المهدي الحمروني - أيقونةٌ لتمائم النجاة

يهطل مثل شلّال كوكبٍ ما ورائي
يتنزّلُ كفايةً عمّا سلف ذِكره في الكتب
صوتها الذي أنضجته نارٌ هادئة في الخلق
معجونًا بصهيل مُهرةٍ وليد
مُجنَّحًا بالضوء والعطر
كبُرهانٍ من الرب
ونهرٍ من جبال الأساطير
موصًى عليه من الرسل في معراجهم
روته التفاسير عن أقداس إصحاحها
والأحاديث في أوج تدوينها
مُعنى بذهول الشعراء في تقواهم
والنجوم في صحوتها من الأفول
كأنه عِتق خيالهم من هواجس الجحيم
وأيقونتهم في تمائم النجاة
ومعجزاتهم في مقاربة النبوّات
مُعنى أكثر بالتفرد بي
لأؤرخ له كحاضنةٍ لمُخيّلة عطشى
ومددٍ لقريحةٍ خاسرة
ومُغيثٍ لذوابل اللغة
لقيدي ساردًا لنثره المستفحل في الحكايا
كي أرعى غفوته من بعيد
كحملانٍ استدرجها الدفء عن مرج القطيع
لا مراجع لنصّه من سواه
يواتر حالهُ بحاله المُعجز
كالماء في شفيف خواصه
كالكمال في سرّه الغامض
كالنبيذ في فرط نشوةٍ بكر
كالمساء في سكونه على النهر
كالصباح في صحوته على الحقول
هكذا أشتاقه أبدًا
بثقة ناسكٍ ولوعة حجيج
مثل أبٍ على منفى ثكل
ويتيمٍ على ناصية تبنٍّ
وأسرى على مشارف سراح
وهو يعبر إلى قلبي
على هواءٍ عذولٍ وأثيرٍ خائن
لأمضي صوبه كنازحٍ
في سراب العناق
_________________________
ودّان. 10 شباط 2022 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...