هاني الغريب (هاني أبو مصطفى) - ثورةُ الأزهار .

ذُبحت بلادي والدماء كتابُ
اقرأ لنا يا أيها السيّابُ

اقرأ ولاتسأل سوى أجسادِنا
فالأرضُ ثكلى والأحبّةُ غابوا

رحل النهارُ نعم وضاع خطابُهُ
ماطاب في هذا النهارِ خطابُ

وأُعيدت الأزهارُ ذابلةً كما
كانت وسُدّ على بويبَ البابُ

رموا السماءَ بنظرةٍ واستهزأوا
هل دون قصدِك يُحمدُ الكذّابُ

عادوا على معنى يزيد وبعد أن
برزوا تقاسمت العراقَ حِرابُ

اقرأ لنا ما فيك
قبل رحيلِك المُغمى عليه
فنحنُ لا نرتابُ

وابسط شُموعَك للمساءِ على دمٍ
ستُراقُ دون سيُولهِ الأسبابُ

قِدْران يحترقان كانا لحظةً
أُخرى عسى أن يرجعَ الحطّابُ

وعسى لجيكور التي فارقتها
أن لاتُصادِرَ صوتَها الأحزابُ

وطنٌ عظيمٌ من أتى لدمارهِ
مِن أين هُم لاوفّقوا لاطابوا

من قد أجاز لهم خرابَك هكذا
أيجوزُ في شرعِ الطُّغاةِ خرابُ

في هذهِ الأرضِ القديمةِ بابلٌ
يُرمى لها الأمراءُ والأقطابُ

في هذهِ الأرضِ العظيمةِ سومرٌ
يُجبى لها الحُكماءُ والألبابُ

خرجوا بها نحو العوالمِ كُلِّها
وتعانقوا فتفاخر الإعجابُ

ملأوا المواقعَ أنجُمًا وبوارقًا
سيطالُ مَن خان العراق عقابُ

سيطالُ من كذبوا عليهِ وزوّروا
وقفوهمُ فعلى الجميعِ حسابُ

إن ظنّ أصحابُ الجُنوحِ بأنهم
ربحوا فقد ظنّ البُغاةُ وخابوا

لن يغفلَ الفتيانُ في جبهاتِهم
حشدوا الصدورَ وقاتلوا فأصابوا

الدارُ غاضبةٌ ولم يهدأ بها
شرفُ الرجالِ وفاضت الأكوابُ

قل للشناشيل المُحاطةِ دائمًا
بالشعر قد ختم الذهابَ إيابُ

مهما استطال لهم عتادٌ سوف لن
يُجدي بهم وسيُطردُ الأغرابُ

آتٍ لهم جيلٌ لهُ تعويذةٌ
بسمِ الحُسينِ ستصرخُ الأصلابُ

اقرأ لهم ديوانَ شعرِك مرّةً
أُخرى فأنت العودُ والزّريابُ

واستخدمِ الألمَ الذي كابدّتهُ
في الموتِ فيك من العذابِ عذابُ

يابدرُ هل أمطرتَ
هل أنشودةُ المطرِ الذي
أشجاك منك سحابُ

ماذا علينا لو ترى
ما ليس في التاريخِ لم
يُكتب لذاك صوابُ

مُتْ من جديد ولاتمُت فالموتُ في
بلدي لهُ تحت السيوفِ رقابُ

اقرأ لهم فأنا قرأتُ صحيفتي
ولذاك سوف أغيبُ سوف أُصابُ

أنا في زمانيَ لم أُحرِّر نخلتي
فاليابسون لهم دَمٌ سكّابُ

ذكرى رحيلِك ذكرتي أنا راحلٌ
يا سيدي وبداخلي إضرابُ

حتمًا فأمراضي المُثيرةُ أحرقتْ
صوتي وكُلُّ قصائدي أخشابُ

بعضُ السجّلاتِ الجديرةِ بالنوى
ذهبت إلى حيثُ انطوى المحرابُ

بِيْ زفرةُ الحلّاجِ عند وفاتهِ
وجراحُ مَن نكروا الإلهَ فتابوا

بيْ حُزنُ جيفارا
النزيه يصيحُ مُقهورًا
ولكن شاهت الكُتّابُ

أبدلتُ عنواني عسى أن يعبُروا
أشفقتُ ماعبروا الطريق وهابوا

أقسمتُ أنّ غداً قريبًا قادمٌ
وهناك يلبسُ عِزّةً جلبابُ

اقرأ لهم يا أيها السّيابُ
أنت الوحيدُ إذا دعوتَ تُجابُ

هاني أبو مصطفى
التفاعلات: مصطفى معروفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...