ثناء درويش - مجرّد قصيدة

ويحدثُ أن تُنهشَ القصيدةُ بمخلبٍ ثمّ ناب
ويُسمعُ في هسهسةِ أوراقِها وسقسقةِ عصافيرِها ورقرقةِ فراتِها.. صليلَ أفعوانِ الرغبةِ
وسوفَ يُقالُ القصيدةُ نائبُ فاعل
وواللهِ ما نابتْ مرّةً عن فعلٍ خسيسٍ في ضميرِ النوايا الخبيث
ولكنها سماويةُ التكوينِ.. قابلةٌ لإعادةِ التشكيلِ والتأويلِ.. مثل غيمة..
أو كمرآة إذا ما تجلّى بها سواد البواط .. رُميت بالحجارة.. ونُعتت بالقذارة.

وسوف يُلبسون القصيدةَ ثوباً شفيفاً ليفضحَ ما توارى من عوراتهم.. التي كم تضخّمتْ عبرَ الزمانِ في واوِ جمع
وما برّأتْ نفسها من شفيفِ الخلاعةِ.. حين الجنونُ خلعَ جلبابَ عقلٍ مذ صار عقالاً لدابّة الشهوةِ يدورُ حيث تدور.

وسوف تُصفّدُ أيدي القصيدةِ وتحضر موجودة لقصر الخليفة
ولولا جرتْ مثلَ نهرٍ .. لم تُسق جاريةً ترقصُ عند الرشيدِ ثمّ تثابُ بحظوتها في أن تنامَ ليلةً في سريره.. ثم لا يفيقُ بعدها من منام .. فيما القصيدَزاد تواصل جريانها كشمسٍ نحو مستقر.

وسوفَ.. وسوفَ .. تعاني الكسوفَ .. ويغرزُ في نورها نصلَ السيوفِ .. فتندلعُ نارها لتحرقَ يابسَ زرعٍ.. ويتبثقُ
من قلبِ سينِ تسويفها برعماً للنماء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى