عن دار مفرد للترجمة والنشر صدر كتاب صديقي الأستاذ علي محمود الشافعي الذي زاملته في الجامعة الأردنية بين ١٩٧٢ و ١٩٧٦ في قسم اللغة العربية.
يقع الكتاب في ٥٣٢ صفحة من الحجم المتوسط ، وقد قسمه إلى أربعة أقسام ومقدمة وخاتمة ؛ ضم الأول ٥٩ حديثا ، وضم الثاني ٤٨ حديثا ، وضم الثالث ٤٠ حديثا ، فيم ضم الرابع ٢٩ حديثا .
أدرج الكاتب القسم الأول تحت عنوان " الأحاديث والحكم والأمثال " ( ٢٦ - ١٤٩ ) ، والثاني تحت عنوان " المروء ومكارم الأخلاق ومداراة النفس والتأدب معها ( ١٥١ - ٣٠٧ ) ، والثالث تحت عنوان " الحكايات والأمثال والآداب الصادرة عن أولي الألباب والاحساب "( ٣١٠ - ٤٦٥ ) ، والرابع تحت عنوان " الوصايا والمواعظ الحسان " ( ٤٦٧ - ٥٣٠ ) .
الكتابة هي من وحي ذاكرة رجل سبعيني شاهد على العصر ، وهي خواطر وذكريات وقصص قصيرة ومقالات أدبية واجتماعية وأمثال تراثية وشعبية صاغها ، كما يكتب ، في قالب أدبي لا يخلو من الطرافة والتشويق وبلغة مبسطة يسهل فهمها وجاءت خفيفة الظل لا تمل قراءتها .
لماذا اختار الكاتب عنوان " حديث الجمعة "؟
إنه يجيب عن السؤال السابق . لقد اختار هذا العنوان " تيمنا بمقالات عميد الأدب العربي طه حسين التي كان ينشرها كل يوم أربعاء ثم جمعها بعد ذلك في كتاب " حديث الأربعاء " ، أما متى قرر الكتابة ولماذا ؟ فالأمر يعود إلى ما شاهده في المشفى وهو على سرير الشفاء ، فقد لفت انتباهه في إحدى وحدات غسيل الكلى أن إحدى المرافقات ، وهي امرأة في الأربعينات ، استغلت فرصة انشغال الممرضين ، وقامت بسرقة إحدى وجبات المرضى وخرجت فأخفتها ، ثم عادت وكأن شيئا لم يكن ، وفي نهاية الجلسة تناولت وجبة مريضها ومضت برفقته " .
لم تكن هيئة المرأة تدل على العوز ، ويومها قرر علي أن يكتب هذه الخواطر .
كنت شخصيا تابعت أكثر هذه الأحاديث على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ، وقسم منها أشبه بسيرة ذاتية لكاتبها ، وغالبا ما كان يعود إلى الماضي ويكنب عن طفولته وشبابه وقريته وأمه وأهله ورمضان أيام زمان ، بل ويصف البيوت القديمة ؛ هندستها وبناءها ، والأكلات الشعبية وخزين الجبنة والزيت والزيتون والمكدوس واللبنة الطابات .
ولما كان علي من مواليد ١٩٥٤ فإنه يكتب عن الحياة في ٦٠ القرن ٢٠ وما شهدته من فقر وهزيمة وضياع نصف المملكة الأردنية ، ثم يكتب عن التحاقه بالجامعة الأردنية وتدريسه في بعض الدول النفطية ثم استقراره في الأردن وفي النبذة المختصرة من حياته يثير سؤال الهوية : هل هو كاتب فلسطيني أم كاتب أردني ، فقد استقر في الأردن وقضى فيها شطرا طويلا من عمره :
" صحيح والله بهذه المناسبة أنا أردني أم فلسطيني ؟ ما رأيكم ؟ هل هو سؤال محير ؟ استعينوا بصديق للإجابة ، والذي يعرفها فليخبرني وله جائزة .طبتم وطابت أوقاتكم " .
غلبت الروح الشعبية على أسلوب الكاتب وفي الخاتمة يناقش السبب " وفي تقديري أنه من يدخل حيز التاريخ الاجتماعي والحياة الفكرية لا يمكنه أن يغض الطرف عن الاستعانة بالموروث الشعبي ، وفي اعتقادي أن المؤرخين قصروا بإهمالهم الجوانب الشعبية عند كتاباتهم " .
بعض ما كتبه علي من أحاديث خلا من الأخطاء الإملائية والنحوية وبعضه لم يخل ، ما يعني أن الكتاب يحتاج إلى تدقيق ثانية . خذ مثلا ما كتبه تحت عنوان " الأماكن كلها مشتاقه لك " (٤٦٨) عن قريتي عيرا ويرقا الأردنيتين وما قام به سكانهما في معركة الكرامة ، ويبدو أن الأخطاء وقعت سهوا .
مبارك لصديقي وزميلي في الجامعة الكاتب علي محمود الشافعي هذا الإصدار المكتوب بروح شعبية ، وهو يذكرنا بتراثنا الشعبي وبمجموعة توفيق زياد الممتعة " حال الدنيا " (١٩٧٤) .
١٩ شباط ٢٠٢٢
يقع الكتاب في ٥٣٢ صفحة من الحجم المتوسط ، وقد قسمه إلى أربعة أقسام ومقدمة وخاتمة ؛ ضم الأول ٥٩ حديثا ، وضم الثاني ٤٨ حديثا ، وضم الثالث ٤٠ حديثا ، فيم ضم الرابع ٢٩ حديثا .
أدرج الكاتب القسم الأول تحت عنوان " الأحاديث والحكم والأمثال " ( ٢٦ - ١٤٩ ) ، والثاني تحت عنوان " المروء ومكارم الأخلاق ومداراة النفس والتأدب معها ( ١٥١ - ٣٠٧ ) ، والثالث تحت عنوان " الحكايات والأمثال والآداب الصادرة عن أولي الألباب والاحساب "( ٣١٠ - ٤٦٥ ) ، والرابع تحت عنوان " الوصايا والمواعظ الحسان " ( ٤٦٧ - ٥٣٠ ) .
الكتابة هي من وحي ذاكرة رجل سبعيني شاهد على العصر ، وهي خواطر وذكريات وقصص قصيرة ومقالات أدبية واجتماعية وأمثال تراثية وشعبية صاغها ، كما يكتب ، في قالب أدبي لا يخلو من الطرافة والتشويق وبلغة مبسطة يسهل فهمها وجاءت خفيفة الظل لا تمل قراءتها .
لماذا اختار الكاتب عنوان " حديث الجمعة "؟
إنه يجيب عن السؤال السابق . لقد اختار هذا العنوان " تيمنا بمقالات عميد الأدب العربي طه حسين التي كان ينشرها كل يوم أربعاء ثم جمعها بعد ذلك في كتاب " حديث الأربعاء " ، أما متى قرر الكتابة ولماذا ؟ فالأمر يعود إلى ما شاهده في المشفى وهو على سرير الشفاء ، فقد لفت انتباهه في إحدى وحدات غسيل الكلى أن إحدى المرافقات ، وهي امرأة في الأربعينات ، استغلت فرصة انشغال الممرضين ، وقامت بسرقة إحدى وجبات المرضى وخرجت فأخفتها ، ثم عادت وكأن شيئا لم يكن ، وفي نهاية الجلسة تناولت وجبة مريضها ومضت برفقته " .
لم تكن هيئة المرأة تدل على العوز ، ويومها قرر علي أن يكتب هذه الخواطر .
كنت شخصيا تابعت أكثر هذه الأحاديث على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ، وقسم منها أشبه بسيرة ذاتية لكاتبها ، وغالبا ما كان يعود إلى الماضي ويكنب عن طفولته وشبابه وقريته وأمه وأهله ورمضان أيام زمان ، بل ويصف البيوت القديمة ؛ هندستها وبناءها ، والأكلات الشعبية وخزين الجبنة والزيت والزيتون والمكدوس واللبنة الطابات .
ولما كان علي من مواليد ١٩٥٤ فإنه يكتب عن الحياة في ٦٠ القرن ٢٠ وما شهدته من فقر وهزيمة وضياع نصف المملكة الأردنية ، ثم يكتب عن التحاقه بالجامعة الأردنية وتدريسه في بعض الدول النفطية ثم استقراره في الأردن وفي النبذة المختصرة من حياته يثير سؤال الهوية : هل هو كاتب فلسطيني أم كاتب أردني ، فقد استقر في الأردن وقضى فيها شطرا طويلا من عمره :
" صحيح والله بهذه المناسبة أنا أردني أم فلسطيني ؟ ما رأيكم ؟ هل هو سؤال محير ؟ استعينوا بصديق للإجابة ، والذي يعرفها فليخبرني وله جائزة .طبتم وطابت أوقاتكم " .
غلبت الروح الشعبية على أسلوب الكاتب وفي الخاتمة يناقش السبب " وفي تقديري أنه من يدخل حيز التاريخ الاجتماعي والحياة الفكرية لا يمكنه أن يغض الطرف عن الاستعانة بالموروث الشعبي ، وفي اعتقادي أن المؤرخين قصروا بإهمالهم الجوانب الشعبية عند كتاباتهم " .
بعض ما كتبه علي من أحاديث خلا من الأخطاء الإملائية والنحوية وبعضه لم يخل ، ما يعني أن الكتاب يحتاج إلى تدقيق ثانية . خذ مثلا ما كتبه تحت عنوان " الأماكن كلها مشتاقه لك " (٤٦٨) عن قريتي عيرا ويرقا الأردنيتين وما قام به سكانهما في معركة الكرامة ، ويبدو أن الأخطاء وقعت سهوا .
مبارك لصديقي وزميلي في الجامعة الكاتب علي محمود الشافعي هذا الإصدار المكتوب بروح شعبية ، وهو يذكرنا بتراثنا الشعبي وبمجموعة توفيق زياد الممتعة " حال الدنيا " (١٩٧٤) .
١٩ شباط ٢٠٢٢