِ و لا جسدٌ يطاوعها كي تكونَ إلى منتهاها ذروةَ عطرْ إلى أن تصيرَ دمائي كمستنقعاتٍ...
غنّ لي يا روحُ غنّ فالغِنا نبضٌ لقلبي والغِنا دفقٌ لحبّي وانسيابٌ للتمنّي أنتَ إن غنّيتَ طرتُ كجناحٍ لليمامِ رفّ في آفاقِ حزني هوَ ذا صوتيَ يعلو من فمٍ عذبِ الرحيقِ شاهقاً فيه شهيقي ما أحيلاكَ بلحني يا صديقي ما صداقي يومَ عرسي و التّلاقي في سماواتِ انعتاقي إلا أنفاسٌ لعشقي جائلاً في كل فنّ...
"هادا ما اسمو شعر.. هادا اسمو علاك فاضي" قالها لي من أعلى برج معاليه وهو يرمي أوراقي بوجهي. لا أدري كيف لملمت تناثرها وأنا أكرّر اعتذاري من فخامته، واصطدم بالكرسيّ أثناء انسحابي المرتبك .. لتسقط ثانية من يدي، فأتركها وأغادر على عجل كأني أفرّ بروحي. كنت أخنق دموعي طوال طريق عودتي محدّثاً نفسي...
حظ أوفر حين هاجمت أسراب النطاف البويضة المحصّنة المنغلقة المنبثقة الماضية نحو العدم، تزلزل الكائن الأنثوي للقاح الوجود، باقتحام أقواها.. النطفة الباسلة الممجّدة سور المملكة. صاح صوت: هنيئاً لكما هذا الزفاف لقد وقع اختيار الكمبيوتر السماويّ في هذا التوقيت بالذات عليكما لتكونا جديرين بالتماهي...
هكذا، في هذه الليلة التي تبدو بلا نهاية، في هذا المقهى الأدبي الذي أعلم أنّك من روّاده، ومن مدمني مشروباته الساخنة والباردة، وحتى الروحيّة المختمرة، هكذا وأنا بأوج زهوّي قررت أن أعتزل هذه المهزلة، مهزلة الكتابة أو ما أدعوه إبداعاً فيما هو لا يعدو أن يكون مجرّد ثرثرة.. ثرثرة لا أكثر. انطفأت...
سأستيقظ من الحلم "مجازاً" الآن.. حالاً وتوّاً وألقي بك من النافذة على سبيل "الكناية" "وكما لو" أنّي أسمع صوت ارتطامك بأرض الواقع سأقهقه عالياً كما ساحرات الحكايا وإن يسألوني أقول لا علم لي بتأويل الأحاديث لعلّه.. لعلّه شُبّه لكم ثم أعود وأدلف حلمي مع رميمك الذي أبعثه حيّاً بضمّة عشق.
#منتهى_العقل_الجنون العقلاء يصيبونني بالجنون يضعون خططاً ودراسات حتى للحبّ.. وغالباً يفوزون أقول لهم نحن خردة الإله وطفله اللقيط.. يزمزمون شفاههم لاعنين حتى العقلاء العبثيين العدميين.. تراهم بأهل الوجود منشغلين أجوبتهم ثقيلة كبلدوزر البلدية المنشغل بالهدم ثم الهدم لتصبح الساحة أوسع للقمامة...
"٢" أنا أتعاطى الشعر **** أنا أتعاطى الشعر، وإدماني ليس حديث العهد، فقد ابتدأ بسنّ مبكّرة ولم أجد من يردعني، بل على العكس الكلّ شجعني.. أبي.. أخوتي.. صديقاتي.. مدرّسات اللغة العربية.. وحتى رئيس تحرير مجلة راسلتها في صباي فتوقع لي مكاناً مرموقاً بعالم الأدب، فخيّبت ظنّه وظنّي.. إذ لا مكان لموقع...
علاقة عابرة رغم أني لا أدخّن، و رغم أنّك غريب عني، أستجيب ... "هل نخرج قليلاً من هذه القاعة المزدحمة المشبعة بالكربون، لندخّن سيجارتين؟" نقف خارجاً صامتين تسرح عيناك بعيداً في أضواء المدينة، وأراقب حلقات دخان سيجارتي الأولى، بعبث يشبه تلقائية استجابتي. لا تسألني عن اسمي ولا أسألك عن حزنك، كأننا...
على دربي نثرتُ الحبَّ موسيقا و جَدُّ الفكرِ يحترقُ سقيمٌ في محابسهِ يغصُّ بصوتي مراتٍ و حيناً يبلعُ الريقا يتمتمُ في تململهِ : هباءٌ كلُّ ما صغتِ كفا للكفرِ تسويقا فيمضي بغيّهِ قلبي أرشرشُ ههنا "دو" .. "ري" تعرّشُ "مي" كداليةٍ و "فا" تزدادُ توريقا و "صولُ" الوجدِ تأخذني أحورُ .. أدورُ في ولهي و...
كالسرّةِ بيتِ السرِّ إذ صارتْ للكلّ مشاعْ ينتشرُ الوردُ الأحمرُ على الشّاشاتِ ليُشرى ويباعْ من يرجعُ للوردِ الأحمرِ تواطؤَهُ بينَ العشّاقْ شوقَاً لتلاشٍ وعناق من يبكي دمَه المهراقْ أو يرثي ضوعاً قد ضاعْ

هذا الملف

نصوص
101
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى