هاني الغريب - أنا وناقوسُ المهدي

دارٌ وأفكارٌ تدورُ وأحرُفُ
وهناك سرٌّ بعد ذلك يُكشفُ

وهناك بحرٌ زاخرٌ يغتالُنا
وسفينةٌ تجري ونايٌ يعزفُ

ما كُلُّ مَن قرأ الحقائقَ يعرفُ
لكنّ شيئًا خافيًا يتلطّفُ

حيثُ امتزجنا بالدموعِ تقاربت
أقلامُنا والحبرُ جُرحٌ ينزفُ

خُذ يا صديقي صيحتي لا صُورتي
ليَ صيحةٌ مثلُ الأزاهرِ تُقطفُ

وإليك في ذاتي ضياءٌ باحثٌ
عن ذاتهِ في كُلِّ صُبحٍ يخلفُ

ناقوسُ كان العاشقون إذا رأوا
فيروز أعقَبَهم صباحٌ يهتفُ

كم سافرتْ روحي وطافت في الورى
واستخدمت أسماءَهم كي يُصرفوا

كي يكتبوا ما مرّ من أوجاعِنا
هم يرسمون ونحنُ مَن نُستهدَفُ

سمعوا مواويلي وغنّوا أنجُمي
تلك السماءُ هيَ التي تتصرّفُ

وسُجنتُ في وطني بلا حُرّيةٍ
حُرّيةُ السُّجناءِ أن لايُحرفوا

ما حيلتي وأنا الطريدُ وفي يدي
للقيدِ حزٌّ حاقدٌ مُتطرِّفُ

ما حيلتي ومعي بلاديَ تحتسي
وجعي وفي كلتا يديّ المُصحفُ

حتى انحسرتُ ولم أعُد متوهِّجًا
لولا المواويلُ التي تتخطّفُ

كان العراقُ جريدتي فقرأتُ ما
فيها وكان معي خطابٌ مُكْلِفُ

كان العراقيون دمعةَ خاطري
وأنا الهوى والبيتُ والمُتزلِّفُ

وأنا الأخيرُ وليس بعديَ يُحتفى
في جُرحهِ أحدٌ وصوتيَ مُرهفُ

هل ليْ اذا جاء التوافُقُ مِعْطَفُ
هل ليْ إذا طال المسيرُ توقُّفُ

هل كنتُ فعلاً مُسرِفًا بمشاعري
أم سوف ينجو في القيامةِ مُسرفُ

قالوا بأنيَ فيلسوفٌ هاربٌ
عنهم وأرفضُ بالهُروبِ أُصنّفُ

ناقوسُ أنتَ رفيقُ هذا الجُرْحِ مُذْ
طار الحمامُ وحيل عنهُ تخلُّفُ

ياصاحبيَّ السّجن قال لنا النوى
لا تحلُما حتى يُغادِرَ يُوسُفُ
التفاعلات: أريج محمد أحمد

تعليقات

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...