السيد فرج الشقوير - حبّاتٍ تُسبّبُ الصُّداع

كَثِيراً مَا انتَقَدَ أنطونُ تِشِيخوفُ الرُّوتِينَ
والتَّمَهُّلَ بِالحَالاً لِمَا بَعدَ بُكْرَة
واعتِمَارَِ التّنّوبُ (٠) أحذِيتَهُ الشّتوَيّة...
و جَوَارِبَهُ الصّوفَ..
و قُبّعَاتِ المِنْكِ
وإنفَاقَ أعمَارَهُ الطّويلةَ كَالغَالَابَاغُوسِ (١)...
دُونَ إشارةِ واحِدةٍ....
تعرفُ منها سيبيريَا عِشقَهُ المَدْلُوقَ ....
وَ عِلّةً للوقُوفِ أحقَاباً فِي الصَّقْعَةِ
ولا عَلِمَتْ غيطانُ القُطنِ في ذُؤآباتِ كَامشَاتِكَا (٢)
بالكَامُومِيلِ المُتَطَوّعِ أنْ يُطْبَخَ في آتُونِ كُلُوتشفَسْكَايَا (٣)..
وَ زَفرَتِهِ السّنَوِيّة
على التّنّوبِ أنْ يُصارِحَ الزّمْهَرِيرَ بالحِكَايةِ..
أوْ يُعطِيَ للكَامُومِيلِ أسْبَابَاً وَجِيهَةً لانْتِحَارِهِ المُتَكَرّرِ
وَ نَحنُ صَامِتُونَ...
حِينَ نَمُوتُ...
يقعُ الّذينَ نُحبّهُمْ في صَمْتٍ في الحَيْرَةِ
فِي... إلَى أيّ مدَى عليهِمْ أنْ يحزَنون
بالسَنتِمتر يَحزنونَ أمْ بالسّنَةِ الضّوْئِيَةِ؟!
رُبّما الذين نُحبّهم في صمتٍ حتى أوارانوس (٤)..
يبكونَنَا مسافَةَ أنْ يَلحَقَ الحِذَاءُ بالحِذاءِ ..
بحُزنٍ مَسْلُوقٍ!!
ينتهُونَ قبلَ ابْتِدَارِ الجَبّانَةُ الوَلِيمَةَ!!...
و قبلَ أنْ يَقرَأَ الذُّبَابُ الأزرَقُ تِلّغرَافَ اسْتِدعَائهِ لِلجَبْهَةِ
مَنْ أَوْلَى بعصِيرِ الرّمّانِ مِنْ كُفّارِ الحقُولُ؟
كِريستيَانْ دُو نُوفوليت لِصٌّ وَقِح..
يسرقُ الدّرّاقَ المُختَبِئَ لمُسْتَحِقِّهِ...
والأعنَابَ القُرمُزِيّةَ الّتِي تتنَزّلُ فيها السّكَاكِرُ
و تفتَخرُ الدّنَانُ بصداقَتِهَا الشّخصِيّةِ مع شَفَتِهَا العُلويّةِ...
وَ زِيجَتَها الكاثوليكيّةِ مِنْ شَفَتِهَا السُّفلِيّة
عَنْ مَادلِين رُوبن (المَوْكُوسَةِ) أتَحَدّثُ
سيرانو دُو بلْجُورَاك ليسَ (بارِم ديله)...
ولَا رَاضِعٍ أصيلٍ منْ لَبَنِ أمّهِ
مُجَرَد مَاذُوخِي يَعشقُ الجروحَ فِي كُوعِه..
و الصَفَائِحَ الدّمَويّةَ فِي ركْبَتَيْهِ.....
يُقَشّرُهَا كُلّمَا وشوَشتهَا العَافِيَةُ
لِتَبْقَى خَرَّارَةً أبَداً
رُبّما أوعَزَ لِقَاتِليهِ بالسِيناريو كَي يمُوتَ مُنتَحِبَاً...
فَيُدْخَلَ أكفَانَهُ صائحَاً...
( آيَا حُوسْتِِي السّودَة يَا أنَا يَا أمّه)
لِكَيْ تَأسَوْا عَلَى مَا فاتَكُم بانصِرافي
أَسَى لائقَاً بأرغُولِيَ المِعْيَاط
لا ينتَهِي قَبلَ انتِهاءِ السِّكَّة إلَى بُلُوتُو
سآخُذُ بِنَصِيحَةِ أنطونُ تشِيخُوف
النّصيحَةَ الّتي أهمَلَهَا عَجُوزَهُ الخَرِفُ
هذا الَّذِي يعترفُ بعشقِهِ بعدَ الدّقِيقَةِ التّسعِين
وفي مُبَارَيَاتٍ بلا إكْسِرَاتَايم...
سَأعتَرِفُ بِبُغضِيَ لِلمَشانِق..
وللكَراسِيِّ الفَرّارَةِ مِنْ أوّلِ شَلّوتٍ...
مَنْ تُعطِي الأشطَانَ الغَبِيّةَ حَقَ الفِيتُو ضِدّ أوْدَاجِيَ المُعتَرِضَة
سَأُقِرُّ بِأنّيَ أعشَقُ هَذِهِ السّباسِبَ المفرُودَةَ...
كَفَطِيرَةٍ بالزُّبْدِ البَقَرِيّ
وأهِيمُ بفسْتانِ البَرسيمِ الحِجَازِي...
كتَنّورَةِ تتّخِذْهَا بَتُولٌ..
كُلَّمَا شَلّحُوهَا انْبَرَى الزّعْمَطُوطُ (ه)...
يَستُرُها مِنْ جَديدٍ
ويُلقِمهُمْ سُمَّهُ هَازِئَاً منْ سَذَاجَةِ النُّهَّابِ
سَأُمارِسُ الضّغطَ وَحْدِي لا بعدَ الشّوطِ الأوّلِ
بلْ بالشّتِيمةِ قبلَ المَاتش
بَعدَ انْقِضاءِ الصّلاةِ لَوْ قَالَ دِيكٌ كُوكو كوكووو
على أحدِ المُؤمِنينَ أنْ يُعْمِلَ فَرضَ الكِفَايَةِ في (زُمّارَةِ حَلْقِه)
سأُنَادِي إذاً للصّلاةِ...
وعلَى الفِرَاخِ إثم التّخَلُّفِ
فِي قُنِنَا الضّيِّق..
فِي قَريَتِنَا المنقعِرَةَ كَبُطُونٍ تهْوَى المَسَاغِبَ
قَريَتِنَا....
الّتِي عثَرَ عليهَا جُوجَلُ صُدْفةً...
رغمَ اجتهاد حكُومَتِنا الرَّشِيدة في شَطْبِ اسْمِهَا مِنْ أضَابِيرِ التّموِينِ...
وَمِنْ (مَنَابِهَا) فِي الزّفتِ..
مِنْ مَقَشّةِ الزّبّالَة..
ومنْ لَمْبَةِ الفِينُوسِ ...
مِنْ بِخٍّ للحَرَامِيّة..
وَ مِنْ كِخٍّ للزّوانِيَ حِينَ يَنُطّونَ سُورَ الفضِيلَةَ
لمْ نُفكّر في احْتِجَاجٍ مَشرُوعٍ ضِدّ فَاتُورَةٍ أيّاً كَانَتْ
ولا ضِدَّ أعمِدةِ الإنّارّة...
مَنْ حَصّلَت فُلُوسَهَا غَيرَ مَنقُوصَةٍ...
وهِيَ المُبتَلاةُ بالعَشَى اللّيلِيِّ....
والقَيلولةَ مِن مِطلَعِ الفَجرِ
لمْ نَثُرْ ضِدّ تَقَاعُسِهَا عنْ قَابِسِ المَاكِينَةِ الّتي تُنتِجُ القُمَاش
لمْ نرقُص فرحَاً بالمُهَندِس....
ولا باركنَا لِعَائلة زِيزِي
نحن العُراةَ العاشِقينَ شَواطِئَ (البَلْبُوص)
هُوجَتنا المضمونةَ العَوَاقِبِ الوحِيدَة...
كانَتْ عِندَ بَيتٍ عمّنَا السّعِيد...
بتَطَاوُلِ الآمِنِينَ شَشْخَانَتِه الطّيّبَة..
(إيد النّور يا سعيد يا بَنّا..
خَلّي النّور يِجِي عَند دارنا)
نَحنُ الّذينَ لمْ نرقُص السّالسَا (٦)
ولمْ نسمعَ عنْ الهَافانا بَانَانَا (٧)
ولا عنْ مخلوقاتٍ متْروكٌ لَها فاصِلاً مِنْ المَالَامْبُو (٨)
داخِلَ الحظائرِ الصّغيرة....
فِي الحَندُوسَةِ...
نَجلسُ بينَ أفخاذِ تحيّة كاريوكا
ومَعَ الشّمسِ نرقُصُ رَقصَتَنا الوَحِيدَةَ...
بِموسيقانَا الشّعبِيّةِ... (الغازِيّة لازم تِنزل)
مسمُوحٌ لسانتا كلوز بالتِجوالِ في صَقيعِنا الرّتِيب
وَأنْ نشتَري للعِيالِ الدُّمَى..
كَيْ نُمَكِّنَ للحوَاديتِ في الأرضِ
في شِتَاءٍ قريبٍ للجِبَالِ أنْ تُطيع..
( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ والطَّيرَ )
وعِندَما تَنشَقُ السّمَاءُ بِمَائهَا المُنهَمِر
لا تَدخُلوا بيُوتَكم أيّهّا النّمْل
لا تقُولُوا هُرَاءَكُمُ المَعهُود فِي هِجْرَتِكُمْ نَحوَ تَحتِ السّرِيرِ
شِتَا يَا شِتَا... زَمِّرْ يَا دَاوُود
فَدَاوُودُ يُزَمِّرُ للّهِ....
لا للذّرِّ يزرَعُ غِيطَانَهُ بالقصَبِ


...................................................
السيد فرج الشقوير
الثلاثاء 28/12/2021


هامش
..........
( ٠) من الصنوبريات
(١) نوع من السّلاحف
(٢) أعلى مرتفعات سيبيريا
(٣) بركان في أعلى تلك المرتفعات
(٤) كوكب من كواكب المجموعة الشمسيّة
(٥) نبات برّي ذو أوراق سامة
(٦، ٧، ٨) رقصات شهيرة


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...