بلقيس خيري شاكر البرزنجي - أبنة الشمس وعشيقة القمر.. قصة قصيرة

أنبثقت طاقة رهيبة من الشمس لم تكن وليدة الصدفة، كانت مثل كرة كبيرة ملتهبة مستعرة تكورت وخرجت من رحم الشمس وبدأت بالإندفاع بسلاسة لتطلق الأشعة النارية لبرهة من الزمن، ثم بدات بالشجار فيما بينها كي تسرع برسم نورها الذهب وقت الفجر.. وتطلي السماء..باللون الذهب الاحمر..فتتحد هذه الاشعة على هيئة فتاة، أطلقت عليها المجرة وما فيها من نجوم وكواكب (أبنة الشمس) ..
صرخت بصوت عال في السماء قائلة: انا ابنة الشمس وعشيقة القمر.. دقت بصوتها نواقيس السماء لتعلن عن ولادتها، بدأ صدى صوتها يتردد في الفضاء : لا احد يستطيع الاقتراب مني ولمسي.يتراءى لك من بعيد جمالي الفاتن كأنه نحت في مرمر.. وعند الاقتراب مني يتلاشى كل شيء لترى هالة كبيرة وعجيبة من النور فقط... سقطت انا وضربتني الملائكة باجنحتها لتعطيني الحب والسلام والبركة قبل الهبوط للارض ...
لايسعك الا رؤية شعري الذهب الحرير يتطاير بكل وقت كأن نسمات الريح العذبة النقية تداعب خصلاتي الذهبية وتتودد إليها وتغازلها... أما تلك العيون التي نحتت في وجهي.. فهي كالمجرات ، هنا ينبثق منها سر تكويني الميثلوجي الأثري ... لاتنظر لعيني لأنك ستصاب بعمى يعقوبي.. إن أردت رؤيتي ستجدني أستوطن شاطيء البحر فأعطي اللون الفيروزي الصافي اللامع الذي يسر كل من رأه.. اعزف لحن السعادة على قيثارة الفلك اجعل النوراس ترقص وتتطاير حولي والغلمان ذو الأجنحة بأجسادهم العارية واجنحتهم البيضاء يقرأون على لحني السلام والوئام.. أسير بخطوات كخفّة الطائر على الارض فتتناثر اشعة نوري لتضيء الأماكن المظلمة وتعطي الحب والدفء للأماكن الباردة.. ارتدي الحرير الذي غزل من نور امي الشمس على جسدي العاري لأستر به عورتي اما باقي جسدي فهو مكشوف لاغراء القمر كاللؤلؤ الناصع البياض عند رؤيته ولمسه .. تغار مني النجوم ويتسامر بجمالي القمر، وعند أنتهاء النهار تسحب امي أذيالها ويدلف الظلام.. أصعد للفضاء وأصدر خلفي صوت خفيف غير مسموع كصوت المسحوق المتناثر من صقل الماسة .. اعشق قوس المطر.. وأتنفس الضوء المتناثر في الفضاء ..أنيسة وحشتي وخليلتي الغيمة.. أسكن بصوت الرعد.. وأهاب الريح العاتية ..اقطف زهور دوار الشمس لأصنع منها إكليلًا أزيّن به خصل شعري الحريرية.. نور على نور هيئتي.. أتسامر مع الكواكب ليصلوني الى خليلي القمر ونكون عند اللقاء ظاهرة الكسوف معا لنثبت ان لاشيء مستحيل.. بعد موعدي الغرامي.. اعود كالشهب.. إلى حضن امي الشمس لاستمد الدفىء والراحة.. وانادي جميع من في المجرة ان اسمعوا ندائي أنا أبنة الشمس، أنا أبنة الشمس. الكواكب تدور حول أمي لتخطفني منها والقمر يلتقي بي ويسامرني والنجوم تتناثر كالوصيفات حولي لا أحد يضاهي جمالي فليهدأ الكون كله..... ثم يعم الصمت.. وتسكن المجرة.


بلقيس خيري شاكر البرزنجي - قاصة عراقية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...