أ. د. عادل الأسطة - طلاب البكالوريوس ومحمود درويش

اليوم بدأت أحاضر عن حياة محمود درويش وأشعاره ، وقد بدأت الحديث بسؤال الطلاب عما تحتويه مكتباتهم من كتب له . طالبة واحدة أخبرتني أنها تملك نسخة من ديوانه " لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي " وأما بقية الطلاب فلا يملكون أية نسخة من أعماله . سألتهم عما قرؤؤه له ، فكانت الردود محبطة . وسأعرف أنهم لا يعرفون أي شيء عن شاعرهم القومي . سألتهم عن أول ديوان أصدره فأجابني طالب :
- أثر الفراشة .
طبعا لم أغضب ولم أنفعل ، فأنا لا أحب التقريع ، وأرفق غالبا بهم - أب حنون - وبدأت أسألهم:
- هل شاهد أي منكم مسلسل " في حضرة الغياب " ؟
ولم يكن هناك من حضره .
قلت للطلاب :
- هذا مدخل لكتابة خربشات المساء .
وأنا أسألهم إن كان لدى أي منهم مكتبة بيتية وماذا فيها من كتب ، ضحك كثيرون ، كأنما لسان حال ضحكتهم.:
- مكتبة بيتية يا أستاذ ، والله كثير ، فهل تظننا في ألمانية أو في باريس ؟
لا يعرف الطلاب عن رموز الثقافة الوطنية الكثير ، بل ولا يعرفون القليل . قلة منهم في بيوتهم كتب لابن قيم الجوزية وقلة قليلة جدا جدا لديها سيرة فدوى أو سيرة جبرا ، وهذه القلة القليلة لم تقرأ ما لديها ، والطلاب لا يقرأون إلا المقررات ، وسأتحدث معهم برفق وبحنو وسأقول :
- هذا ليس معقولا .
ترى من المسؤؤل ؟ وهل جامعاتنا تختلف عن المدارس الثانوية ؟
لعل الموضوع بحاجة إلى نقاش .
بعد قليل ستغني أم كلثوم سلطانة الطرب . أنا سأطرب معها وشو بدي في وجع الراس ؟ هل سأكرر المثل الدارج عندنا :
- قرأ أولاد يعبد ولا - أم - ما قرأوا .. مش فارقة ، وكله عند العرب صابون ، المهم الراتب ، أم سأكرر قول ابراهيم طوقان :
" لو جرب التعليم شوقي ساعة لقضى الحياة شقاوة وخمولا " ..
أعتقد أن الأمر بحاجة لمساءلة جادة . هناك عدم اكتراث وهناك لا مبالاة،وربما سأل سائل :
- وهل اﻷساتذة أفضل حالا ؟
انتظروا خربشات " إعادة دكترة الدكاترة " ، وآمل ألا أكون متجنيا . آمل أن أكون موضوعيا ، وأما الآن فسأنصرف للاستماع إلى أم كلثوم من صوت جامعتي ، وليحي الطرب ولتحي أم كلثوم .،
" ارفع رأسك فأنت جامعي وفلسطيني " .
نعم ارفع رأسك فأنت تنتمي لمحمود درويش وابراهيم طوقان وللصابون النابلسي وللكنافة النابلسية وللفلافل والحمص .
أم كلثوم معكم لساعة كاملة ولا حدا - أي لا أحد - حوش - أي وفر نقودا ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى