- يا سيّدي
ما عاد عندي ما أقولْ
والصمتُ كالموتِ ثقيلْ
وإذا أنا في مهمهي
كالرملِ تذروهُ الرياحُ
وكالطلولْْ
- أوَ مثلك يرضى الذبولْ
بل كيف شمسكِ حلوتي
تبقى على قيدِ الأفولْ؟!
معراجكِ نحو العلا
قد كان "لا"
والنفيُ إثباتُ القبولْ
هذي الحروف أمامكِ
في لعبةِ البزلِ الجميلة...
انتهتِ الحكايهْ
فاسترحْ يا قلبي من لَجَبِ الترقّبِ والحنينْ
واغلقْ شبابيكَ التلفّت نحو أمسٍ من جنونْ
ما عاد هذا الحبرُ ماءَ الشهوةِ
ولا الدفاترَ كالمطايا
انتهتِ الحكايهْ
فاقنع بأنّ حصادَك مما زرعتَ هو الفراغُ
في انعكاساتِ المرايا
حتى البيارق نكّستْ أوهامَها
من ذا يفوزُ بلعبةٍ تلهو بنا...
أنا مَرِنْ
لو يسرقونَ لُقمتي
أقولُ ربّي يَمتحِنْ
لو يُقلقون راحتي
أراها منهمْ هَدْهَدَةْ
فنحن أطفالُ الوطنْ
أنا مَرِنْ
الشيخُ يا ما قد وعظْ:
"الصبرُ يمتصُّ الشجنْ"
مسترسلاً في الجُبّةِ:
"إن أرضَ ألقَ جنّتي
الخُلدُ للصبرِ ثمنْ"
أنا مَرِنْ
صرتُ لفرطِ مرونتي
لا قوتَ عندي.. لا سكنْ
ضاعتْ حقوقي...
في سهوب "الحبّ" ومفاوز "الوطن" وتلال "الناس" يعدو غزال قلبها، فيما تمشي الهوينا بخطوات ما بعد الستين.
ومن قال أن الشاعر يكبر، ما دامت غزلان قلبه أبداً تقصد الغدران وتنهل من لطيف البيان؟!
بل هي خدعة الزمن تحاول أن تغطّي على غناء العنادل بأنين المفاصل وعلى عين البصيرة بانحسار البصر.
فانظروا للمها...
لا مسّكم كسر
أوراق سافرة
كانت الأرض لزجة زلِقة فوقعت وانكسرت ساقها.
جاء تأنيبها لنفسها أسرع من الآآآآخ التي تناهت لمسمع أطفالها فتحلّقوا يبكون ويستنجدون بمن يحملها للطبيب.
"ليتني بهذه اللحظة بالذات تركت الهاتف يرنّ طالما علقانة بالشطف والتنظيف.. فحتماً لن تخرب الدنيا لو أني تباطأت أو حتى لم...
الليلةَ كنتُ معك طوالَ الوقت
بعدَ أن اكتشفتُ فجأةً
أنّ اسمي وشكلي يجعلانك لا تراني
رغمَ أنّي أمامَك منذ عمر
وفجأةً أيضاً تلمّست قدرتي على التحوّل
ولبسِ ما أريدُ من أثواب
الليلةَ ارتديتُ فستاني الأخضرَ
ووقفتُ في صفّ شجراتِ السرو
على جانبِ الطريقِ الترابيّ
الذي تعوّدت أن تتمشّى عليه كلّ مساء
يا...
إني أحبّ الآفلينْ
مثلي أتوا لم يُسألوا
عن رأيهم هل يقبلوا
ثمّ نغادرُ بعد حينْ
لا ندري من أينَ لأينْ
إني أحبّ الآفلين
قبضُ العنا في جبرنا
أسرى غياهبِ شكّنا
إذ لا خلود ها هنا
صفرُ الأماني واليدينْ
إني أحبّ الآفلين
شمسُ الخريفِ الباهتةْ
نبعٌ يغيضُ لا يُرى
وردٌ تفتّح بهجةً
قد يذوي كرهاً بعد حينْ...
الحقُّ عليكِ...
أنتِ التي قلتِ بلهفةٍ حارقةٍ:
أنتظرُ أحفاداً يغيّرون سيرةَ الأجداد.. والمفاخرةُ عندهم عملةٌ صدئةٌ باطلة.
أنتظرُ قطاراً يأتي من غيرِ ما جهةٍ.. حيثُ لا سكّةٌ ولا محطّة
فيمضي بنا بلا هوّيةٍ أو قوميةٍ أو مذهبيةٍ إلى حيث لا حدود.
أنتظر ملكاً بغيرِ عرشٍ وصولجان
ورئيساً كما انقلابِ...
"فلنفترقْ
ما كانَ حبّكَ شاعري
إلا قصاصاتِ ورقْ"
يا ويح قلبي ليتني
ما قلتها
وكفرتُ كوناً من عبقْ
عيناهُ غيمٌ ماطرٌ
وأنا الشقيّةُ أحترقْ
"كوني بخيرٍ واسعدي
هذا المدادُ هو دمي
يا ليت دمّي لم يُرق"
مسرفٌ في التفاؤلِ من قالها ومشى على سنّتها القوم:
"أن تأتيَ متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً"..
أتيتُ إلى الدنيا متأخرةً ستةَ آلاف عام
رأيتُ الحفلَ قد انفضّ
زجاجاتُ الشرابِ الفارغةِ وبقايا طعامِ ليلة أمس
عيونٌ بهت بريقها وشهوةٌ انسكبت كماءٍ آسنٍ في أوعيةٍ يقالُ أنها أجسادٌ..
بحثتُ عن آدمي بين...
كالعادة حاولت غالية أن تضغط جاهدة على أعصابها، كي لا تبصق الحصاة التي بقيت لسنوات تحت لسانها، وكتمت غيظها ككلّ مرّة فلم تقل له في نوبة نزقها وفقدان السيطرة على جيشان مشاعرها ما ودّت قوله منذ لحظة تعيينها في هذه المؤسسة:
"من تظنّ نفسك؟؟ ما أنت إلا مجرّد نكرة مهما ظننت أنّ هذا الكرسيّ سيهبك ألف...