خالد شوملي

أنا النَّهْرُ وَالْأصْدِقاءُ ضِفافُ سَأَعْرِفُهُمْ حينَ تَأْتي الْعِجافُ وَقَدْ أُبْطِئُ السَّيْرَ حينَ أَراهُمْ فَقَدْ قِيلَ بَعْضُ الضِّفافِ عِطافُ هُوَ النَّهْرُ عارٍ بِدونِ الجِبالِ حَنانُ الْبِلادِ عَلَيْهِ لِحافُ وَلا تَلُمِ النَّهْرَ إنْ مالَ شَوْقًا فَلَوْلا التَّعَرُّجُ سادَ الْجَفافُ...
يا زائِرَ الْقَلْبِ لا تَقْرَعْ بِهِ جَرَسا فَالْقَلْبُ يُهْمِلُ إِلّا ما بِهِ غُرِسا إِنْ تَزْرَعِ الْحُبَّ تَجْنِ الْمِثْلَ مِنْ ثَمَرٍ كَالضَّوْءِ يَرْجِعُ بِالْمِرْآةِ مُنْعَكِسا أَضِئْ فُؤادَكَ مِنْ نُوّارِهِ ثِقَةً فَفي الظَّلامِ يَكونُ الْأَمْرُ مُلْتَبِسا إِنْ كانَ حَقْلًا فَكُنْ لَوْزًا...
وَلَوْ أدْرَكَ الْإنْسانُ بُعْدَ كَلامِهِ لَما قالَ شَيْئًا وَاكْتَفى بِسَلامِهِ فَما كُلُّ ما يَأْتيكَ عَذْبٌ وَحِكْمَةٌ وَبَعْضُ كَلامِ النّاسِ مِثْلُ انْعِدامِهِ وَما حاجَتيْ لِلرَّعْدِ بَعْدَ بَريقِهِ فَقَدْ يُقْرَأُ الْمَكْتوبُ قَبْلَ اسْتِلامِهِ وَلا تَخْدَعَنَّ الْمَرْءَ ضِحْكَةُ أرْقَمٍ...
وصلْتِ وَيا ليتَ الْوصولَ وِصالي وَيا ليتَ مَنْ أهْوى يُحِسُّ بِحالي إلى الْبحْرِ مُشْتاقًا كتبْتُ رسائلي فما فاضَ مَوْجًا أوْ أجابَ سُؤالي وَمِنْ أوّلِ الْميلادِ حتّى قَصيدَتي أجوبُ ضِفافًا والْحبيبُ بِبالي ولا تلّةٌ مالتْ عَليَّ ترفُّقًا وَلا غَمَرتْني بِالسّحابِ تِلالي أسيرُ وَحيدًا في...
يا طائرَ الْأحْلامِ أيْنَ تَقودُني وَأنا الضّريرُ ..... في غُرْفَتي الظّلْماءِ أعْرِفُ مَنْ أنا هذا سَريري حَوْلَهُ الْأشْياءُ قُرْبَ يَدي وَأوْجاعي مُرَتّبَةٌ وَذاكِرَتي مُهَمّشَةٌ بِدُرْجي لا يَضيعُ هُنا الْكَلامُ وَلا النُّجومُ فَلا ظِلالَ لَها لِتَلْتَبِسَ الْأُمورُ ..... يا طائرَ الْأحْلامِ...
أُتِمُّ قَصيدي ثُمَّ آتي أُتَمْتِمُ كَأَنَّ حُروفي وَحْدَها تَتَنَظَّمُ بِكُلِّ لُغاتِ الْكَوْنِ: إنّي أُحِبُّها فَتَسْألُني مُشْتاقَةً: مَنْ يُتَرْجِمُ؟ أقولُ: إذا لَمْ تَفْهَمي الْهَمْسَ فَاغْمِزي فَعْينايَ يا مَحْبوبَتيْ هِيَ مُعْجَمُ وَما حاجَةُ الْإنْسانِ إلّا لِقَلْبِهِ كَثيرٌ مِنَ...
لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ مُتُّ .. كُنْتُ حَبيبَها وَحَمَلْتُ عَنْها هَمَّها وَصَليبَها أوْ كُنْتُ سُكّرَها لِأمْسَحَ دَمْعَها وَأذوبَ في كَأْسِ الْهَوى وَأُذيبَها يا ربُّ دَعْها في فُؤادي وَرْدَةً عَلَّ السَّعادَةَ أَنْ تَكونَ نَصيبَها مَلَلٌ وَبَرْدٌ ها هُنا تَحْتَ الثَّرى فَاتْرُكْ لِقَلْبيْ يا...
لَكِ كُلُّ ما في الْقَلْبِ مِنْ لَيْلَكْ وَالشَّوْقُ نَهْرٌ لَيَتَهُ بَلَّكْ الْبَدْرُ وَالنَّجْماتُ في أَلَقٍ وَتُضيءُ مِنْ أَشْواقِها لَيْلَكْ مُتَلَأْلِئًا بِالضَّوْءِ أَرْسُمُني يا لَيْتَ تُعْجِبُ زَهْرَتي نَحْلَكْ كَمْ مالَ نَهْري في مَسيرَتِهِ حَتّى يُعانِقَ مَرَّةً ظِلَّكْ وَفَمُ...
أَسيرُ نَحْوَ الْمَدى بِلا هَدَفِ مُعَلَّقًا بَيْنَ الْباءِ وَالْأَلِفِ أَهْذي وَحيدًا وَالْمَوْجُ يَسْمَعُني غِناؤهُ الْعالي نَبْضُ مُرْتَجِفِ أُراقِبُ الشَّمْسَ وَهْيَ غَارِقَةٌ وَالضَّوْءُ في الْبَحْرِ بَعْضُ مُنْحَرِفِ حَمْراءُ مَمْدودَةٌ بِمُقْلَتِهِ تَنْسابُ دَمْعًا مِنْ مَوْجِهِ الذَّرِفِ...
تَخَيّلي أَنّي وَرْدَةٌ عَطْشى مِنْ غَيْرِ ماءٍ لا تَقْدِرُ الْعَيْشا وَالنّارُ مِنْ حَوْلِها وَفي وَرَقي مِنْ غَيْرِ أَمْطارٍ تَنْتَهي قَشّا أَلا تَرَيْنَ الْجَفافَ في جَسَدي وَكَيْفَ قَلْبي الصَّغيرُ قَدْ هَشّا فَمُنْذُ عِقْدٍ لَمْ تُرْسِلي سُحُبًا تُرَطِّبُ الْأَرْضَ تُنْعِشُ الشُّرْشا...
لَقَدْ هَرِمَتْ قَصائِدُنا وَأَصْبَحْنا نَلوكُ كَلامَنا لا شَيْءَ نُبْدِعُ فيهِ حَتّى الْحُبُّ صارَ كَلامُهُ مُسْتَنْسَخًا لا روحَ فيهِ وَلا حَياةَ نَعيشُ كَالْمَوْتى فَلا حِسٌّ لَنا نَرْنو إِلى التِّلْفازِ كَالْحَمْقى نَرى بَلَدًا بِكامِلِها تُدَمَّرُ ثُمَّ نُكْمِلُ شُرْبَنَا وَعَشاءَنا...
ماذا تَقولُ لَكِ الْثُّرَيّا وَالنُّجومُ وَهَلْ يَبوحُ بِسِرِّهِ الْبَدْرُ الْكَتومُ وَأَنْتِ وَحْدكِ في الْحَديقَةِ وَالنَّسيمُ يُداعِبُ الشَّعْرَ الْمُمَوَّجَ فَوْقَ ظَهْرِكِ وَالْكُرومُ تُحيطُ بِالْأَزْهارِ وَالْأَسْرارُ كَالْعِطْرِ الْأَسيرِ حَبيسَةُ الْأَيّامِ في عُنُقِ الزُّجاجَةِ هَلْ...
مَتى تَدْخُلينَ الْأَرْبَعينَ لِتَفْهَمي كَلامًا عَجيبَ الْحَرْفِ دونَ مُتَرْجِمِ فَفي الصَّمْتِ أَحْيانًا بَلاغٌ وَحِكْمَةٌ وَقَدْ يُفْهَمُ الْمَقْصودُ دونَ تَكَلُّمِ فَكَمْ مادَتِ الْغَيْماتُ تُهْديكِ قُبْلَةً وَلَمْ تَشْعُري أَنَّ الْقَصيدَةَ مِنْ فَمي وَكَمْ قُلْتُ أَحْلى الشِّعْرِ فيكِ...
سَأَرْمي الْحُزْنَ في الْبَحْرِ وَكُلَّ أَسًى تَكَدَّسَ مُنْذُ أَعْوامٍ عَلى صَدْري وَكُلَّ حِجارَةِ سَقَطَتْ عَلى كَتِفي سَأُلْقيها وَأَصْرُخُ في الْمَدى الْعاري صَريخَ الْفَحْمِ في النّارِ وَأَنْفُضُ ما تَراكَمَ مِنْ غُبارِ الْأَمْسِ فَوْقَ الرَّأْسِ وَالظَّهْرِ وَأَرْجِعُ مَرَّةً أُخْرى...
عَلى خَدِّها دَمْعَةٌ صامِدَة فَلا هِيَ تَهْوي وَلا صاعِدَة وَأَحْلامُها جَبَلٌ يَتَهاوى وَنَظْرَتُها في الْمَدى شارِدَة وَفي وَجْهِها حيرَةٌ وَاكْتِئابٌ وَغارِقَةٌ في الْأسى خالِدَة وَأَسْأَلُ نَفْسي تُرى ما جَرَى لِبِنْتٍ بِعُمْرِ النَّدى واعِدَة فَلا هِيَ تَبْكي وَلا هِيَ تَحْكي وَدَمْعَتُها...

هذا الملف

نصوص
76
آخر تحديث
أعلى