ثناء درويش

إني أحبّ الآفلينْ مثلي أتوا لم يُسألوا عن رأيهم هل يقبلوا ثمّ نغادرُ بعد حينْ لا ندري من أينَ لأينْ إني أحبّ الآفلين قبضُ العنا في جبرنا أسرى غياهبِ شكّنا إذ لا خلود ها هنا صفرُ الأماني واليدينْ إني أحبّ الآفلين شمسُ الخريفِ الباهتةْ نبعٌ يغيضُ لا يُرى وردٌ تفتّح بهجةً قد يذوي كرهاً بعد حينْ...
الحقُّ عليكِ... أنتِ التي قلتِ بلهفةٍ حارقةٍ: أنتظرُ أحفاداً يغيّرون سيرةَ الأجداد.. والمفاخرةُ عندهم عملةٌ صدئةٌ باطلة. أنتظرُ قطاراً يأتي من غيرِ ما جهةٍ.. حيثُ لا سكّةٌ ولا محطّة فيمضي بنا بلا هوّيةٍ أو قوميةٍ أو مذهبيةٍ إلى حيث لا حدود. أنتظر ملكاً بغيرِ عرشٍ وصولجان ورئيساً كما انقلابِ...
"فلنفترقْ ما كانَ حبّكَ شاعري إلا قصاصاتِ ورقْ" يا ويح قلبي ليتني ما قلتها وكفرتُ كوناً من عبقْ عيناهُ غيمٌ ماطرٌ وأنا الشقيّةُ أحترقْ "كوني بخيرٍ واسعدي هذا المدادُ هو دمي يا ليت دمّي لم يُرق"
مسرفٌ في التفاؤلِ من قالها ومشى على سنّتها القوم: "أن تأتيَ متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً".. أتيتُ إلى الدنيا متأخرةً ستةَ آلاف عام رأيتُ الحفلَ قد انفضّ زجاجاتُ الشرابِ الفارغةِ وبقايا طعامِ ليلة أمس عيونٌ بهت بريقها وشهوةٌ انسكبت كماءٍ آسنٍ في أوعيةٍ يقالُ أنها أجسادٌ.. بحثتُ عن آدمي بين...
كالعادة حاولت غالية أن تضغط جاهدة على أعصابها، كي لا تبصق الحصاة التي بقيت لسنوات تحت لسانها، وكتمت غيظها ككلّ مرّة فلم تقل له في نوبة نزقها وفقدان السيطرة على جيشان مشاعرها ما ودّت قوله منذ لحظة تعيينها في هذه المؤسسة: "من تظنّ نفسك؟؟ ما أنت إلا مجرّد نكرة مهما ظننت أنّ هذا الكرسيّ سيهبك ألف...
ويحدثُ أن تُنهشَ القصيدةُ بمخلبٍ ثمّ ناب ويُسمعُ في هسهسةِ أوراقِها وسقسقةِ عصافيرِها ورقرقةِ فراتِها.. صليلَ أفعوانِ الرغبةِ وسوفَ يُقالُ القصيدةُ نائبُ فاعل وواللهِ ما نابتْ مرّةً عن فعلٍ خسيسٍ في ضميرِ النوايا الخبيث ولكنها سماويةُ التكوينِ.. قابلةٌ لإعادةِ التشكيلِ والتأويلِ.. مثل غيمة.. أو...
وأزعمُ أنّي زهدتُ حدّ التصوّفِ فيكَ وما عاد ذكرُك حين يمرّ يقيمُ القيامه. وأزعم أني نسيتكَ كأنّك ما كنتَ الا اضطرارَ البليلِ لمعطفِ عطفٍ وتوقَ الغريقِ لشطّ السلامه. وأسرف في الزعمِ حين أقول إن يسألوني.. ما كان حبّاً لعلّه وهمٌ يعشّش فيّ ويبني خيامه. فإن هلّ وجهك على حين غرّةْ كفرتُ بزعمي ولم...
وهبني قبلةً منك تبلّ الريقْ فقلبي ظاميَ الثغرِ ولا ساقٍ.. ولا إبريقْ وعانقني ولو زوراً وأشعلْ آخرَ السردابِ عينيك ليَ نوراً وجدْ لي حتى ألقاكَ سرابَ طريقْ وقلْ للهمّ ينصرفُ فقد باتَ لصيقاً بي كأنّهُ وحدهُ الخلُّ كأنّهُ في الأنامِ صديقْ
هدهديني كي أنامْ لا تقولي: "قد كبُرتَ وتجاوزتَ بعمرٍ سنّ حبوٍ أو فطامْ" غنّي لي مرآةَ ذاتي أغنياتٍ.. عن حياةٍ ليسَ فيها من يُضامْ مسّدي شَعري كطفلٍ يدكِ البحرُ سماءٌ وجهكِ البدرُ تمامْ ناقصٌ لا ريبَ عشقٌ لستِ فيه أمّ روحي نوركِ يجلي الظلامْ ههنا في مهدِ حضنٍ لا اضطرابٌ لا حروبٌ إنه دارُ السلامْ
ببلادِ الطرقِ الملتوية وضجيجِ الصوتْ الصاعدِ من أرحامِ الموتْ هلْ منكمْ من وجدَ قلبي الطفلْ قد ضاعَ ذاتَ صباحٍ حين تتبّعَ أثرَ فراشة أو لاحقَ زورقهُ في النهر أو غابَ كطائرةٍ ورقيةْ بمدىً لا يُحجبُ أو يقفلْ هل منكم من ألقى عليه تحيةْ لفتتهُ زرقةَ عينيهِ الثغرَ الريّانَ الظامي والنبضَ المتحفّزَ...
صباح الخير صباح الخير والنور للبشر الطبيعيين.. الذين لا يلبسون ثياباً فضفاضة عليهم ولا يتقمّصون أدواراً تخذلهم في منتصف المسرحية. الأخوة الذين يعجزون عن النهوض ويمدّون يد العوز للرحمة تنتشلهم من الإحباط وينتظرون كلمة محبة من القلب تفرّج همّهم. صباح الخير لمن لم يجربّوا مرة أن يكونوا بوالين...
شكرا مارك شكراً لأنك وصّلت حبلنا المقطّع.. قرّبت البعيد.. وعجّلت بوصول الأخبار والبريد. شكراً لتسلية استحوذت على اهتمام الجميع.. كبيرنا وصغيرنا وسيّدنا وخادمنا وذكيّنا وأبلهنا، ما عجزت عن فعله أكبر قوّة عالمية. شكراً لموسوعة حياتية شاملة من أتفه ذرّة لأعظم جرم. لكنّ قلبي غيرُ راضٍ ولا...
تحت خباء الشعر رأيٌ شخصيّ.. ولا نلزمكموه، وليسَ وليدَ اللحظةِ بل سنواتِ انعتاق. رغم كلّ هذه الفوضى العارمةِ في زمنِ الحداثةِ والانتشارِ السطحيّ.. لا تقفوا على أبوابِ الشعرِ كسدنةِ المعابدِ، فيستيقظُ فيكمُ المتعالي الفيصلُ البتّار السيفُ الحسامُ المهنّدُ.. وعدّدوا ما شئتمُ من أسمائهِ العربيةِ...
لا تكن عرافاً إن لم تخبر عاقراً أنها ستنجب ولداً جميلاً كالصدّيقِ يوسفَ ليلةَ استواءِ البدرِ و سينسبُ للولدِ قبيلةٌ من الأبناءِ و الأحفاد لا تكن عرافاً إن لم تنبئْ الأمهاتِ أن أبناءهم الشهداءَ سيبعثون من حواصلِ الطيورِ الخضرِ و كلّ دمٍ أريق ظلماً سيقاضي لا محالة ظالمهُ لا تكن عرافاً إن لم تعدْ...
أهديتني فلّةْ يا طيبَ أيامي أسكنتُها قلبي والروحَ والمُقلةْ أهديتني فلّة فعدتُ كالطِفلةْ ألهو بها حيناً أهدي لها قُبلةْ يا سيدَ الحسنِ ردّ الهوى عني أنا لستُ أحتملُ هذا الهوى كلّهْ ما قصدكَ قل لي يا فاتنَ العينِ بأبيضِ الفلِّ القلبُ نشوانٌ يدقُّ في لهفٍ ودمّه يغلي هل قلتُ تهواني أمّ أنني...

هذا الملف

نصوص
92
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى