أنتِ التي قطُّ لا تُحصى أساميها
كثيرةٌ في أحاسيسي مناحيها
في مطعمِ الحُبِّ والقهوى لطاولتي
رمى بها اللهُ قُرْبي فابتلانيها
وكنتُ أجلسُ خجلانًا فتغمزُ لي
أمتُّها في خيالاتي لأُحييها
إني اشتكيتُ عليها عندها فأنا
محكومُها ومُحاميها وقاضيها
قد أرهقتني وما أفصحتُ عن شغفي
لها ومازلتُ عن بُعدٍ أُناجيها
مريضُها لا شفاني اللهُ من مرضي
لكنني رَغم ما عانيتُ راقيها
أحتاجُ منها ولو يومًا نعودُ بهِ
لليلةٍ فعسى بالودِّ نقضيها
عيونُها وعيوني هل ستفهمُني
هل سوف تُرجعُ لي أحلى أغانيها
مشيتُ وحدي وكان الحُبُّ يحرسُني
لو أنها أخرجتني من أراضيها
العينُ لاوسنٌ والنومُ مُبتعدٌ
عني وللآن أشواقي تُناغيها
دعوتُ ربّيْ فلم يُرجع صُراخَ فمي
حبيبتي يا زماني كيف تؤذيها
قد اختبرتَ فؤادي في محبّتِها
وقد نسيتُك فاستبدلتني تيها
كُلُّ الحكاياتِ أغرتني وأكثرُها
تلك التي عن جميع الناسِ أخفيها
بحيثُ كابدتُ صمتي كلما ذُكرت
عندي أدّعيتُ بأني من أعاديها
للآن في داخلي من حُبِّها أرَقٌ
يُعيدُ لي ذلك المعنى الذي فيها
هل هذهِ امرأةٌ ؟
منهم ضحكتُ أنا
بل هذهِ حاضرُ الدنيا وماضيها
بغدادُ عاصمةُ التاريخِ سيّدةُ
الكلامِ والُّلغةُ اللا دهر يطويها
ستُستعادُ كما كانت ليدخُلَها
إمامُها ومواليها وواليها
وسوف يكشفُ
ظهرُ الغيبِ عن صُورِ
المُسافرين ولن تُمحى معانيها
مادمّروها وإن حيلت مراسمُها
عنّا وما طمسوا يومًا سواقيها
يُحاولون ولكن نحنُ طينتُها
نحنُ الذين تقاسمنا مآسيها
نحنُ السهارى إذا ضاقت وسائدُنا
والراحلون إلى أحلى نواديها
والمُبتلون وأحيانًا لنا ألمٌ
مازال يطمحُ أن يختارَ باقيها
مواجعي قَدْرَ هذا الكونِ طائعةً
جاءت بلا أيّ تدبيرٍ تُناجيها
كنوزُها خافياتٌ عن دسائسِهم
وأهلُها لم يخونوا في روابيها
سيسألون بلا جدوى مخافةَ أن
أصيحَ لكنني ألجمتُ راميها
وها أنا أتطوّى كالحبالِ على
أعناقِهم كي يروا أعلى بواديها
قالوا هل اليوم حاميها مُعمّرُها
فقلتُ واليوم حاميها حراميها
أنا وبغدادُ والذكرى ومزرعتي
بغدادُ هذي التي أشتاقُ بانيها
بغدادُ تشبهُ طفلًا باكيًا وجدوا
في حُضنهِ دمعةً شابت نواصيها
فقام يزحفُ لكن حيل عن فمهِ
موّالُهُ لم يرد إلا رواسيها
ولي بها قبل هذا الحينِ أرصفةٌ
أمشي عليها ومَنْ مثلي يواسيها
هاني
كثيرةٌ في أحاسيسي مناحيها
في مطعمِ الحُبِّ والقهوى لطاولتي
رمى بها اللهُ قُرْبي فابتلانيها
وكنتُ أجلسُ خجلانًا فتغمزُ لي
أمتُّها في خيالاتي لأُحييها
إني اشتكيتُ عليها عندها فأنا
محكومُها ومُحاميها وقاضيها
قد أرهقتني وما أفصحتُ عن شغفي
لها ومازلتُ عن بُعدٍ أُناجيها
مريضُها لا شفاني اللهُ من مرضي
لكنني رَغم ما عانيتُ راقيها
أحتاجُ منها ولو يومًا نعودُ بهِ
لليلةٍ فعسى بالودِّ نقضيها
عيونُها وعيوني هل ستفهمُني
هل سوف تُرجعُ لي أحلى أغانيها
مشيتُ وحدي وكان الحُبُّ يحرسُني
لو أنها أخرجتني من أراضيها
العينُ لاوسنٌ والنومُ مُبتعدٌ
عني وللآن أشواقي تُناغيها
دعوتُ ربّيْ فلم يُرجع صُراخَ فمي
حبيبتي يا زماني كيف تؤذيها
قد اختبرتَ فؤادي في محبّتِها
وقد نسيتُك فاستبدلتني تيها
كُلُّ الحكاياتِ أغرتني وأكثرُها
تلك التي عن جميع الناسِ أخفيها
بحيثُ كابدتُ صمتي كلما ذُكرت
عندي أدّعيتُ بأني من أعاديها
للآن في داخلي من حُبِّها أرَقٌ
يُعيدُ لي ذلك المعنى الذي فيها
هل هذهِ امرأةٌ ؟
منهم ضحكتُ أنا
بل هذهِ حاضرُ الدنيا وماضيها
بغدادُ عاصمةُ التاريخِ سيّدةُ
الكلامِ والُّلغةُ اللا دهر يطويها
ستُستعادُ كما كانت ليدخُلَها
إمامُها ومواليها وواليها
وسوف يكشفُ
ظهرُ الغيبِ عن صُورِ
المُسافرين ولن تُمحى معانيها
مادمّروها وإن حيلت مراسمُها
عنّا وما طمسوا يومًا سواقيها
يُحاولون ولكن نحنُ طينتُها
نحنُ الذين تقاسمنا مآسيها
نحنُ السهارى إذا ضاقت وسائدُنا
والراحلون إلى أحلى نواديها
والمُبتلون وأحيانًا لنا ألمٌ
مازال يطمحُ أن يختارَ باقيها
مواجعي قَدْرَ هذا الكونِ طائعةً
جاءت بلا أيّ تدبيرٍ تُناجيها
كنوزُها خافياتٌ عن دسائسِهم
وأهلُها لم يخونوا في روابيها
سيسألون بلا جدوى مخافةَ أن
أصيحَ لكنني ألجمتُ راميها
وها أنا أتطوّى كالحبالِ على
أعناقِهم كي يروا أعلى بواديها
قالوا هل اليوم حاميها مُعمّرُها
فقلتُ واليوم حاميها حراميها
أنا وبغدادُ والذكرى ومزرعتي
بغدادُ هذي التي أشتاقُ بانيها
بغدادُ تشبهُ طفلًا باكيًا وجدوا
في حُضنهِ دمعةً شابت نواصيها
فقام يزحفُ لكن حيل عن فمهِ
موّالُهُ لم يرد إلا رواسيها
ولي بها قبل هذا الحينِ أرصفةٌ
أمشي عليها ومَنْ مثلي يواسيها
هاني