خالد شوملي

لم أقل شيئاً حينَ جاءَ الجندُ للقريةِ كيْ يعتقلوا عيسى وأصحابَهُ في الليلِ صمتُّ لمْ أقلْ شيئاً ... فإني لستُ منهمْ عندما أُطلقتِ النارُ على لينا سكتُّ ... فابنتي والحمدُ للّهِ بخيرٍ تتعلمْ ثُمَّ لمّا أحرقوا المسجدَ واغتالوا عليّاً لمْ أُعارضْ ونصتُّ ... علويّاً لمْ أكنْ كيْ أشتكي أو أتهجّمْ...
واحَسْرَتاهُ إِذا الْبِلادُ تُذَلُّ وَيَقودُها نَحْوَ التَّشَرْذُمِ جَهْلُ طينٌ عَلى السّاقَيْنِ يَمْنَعُها الْخُطى وَعَلى بَياضِ الْعَيْنِ يَجْثمُ لَيْلُ تَبْكي الْفَراشَةُ لا مَكانَ لَها هُنا خَدُّ الصَّغيرَةِ ساخِنٌ مُبْتَلُّ قَدْ ضاعَ كَوْكَبُها .. أَبوها .. أُمُّها أَيْنَ الْأَحِبَّةُ يا...
يا حُبُّ ما بِكَ تَسْتَفِزُّ مَشاعِري هَلْ عُدْتَ ثانِيَةً لِتَكْسِرَ خاطِري ما كادَ قَلْبي يَسْتَعيدُ شِفاءَهُ لِتَعودَ لي مِثْلَ الْعَدُوِّ السّاخِرِ قَدْ جُلْتَ فيهِ وَصُلْتَ مُنَتَشِيًا بِما أَنْجَزْتَ مِنْ نَصْرٍ لِتُصْبِحَ آسِري إِذْهَبْ لِغَيْري إِنَّ قَلْبي مُثْقَلٌ بِجِراحِهِ مِنْ ذا...
شذا الْياسَمينِ يُبشّرُ بِالْقادمينَ وَيقْرعُ بابَ الْخيالِ تسيرينَ والْمعْجبونَ على ضِفَّتَيْكِ تُدغدغُهمْ موجةٌ كالرّمالِ تمُرّينَ كالنّارِ... تلْتهمينَ عُيونَ الرّجالِ وتمْضينَ في رحْلةِ الْعُمْرِ كالنّهْرِ مُسْرِعةً ترْقصينَ ولا تأبهينَ بِما تشْتهيهِ الْحقولُ وَترْمينَ كالنّرْدِ قهقهةً...
أَسيرُ نَحْوَ الْمَدى بِلا هَدَفِ مُعَلَّقًا بَيْنَ الْباءِ وَالْأَلِفِ أَهْذي وَحيدًا وَالْمَوْجُ يَسْمَعُني غِناؤهُ الْعالي نَبْضُ مُرْتَجِفِ أُراقِبُ الشَّمْسَ وَهْيَ غَارِقَةٌ وَالضَّوْءُ في الْبَحْرِ بَعْضُ مُنْحَرِفِ حَمْراءُ مَمْدودَةٌ بِمُقْلَتِهِ تَنْسابُ دَمْعًا مِنْ مَوْجِهِ الذَّرِفِ...
ما كُنْتُ أعْرِفُ أنَّ حُبَّكِ يَهْلِكُ أنَّ النُّجومَ بَعيدَةٌ لا تُدْرَكُ أنا لَمْ أُصَدِّقْ حينَ قالوا: قاتِلٌ وَالْآنَ نارَ الْحُبِّ بِالْيَدِ أمْسِكُ قَدْ تُهْتُ في فَلَكِ الْحَبيبَةِ حالِماً وَإبارُ شَوْقي فَوْقَ صَدْري تَدْبكُ أفْنَيْتُ عُمْري في انْتِظارِ ضِيائِها وَالْوَقْتُ يُطْحَنُ...
سَيُشْغَلُ عَنْكَ أَصحابُ الْكَراسي وَتَغْرَقُ في الْكَوارِثِ وَالْمَآسي سَيَهْزِمُكَ انْتِظارُكَ يا صَديقي وَيَخْذُلُكَ الْمُثَقَّفُ وَالسِّياسي كَأَنَّكَ مَيِّتٌ أَوْ شِبْهُ حَيٍّ تَعيشُ بِدونِ حِسٍّ أَوْ حَماسِ يَصيحُ الدّيكُ كَيْ يَصْحوا وَلكِنْ يُعاني الْقَومُ مِنْ مَرَضِ النُّعاس إِذا...
يا بَدْرُ وَدِّعْني وَدَعْ أحْلامي وَخُذِ النّجومَ هَدِيَّةً وَسَلامي هِيَ نُورُ أحْداقي وَزَهْرُ حَدائِقي ما كُنْتُ لَوْلاها أُطيقُ مَنامي قَدْ قدّتِ الأشْواقُ ثَوْبَ قَصيدَتي وَالْحَرْفُ فِيها حِيكَ مِنْ آلامي حَبْلُ الْحَنينِ أشُدُّهُ فَيَشُدُّني وَطَني الْمُشَتَّتُ في جَحيم ِ خِيام ِ لَوْ...
الحرْفُ ينزفُ واليراعُ جريحُ صمْتُ الفجيعةِ في العيونِ يصيحُ الليلُ يذرفُ نجمَهُ ووشاحُهُ ـ غيمُ القصيدةِ ـ مزّقتْهُ الريحُ صبرا... لقدْ زحَفَ الردى وسلاحُهُ خوْفُُ العواصمِ والخنوعُ قبيحُ صبرا المخيّمُ نائمٌ وصياحُهُ وخْزُ الضميرِ فهلْ يفيقُ ذبيحُ؟ قلبي على وطنٍ تنزُّ جراحُهُ في كلِّ بيْتٍ...
أَسيرُ نَحْوَ الْمَدى بِلا هَدَفِ مُعَلَّقًا بَيْنَ الْباءِ وَالْأَلِفِ أَهْذي وَحيدًا وَالْمَوْجُ يَسْمَعُني غِناؤهُ الْعالي نَبْضُ مُرْتَجِفِ أُراقِبُ الشَّمْسَ وَهْيَ غَارِقَةٌ وَالضَّوْءُ في الْبَحْرِ بَعْضُ مُنْحَرِفِ حَمْراءُ مَمْدودَةٌ بِمُقْلَتِهِ تَنْسابُ دَمْعًا مِنْ مَوْجِهِ الذَّرِفِ...
سَنَعْبُرُ سَبْعَ صَحارى لِكَيْ نَصِلَ الشِّعْرَ كَيْ نَعْبُرَ الْمَوْتَ سَوْفَ تُغَطّي الرِّمالُ الْعُيونَ وَيَبْقى الْخَيالُ هُوَ الْبَوْصَلَة سَيَنْمو الْمَجازُ عَلى كَتِفِ الرّيحِ سَوْفَ تَخافُ الْإجاباتُ قَدْ تَخْتَفي في السَّرابِ وَتَبْقى عَلى عَهْدِها الأَسْئِلَة سَنَعْبُرُ سَبْعَ...
يا طائرَ الْأحْلامِ أيْنَ تَقودُني وَأنا الضّريرُ ..... في غُرْفَتي الظّلْماءِ أعْرِفُ مَنْ أنا هذا سَريري حَوْلَهُ الْأشْياءُ قُرْبَ يَدي وَأوْجاعي مُرَتّبَةٌ وَذاكِرَتي مُهَمّشَةٌ بِدُرْجي لا يَضيعُ هُنا الْكَلامُ وَلا النُّجومُ فَلا ظِلالَ لَها لِتَلْتَبِسَ الْأُمورُ ..... يا طائرَ...
على الْماءِ أمْشي رَقيقًا كَطائرِ حُبٍّ فَلا يَغْرَقُ الْماءُ فِيَّ وَلا أُبْعِدُ الْمَوْجَ عَنْ قَدَمَيَّ كَأنّي النّسيمُ على الْبَحْرِ أوْ قُبَلُ الشّمْسِ لِلسَّمَكاتِ كَأنّي امْتِدادُ الْحَياةِ إلى اللّانِهايَةِ قَلْبي حَديقَةُ وَرْدٍ فَراشاتُها رَقْصَةُ الْغَجَرِيّةِ في جَسَدي...
تَرْشُقونَ الفواصِلَ في جُمَلي تمنعونَ التواصلَ بينَ الحروفِ الحنونَةِ ماذا ستُبقونَ لي حينَ تُبتَرُ مِنْ لُغَتي الألِفُ؟ تزْرعونَ الخناجرَ في كبِدي إخوتي؟ وأنا لكُمُ الكتِفُ تُشعِلُ النارَ في جسدي؟ هلْ ترجُّ يداكَ أبي أمْ هُوَ الغيْمُ يرتجِفُ؟ في السماءِ تذكّرْتُ وأدَ النساءِ رأيتُ دموعَ...
لَكِ كُلُّ ما في الْقَلْبِ مِنْ لَيْلَكْ وَالشَّوْقُ نَهْرٌ لَيَتَهُ بَلَّكْ الْبَدْرُ وَالنَّجْماتُ في أَلَقٍ وَتُضيءُ مِنْ أَشْواقِها لَيْلَكْ مُتَلَأْلِئًا بِالضَّوْءِ أَرْسُمُني يا لَيْتَ تُعْجِبُ زَهْرَتي نَحْلَكْ كَمْ مالَ نَهْري في مَسيرَتِهِ حَتّى يُعانِقَ مَرَّةً ظِلَّكْ وَفَمُ...

هذا الملف

نصوص
83
آخر تحديث
أعلى