وإنْ غنَموا التاجَ والعرْشَ
موْتىَ بمحْضِ حمَاقاتِهم
منذُ أنْ فكّروا بالفتوحَات أوْسِمةً
منْذُ أنْ فكّروا بالنّجومِ ترصّع أكتافَهم
منذُ أنْ فكّروا
آخرَ الليْل ها إنّهم دخلوا القرْية الآن
مثل الصّراصيرِ
قدْ أتلفُوا لمْبة الضّوْءِ
طاولتي سَحلُوها كمثِلِ حِصانٍ علَى العتبَةْ
ردَموا البئْر واقتطعُوا الشّجرة
قهْقَهُوا واسْتراحُوا
لينْسحبُوا …
اليَمَامَةُ مِنْ دفْتري المدْرسيّ الذي مزّقُوهُ
اليمَامةُ أخّاذةٌ رفْرفتْ فِي الفضَاء محوّمةً
فوْقَ أكْتافهم والنّياشينِ تسْطعُ
قد صوّبوُا نحْوهَا
فاخْتفتْ
ثمّ عَادتْ لتظهرَ ثانيةً
ثمّ خامسَةً
ثمّ سابعةً
ثمّ عَادتْ لتظهرَ خضْراءَ
زرْقاءَ، صفراء
بيْضاءَ
خَضْراءَ
سَوْداءَ
حَمْراء
عادتْ لتظهرَ
……
……
…..
من شدّة الرعْبِ لحْظتها
جمَدُوا في أماكنهم كالتّماثيلِ
يمْكنُ أنْ يصْنَع الطفْلُ منْها دُمًى يتسلّى بهَا
جَمدُوا في أماكِنَهم وبنَادِقهم جمَدتْ
وفيما اليمامةُ تلك اليمامةُ
راحتْ تنقّرُ قصْديرهاماتهم
فتحرّر سكانُ قرْيتها المعدمين اسْتعادوا الغناءَ
وعادوا
كما الماءُ للنهر
والضوء للشمس
والشهد للورد
والناي للأبجديّة
عادوا
وتلك اليمامة عادت
إلى الدفتر المدرسي الذي مزقوه
فمن يومها الجنرالات صاروا تماثيل
دون أصابع
دون رؤوس
بقلم الشاعر صابر العبسي من تونس.
تماثيل منذورة للظلال
موقع الإبداع الفكري والأدبي
https://www.facebook.com/saber.arabi.7/posts/6586895864716660
موْتىَ بمحْضِ حمَاقاتِهم
منذُ أنْ فكّروا بالفتوحَات أوْسِمةً
منْذُ أنْ فكّروا بالنّجومِ ترصّع أكتافَهم
منذُ أنْ فكّروا
آخرَ الليْل ها إنّهم دخلوا القرْية الآن
مثل الصّراصيرِ
قدْ أتلفُوا لمْبة الضّوْءِ
طاولتي سَحلُوها كمثِلِ حِصانٍ علَى العتبَةْ
ردَموا البئْر واقتطعُوا الشّجرة
قهْقَهُوا واسْتراحُوا
لينْسحبُوا …
اليَمَامَةُ مِنْ دفْتري المدْرسيّ الذي مزّقُوهُ
اليمَامةُ أخّاذةٌ رفْرفتْ فِي الفضَاء محوّمةً
فوْقَ أكْتافهم والنّياشينِ تسْطعُ
قد صوّبوُا نحْوهَا
فاخْتفتْ
ثمّ عَادتْ لتظهرَ ثانيةً
ثمّ خامسَةً
ثمّ سابعةً
ثمّ عَادتْ لتظهرَ خضْراءَ
زرْقاءَ، صفراء
بيْضاءَ
خَضْراءَ
سَوْداءَ
حَمْراء
عادتْ لتظهرَ
……
……
…..
من شدّة الرعْبِ لحْظتها
جمَدُوا في أماكنهم كالتّماثيلِ
يمْكنُ أنْ يصْنَع الطفْلُ منْها دُمًى يتسلّى بهَا
جَمدُوا في أماكِنَهم وبنَادِقهم جمَدتْ
وفيما اليمامةُ تلك اليمامةُ
راحتْ تنقّرُ قصْديرهاماتهم
فتحرّر سكانُ قرْيتها المعدمين اسْتعادوا الغناءَ
وعادوا
كما الماءُ للنهر
والضوء للشمس
والشهد للورد
والناي للأبجديّة
عادوا
وتلك اليمامة عادت
إلى الدفتر المدرسي الذي مزقوه
فمن يومها الجنرالات صاروا تماثيل
دون أصابع
دون رؤوس
بقلم الشاعر صابر العبسي من تونس.
تماثيل منذورة للظلال
موقع الإبداع الفكري والأدبي
https://www.facebook.com/saber.arabi.7/posts/6586895864716660