خالد شوملي - طِفْلَةٌ في الْمَنْفى...

عَلى خَدِّها دَمْعَةٌ صامِدَة
فَلا هِيَ تَهْوي وَلا صاعِدَة
وَأَحْلامُها جَبَلٌ يَتَهاوى
وَنَظْرَتُها في الْمَدى شارِدَة
وَفي وَجْهِها حيرَةٌ وَاكْتِئابٌ
وَغارِقَةٌ في الْأسى خالِدَة
وَأَسْأَلُ نَفْسي تُرى ما جَرَى
لِبِنْتٍ بِعُمْرِ النَّدى واعِدَة
فَلا هِيَ تَبْكي وَلا هِيَ تَحْكي
وَدَمْعَتُها دُرَّةٌ جامِدَة
قُبَيْلَ انْفِجارِ دُموعِ السَّماءِ
أَراها كَما الْجُثَّةِ الْخامِدَة
عَلى كَتِفِ اللَّيْلِ يَمْتَدُ حُزْنٌ
يُغَطّي ضَفيرَتَها الْجاعِدَة
تَدورُ كَواكِبُ حُزْنٍ بِها
فَلا هِيَ تَرْسو وَلا عائِدَة
رَمَتْها الظُّروفُ لِمَنْفًى بَعيدٍ
عَلى مَوْجَةِ الدُّوَلِ الْحاقِدَة
وَفي مُقْلَتَيْها أَسى الْكَوْنِ يَبْدو
مِنَ الْخَوْفِ راجِفَةٌ بارِدَة
يُحاصِرُها الْبَرْدُ وَالْجوعُ طَوْقٌ
وَمِنْ حَوْلِها قُوَّةٌ جاحِدَة
أَقولُ لَها: سَتَعودينَ يَوْمًا
وَأُقْسِمُ: إِنَّ السَّما شاهِدَة
تَرُدُّ عَلَيَّ بِصَوْتٍ شَجِيٍّ
إِذا الْأَهْلُ ماتوا فَما الْفائِدَة
فَأَخْجَلُ مِنْها وأَخْجَلُ مِنّي
وَأَبْكي عَلى الْأُمَّةِ الْماجِدَة
.....
خالد شوملي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...