ولأن الشتاء لياليه طويلة، فالحكايات معادة، مثل كل الأشياء التى نقلبها على وجوهها ومن ثم نقنع بها، إنها دوامة تدور بنا، أعادتني كلماته إلى أيام التسكع في الطرق، مثل الجراء لا مستقر لها، البعض سيعجب من هذا الوصف، لا يهم، كل ما كان أن الذاكرة المعطوبة بدأت تستعيد بعض المفردات التي مضى عليها عمر طويل، لا بقاء لحال، كما الشمس تأتي كل صباح تزيل برودة الليل، نحتاج أن نستعيد بعض المشاعر الدافئة ليعاود الحب سريانه، لقد غدت الأيام بلا غاية، إنه الفراغ والعبث، الوجوه تكذب، بل تضمر الشر، هكذا؟
حاولت أن أخفف من يأسه، انتبه إلى، لقد رحلت هي الأخرى؟
- من ؟
- أحلام!
- إلى أين ؟
- حيث تلقاه هناك؟
- وأنت؟
- لم أعد أملك غير الكلمات، إنها لا تروي عاطفتها، لا تهبها الفراء الناعم، بل لا تشعرها بأنوثتها!
- من قال هذا؟
ذلك حوار أجريته مع نفسي، لقد تبخرت أحلامي التي كانت تشبهها، دائما نجعل الرغبات الحلوة إناثا، إنها عادة في اللغة، وحين يستبد بنا الهم نردف باليأس، وبالغضب والقلق، بل وحتى الموت، أرأيت كلها مفردات مذكرة!
لا غرابة في هذا، لقد جنت علي الأوراق والأقلام، جعلتني أعيش على الهامش، لقد جربت كل الطرق لأكون إنسانا، ثمة خيط واهن يجذبني لأبقى هنا، رغم كثرة الآمال التي تعلقت بها والأوراق المختومة بشتى الأحبار؛ إلا أنني ما أزال في مكاني لم أبرحه، نفس الثياب التي مضى بها الزمن، حتى ملامح وجهي لم تتغير، انتبهت لحاملة التاريخ فوق الجدار، إنها تثبت أنني ناهزت الخمسين، استدرت إلى المرآة؛ الشعر الأبيض ضربني بقسوة، ارتعاشة الأصابع، لقد تغيرت الأشياء، الجيران هم الآخرون خلت منهم الحارة، المذياع العتيق يصدر صوتا مبحوحا، حتى النساء الجميلات صرن واهنات، لم يعد هنا غير الملل، بدأت أنظر إلى جهة بعيدة، كانت تأتي منها، حتى هذه صارت بنايات صماء، لقد تغير العالم من حولي؛ لا مكان للحب في زمن الغباء، ليتني أجدت قول الشعر، الآن أدركت أن الحياة تطوي صفحتها، تستقبل أناسا غيرنا، إنها تمتص رحيق العمر كل آونة ثم تلفظ البقايا إلى قارعة الطريق.
حتى الأغاني التي جذبتني إليها ذات يوم ضربتها عجلة السرعة، إنه عالم غريب، لا مكان فيه لمن ينتمون إليه، الصغار مصابون بالوهم، يخافون من الأيام، صراع تدور رحاه وفي النهاية ينتهي السوق، أخذت القرار النهائي؛ إلى الوجهة الأخرى، سأحتسي كوب الشاي الأخير، من الأولى أن أعبر، ربما تكون هناك، ترتدي الثوب الأبيض، تتراقص حولها الطير، تتمايل بها أرجوحة، إنها الأحلام في زمن النسيان!
بحثت عن بطاقة هوية، تلك التي لازمتني كثيرا؛ لا حاجة بي إليها، فهذا العالم المنتظر، لا يهتم بغير بصمة القلب، إن له معيارا آخر، يرفض المتخمين بالألقاب، يوسع مكانا لمن يجيدون لغته، ظللت أرقب الفجر، ثمة وجه أسود يتبعني، إنه يماثلني، بل يكاد يمسك بي، إنه ظلي الغبي الذي أمسك بي، حين هممت بالهروب منه؛ جذبني إليه، إنه يعرف وجهتي، ومن ثم وشى بي، ليتني ظللت نائما عشر سنوات، ربما ضربه النسيان، أو تغيرت أنا
www.facebook.com
حاولت أن أخفف من يأسه، انتبه إلى، لقد رحلت هي الأخرى؟
- من ؟
- أحلام!
- إلى أين ؟
- حيث تلقاه هناك؟
- وأنت؟
- لم أعد أملك غير الكلمات، إنها لا تروي عاطفتها، لا تهبها الفراء الناعم، بل لا تشعرها بأنوثتها!
- من قال هذا؟
ذلك حوار أجريته مع نفسي، لقد تبخرت أحلامي التي كانت تشبهها، دائما نجعل الرغبات الحلوة إناثا، إنها عادة في اللغة، وحين يستبد بنا الهم نردف باليأس، وبالغضب والقلق، بل وحتى الموت، أرأيت كلها مفردات مذكرة!
لا غرابة في هذا، لقد جنت علي الأوراق والأقلام، جعلتني أعيش على الهامش، لقد جربت كل الطرق لأكون إنسانا، ثمة خيط واهن يجذبني لأبقى هنا، رغم كثرة الآمال التي تعلقت بها والأوراق المختومة بشتى الأحبار؛ إلا أنني ما أزال في مكاني لم أبرحه، نفس الثياب التي مضى بها الزمن، حتى ملامح وجهي لم تتغير، انتبهت لحاملة التاريخ فوق الجدار، إنها تثبت أنني ناهزت الخمسين، استدرت إلى المرآة؛ الشعر الأبيض ضربني بقسوة، ارتعاشة الأصابع، لقد تغيرت الأشياء، الجيران هم الآخرون خلت منهم الحارة، المذياع العتيق يصدر صوتا مبحوحا، حتى النساء الجميلات صرن واهنات، لم يعد هنا غير الملل، بدأت أنظر إلى جهة بعيدة، كانت تأتي منها، حتى هذه صارت بنايات صماء، لقد تغير العالم من حولي؛ لا مكان للحب في زمن الغباء، ليتني أجدت قول الشعر، الآن أدركت أن الحياة تطوي صفحتها، تستقبل أناسا غيرنا، إنها تمتص رحيق العمر كل آونة ثم تلفظ البقايا إلى قارعة الطريق.
حتى الأغاني التي جذبتني إليها ذات يوم ضربتها عجلة السرعة، إنه عالم غريب، لا مكان فيه لمن ينتمون إليه، الصغار مصابون بالوهم، يخافون من الأيام، صراع تدور رحاه وفي النهاية ينتهي السوق، أخذت القرار النهائي؛ إلى الوجهة الأخرى، سأحتسي كوب الشاي الأخير، من الأولى أن أعبر، ربما تكون هناك، ترتدي الثوب الأبيض، تتراقص حولها الطير، تتمايل بها أرجوحة، إنها الأحلام في زمن النسيان!
بحثت عن بطاقة هوية، تلك التي لازمتني كثيرا؛ لا حاجة بي إليها، فهذا العالم المنتظر، لا يهتم بغير بصمة القلب، إن له معيارا آخر، يرفض المتخمين بالألقاب، يوسع مكانا لمن يجيدون لغته، ظللت أرقب الفجر، ثمة وجه أسود يتبعني، إنه يماثلني، بل يكاد يمسك بي، إنه ظلي الغبي الذي أمسك بي، حين هممت بالهروب منه؛ جذبني إليه، إنه يعرف وجهتي، ومن ثم وشى بي، ليتني ظللت نائما عشر سنوات، ربما ضربه النسيان، أو تغيرت أنا
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.