هشام حربى - تلك الغزالات..

تنساب فى أفقٍ قريبٍ لا يراه الناظرون ، وكل همسك ظاهرٌ
مازلتَ تبصرُ فى اليماماتِ التى وقفت على شباكِ حجرتك القديمِ إشارةً لعبورِ هذا القوس والألوان تصرخ فيه ، أنت قرأتَها روحاً تحلقُ بالبشارة ، بينما هى لم تكن غير ابتسامتها إذا ذكرتك رغم البعد ، تنشرها يمامات و، مازالت تُسرُّ بها ، فى كفها ، وتظل تطعمها حنينَ القلب ، هذا ما سيجعلها تطير إليك ، تغفو حين تخبرك الذى جاءت به ، وهي التى جلبت لقلبك كل نور الفجر ، تقرأ وردها، وتقول هذا اللون يسرى من قراءتكَ الأثيرة ، من أزيز النحل ، تقرأ شهدها ، وتظل تسأل هل لها لونٌ يميزها ؟ وهل ستظل تسألها قبيل الفجر عن لون القراءة ، أنت تعرفُ للرضى لوناً، وتعرف كيف تتركُ قلبَها يتخيرُ الآياتِ ، تدركُ أنها تختارُ غزلاناً وتطلقها ببعض دلالها ، ليدورَ قلبُك خلفها، تلك الغزالاتُ التى كانت تُغيّرها بحسب دلالةِ الأيام ، أنتَ قرأتَ فى يوم الخميس بسورةِ الشمسِ ، الغزالاتُ التى فرت تعود إليكَ حين تمد بالأعشاب صوتكَ ، مالها تختار أندى ما يعيد الصوتَ ودياناً ، وتسألك الإقامةَ فى براح الصمت ، فهى ترى وتسمع ما بقلبك ، قل لها كيف اصطفتكَ الشمسُ تمرحُ فى ضحاها بينما فى النوم قلبكَ سادرُ، أتقولُ هذا النوم أنقى للغزالةِ ؟ كى يكون النوم لوناً باتساع القوس ، يدخل بين لؤلؤة ولؤلؤة ، هنا مرعى غزالاتٍ ، تعيد الفجرَ تغريداً على الشباك.

............................
هشام حربى
* من ديوان نسبق الشمس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...