نبيل يوسف العربي النفيعي - التداعي

- ١ - صيف ٢٠٢١

على رأس وحدته ظهرا يجلس مشعلا سيجارته ،
وهو يرقب القطيع عابرا الطريق صوب المراعي الخصيبة .
تدلت السماء بغيمة خريفية حنون ، حجبت لهيب الشمس ،
والصيف يلملم ما تبقي من جراحاته المؤلمة ، تاركا في الروح نزف الذكريات التي عبرت كحلم بهيج في يوليو وأغسطس .
..................................
- ٢ - خرقة الراعي
....................
وكم فتشت عن خرق
وظنوا أنها بليت
وأن العقل قد خرفا...
وما تبلى لنا خرق
وإن تخفى فما نخفي لها الشغفا
كما أمل يجدد روحنا فينا
فلا نبلى ولا تبلى أمانينا
حياة كلها خدع
فكم أبدت لنا من زخرف وجها
و دام الزهد يصرفنا فما نلقي لها بالا
نبيت على طوانا وذكرنا شبع
وكم سغب كما لهب على أحشائنا جالا
فلم نألم ببرد سلامه الوافي
من الكافي إلى الكاف
كفى بالنون تكفينا برحمته
و جود عطائه السؤلا
فيسترنا
ويبقى عيشنا الصافي
بخرقتنا التي نزهو بها حبا
...............................
- ٣ - حياة
..............
أنا ما ملت من ملل وإملال
وإن مالت فمن ملل بلا مال
تقلب طبعها فينا بلا خجل
هي الدنيا على عجل وإمهال
ونحن تروسها نفنى وتهلكنا
إذا ألقت بريق خداعها العالي
وكم أثرى بها رجل على ضعة
وراح الناس أرواحا على المال
وكم رجل رقيق الحال قد بات
على شظف ويسمو ناعم البال
..................................
- ٤ - صورة
................
وكم مرت على أقدامه المحن
فما وهنت مروءة كاسف البال .
يموت الحر قهرا وهو يبتسم
ولا يخشى سوى حاج لأنذال .
.................................
- ٥ - عناد
...............................
بكتماني أعاند صرخة الألم ،
وأغزل من مراراتي شموس الصبر والأمل ،
وأهديها لأحبابي ،
وإن صدوا فما قلبي سوى نبض لحبهم الذي منعوا ،
وأزعم أنني من فيض رحمتهم يناجيني الهوى شغفا ،
وأكتم صرخة الألم ،
وإن مدت براثن قهرها في ،
فما أشكو ،
ولا يدنو على شفتي هنا عتب .
..................................
‏نهاية :
اقتحم جدارها المتاح،
نقش منشورا مجنونا،
أدرك جريمته في لحظة وعي نادرة التوقع،
لعن حنا السكران الذي يسكنه ،
محا نقشه ،
وخر صريعا.
.....................
أبو لؤي النفيعي - مصر
التفاعلات: مصطفى معروفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...