ثناء درويش - ميقات

مسرفٌ في التفاؤلِ من قالها ومشى على سنّتها القوم:
"أن تأتيَ متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي أبداً"..
أتيتُ إلى الدنيا متأخرةً ستةَ آلاف عام
رأيتُ الحفلَ قد انفضّ
زجاجاتُ الشرابِ الفارغةِ وبقايا طعامِ ليلة أمس
عيونٌ بهت بريقها وشهوةٌ انسكبت كماءٍ آسنٍ في أوعيةٍ يقالُ أنها أجسادٌ..
بحثتُ عن آدمي بين الأشلاءِ الملقاةِ كخُرَق بالية
ضيّعته منذ دهرٍ وكان الوعدُ أن ألقاه هنا والآن
لم أجده
كان أحكمَ مني إذ لم يأتِ متأخراً كما فعلت..
أعود أدراجي دون حتى أن يلاحظوا انسحابي
خطوةً خطوةً إلى يوم كنا معاً
لما كانت الدهشةُ البكرُ ولوداً من أتفهِ أمر
والحبّ لا تنطفئُ جذوتهُ ما دامت الطيبةُ طينتَه..
هناك كضلعٍ قاصرٍ أنسلّ إلى خاصرتك
أهجعُ حواءَ الكاملةَ بك
و أقسم لن آتي يوماً متأخرة
لن آتيَ إلا في وقتي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى