ثناء درويش - لا كرامة لنبيّ في قومه

إذا جاءكم الربيعُ كرسولٍ من أمّه الحياة لا تكذّبوه قائلين ما أنتَ نبيّ بل متنبّي وسحرٌ وشعرٌ ما تفتّق عنك من زهورٍ وطيورٍ ونسائم ولا يفلحُ الساحرُ حيث أتى
لا تعدّدوا على مسمعه دورةَ الحياةِ وكيف تلتهبُ أنفاسهُ الطيبةُ إنّ حلّ صيفٌ وتتساقطُ أوراقُه باهتةً في حزنِ الخريفِ وتغسل زهوَ ألوانه عربدةُ الشتاء
لا تعودوا لجيناته وشريط ال DNA لتثبتوا عدمَ أصالتهِ وأنه العابرُ كضيفٍ يقيمُ برهةً في حقولِ الوهمِ ثم تتداعى قمصانهُ البهيجةُ واحداً إثر آخر
فما كذّبه أحدٌ إلا حلّت لعنةُ العجزِ في مفاصلهِ وخبا نبضُ عروقهِ وتخشّب كشجرةٍ تُحتطبُ لموقدٍ مقرور
وما أنكر نبوّته متشدّقٌ بالفلسفة وقصصِ الغيبِ إلا حُرمَ من أن يعيشَ جنّة الله ههنا على الأرضِ محكوماً أن يبقى محبوساً في صقيعِ أفكاره وحميمها
كونوا في حضرتهِ عشاقاً
اصغوا لثغائه كحملٍ وللثغةِ الحروفِ في زقزقةِ عصافيرهِ واصنعوا من الورقِ زوارقاً لينبوعٍ ما همّه إن غاضَ أو انتهى في سوقِ زهرة
خذوا ملءَ الرئتين هواءً نظيفاً لم يتلوّثْ برمادِ أفكاركم
وتمايلوا طرباً مع تموّجاتِ العبيرِ في الأثير
ثمّ احضنوا أحبابكم باسمينَ أن ربيعكم نور.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى