الليلة الثالثة!
حين كان زمان جاء الغراب بنبأ عجيب؛ أن آلة بحجم كف اليد؛ تخاطب الناس وتختزن الكتب والأفكار؛ يسألونها في فقه الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان فترد بأقوال أبي يوسف صاحبه في كتابه الخراج، وقد تزيد عللا من المبسوط؛ تعرج على فقه مالك في الموطأ وتشرح مراميه في المدونة؛ ليس هذا محل العجب بل إنها تجري بيعا وشراء للورق والذهب؛ انتفضت السلحفاة العجوز؛ فهذا نبأ عجيب لم تسمعه بمثله زمن السلاطين ولا الأمراء الهاشميين ممن ملكوا بغداد وحاضرة الشام وقد رضوا من الملك بعمان؛ بعدما مات جدهم الكبير وقد تحالف مع بني ساكسون فخدعه المدعو اللنبي ويا حسرة عليه يوم مات في مالطة وقد زايلته الخلافة كأجداده من بني العباس!
هنا انتفض الرشيد وعز منه قوله نحسبه من السديد؛ لا أمان لجرمان ولالاتين فكلهم من نفس المعين!
صاحت البومة العجوز في غضب:
هيا بنا قبل هبوب الزوابع والأعاصير فالبساط الأخضر تهزه الرياح وتذهب كل طريق؛ لاتحسبوا مصباح علاء الدين ينير!
خرجت ابنة ملك الجن الأحمر من قمقمها الذي حبسها فيه من قبل سيدنا سليمان وقد كان بيضة تزن خمسة أرطال ولايحملها من الرجال دون العشرين؛ فامتعضت اليمامة الوديعة وتذكرت فراخها المبيعة في سوق الخان عند تاجر من بلاد النهروان؛ فالغلاء ضرب بطون العباد وصارت حبات الطماطم تقارب خد التفاح لما سقط رصيد الدرهم والدينار وجاءت خزانة بيت المال بنقد زائف ابتاعه حاجب السلطان وقد كان عمه وزيرا للحرب زمن جولدا وديان!
جاء دور الفتى الذي كان من بني الإنسان وقد سحرته ابنة ملك الجان؛ طيرا يصدح كما الكروان؛ صارت حفنة القمح أندر من أحمر الكبريت وقد غلت قنينة الزيت فصارت أشبه بسر العفريت!
ضرب الرشيد أخماسا في أسداس، وتفتق حكمته عن قرار ينقذ به البلاد من الخراب؛ أن تخصى الغلمان فلا تخرج من الأرحام أشكال ولا ألوان؛ فدهشت لحكمته الخيزران وهزت رأسها في أسى وتفوهت بكلام ما سمعه رشيد ولابهلول؛ ترى على من يتملك بني العباس؟
وياترى من يأتي بأموال الأحباس؟
حتى نشتري عبيدا وإماء من بلاد الكرج وخراسان وقد نخطف بنات الروم فهن أشهى وماهرات في هز الأرداف والخصور؛ فتكون لدينا أم ولد وما أجمهلن من جلب ولعل بنات حلب وقد امتلأت بالغجر بعدما خربها أسد وجاء بحمم عمه أبي لهب؛ وقد عاونه الثعلب بوتين ذو السحنة الغبراء، وما اكتفى بخراب الشام أو صنعاء فالتهم بلاد الأوكران!
فنادى بايدن بالويل والثبور واتهم البوتين بالخرف والجنون!
وانتشى سكان سور الصين العظيم فذا أوانهم من كل حدب ينسلون،
ضرب الرشيد كفا بكف؛ وتوعد الغراب بالسيف؛ فطالعه مشئوم ونبأه عن الغيب زيف وجنون؛ فالخلافة في بني العباس باقية بقاء الناس؛ لايسرقها بنو عثمان لهم فنون وأعاجيب ولديهم بالحروب خبرة وأفانين؛ لكنهم بالسياط والجلبان يقهرون؛ منهم الغادر والبر والفاجر!
نامت اليمامة في إهاب السحلفاة وتوكعت البومة وفرد الغراب جناحيه واختطف حبة بازلاء كانت تتراقص في إناء، وانتشرت أقوال وأخبار عن حفيد لمولانا الخليفة يركب البساط الأخضر ويذهب إلى بلاد الزيتون والزعتر؛ وجهه مليح ولسانه بالقول فصيح!
سمت به همته أن يكون على الجند أمير؛ وهنا أذن الديك الفصيح وجاء الإمام في العباءة وقد تسحر بحبات من تمر ومزقة من لبن لم يتغير!
مضى من الليل أكثره وجاء أوان مغازلة ابنة ملك الجن الأحمر، فتهادت في عباة من حرير وتثنت أمام الرشيد، وقد غافل الخيزران وبعد شهور تسعة ستأتي بولد يتملك بلاد العرب والعجم!
وهنا تمطت خريدة الزمان الحمراء ابنة ملك الجان، وأصبح نهار يحتار فيه الدهاة وتذهل عنه الحواة!
حين كان زمان جاء الغراب بنبأ عجيب؛ أن آلة بحجم كف اليد؛ تخاطب الناس وتختزن الكتب والأفكار؛ يسألونها في فقه الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان فترد بأقوال أبي يوسف صاحبه في كتابه الخراج، وقد تزيد عللا من المبسوط؛ تعرج على فقه مالك في الموطأ وتشرح مراميه في المدونة؛ ليس هذا محل العجب بل إنها تجري بيعا وشراء للورق والذهب؛ انتفضت السلحفاة العجوز؛ فهذا نبأ عجيب لم تسمعه بمثله زمن السلاطين ولا الأمراء الهاشميين ممن ملكوا بغداد وحاضرة الشام وقد رضوا من الملك بعمان؛ بعدما مات جدهم الكبير وقد تحالف مع بني ساكسون فخدعه المدعو اللنبي ويا حسرة عليه يوم مات في مالطة وقد زايلته الخلافة كأجداده من بني العباس!
هنا انتفض الرشيد وعز منه قوله نحسبه من السديد؛ لا أمان لجرمان ولالاتين فكلهم من نفس المعين!
صاحت البومة العجوز في غضب:
هيا بنا قبل هبوب الزوابع والأعاصير فالبساط الأخضر تهزه الرياح وتذهب كل طريق؛ لاتحسبوا مصباح علاء الدين ينير!
خرجت ابنة ملك الجن الأحمر من قمقمها الذي حبسها فيه من قبل سيدنا سليمان وقد كان بيضة تزن خمسة أرطال ولايحملها من الرجال دون العشرين؛ فامتعضت اليمامة الوديعة وتذكرت فراخها المبيعة في سوق الخان عند تاجر من بلاد النهروان؛ فالغلاء ضرب بطون العباد وصارت حبات الطماطم تقارب خد التفاح لما سقط رصيد الدرهم والدينار وجاءت خزانة بيت المال بنقد زائف ابتاعه حاجب السلطان وقد كان عمه وزيرا للحرب زمن جولدا وديان!
جاء دور الفتى الذي كان من بني الإنسان وقد سحرته ابنة ملك الجان؛ طيرا يصدح كما الكروان؛ صارت حفنة القمح أندر من أحمر الكبريت وقد غلت قنينة الزيت فصارت أشبه بسر العفريت!
ضرب الرشيد أخماسا في أسداس، وتفتق حكمته عن قرار ينقذ به البلاد من الخراب؛ أن تخصى الغلمان فلا تخرج من الأرحام أشكال ولا ألوان؛ فدهشت لحكمته الخيزران وهزت رأسها في أسى وتفوهت بكلام ما سمعه رشيد ولابهلول؛ ترى على من يتملك بني العباس؟
وياترى من يأتي بأموال الأحباس؟
حتى نشتري عبيدا وإماء من بلاد الكرج وخراسان وقد نخطف بنات الروم فهن أشهى وماهرات في هز الأرداف والخصور؛ فتكون لدينا أم ولد وما أجمهلن من جلب ولعل بنات حلب وقد امتلأت بالغجر بعدما خربها أسد وجاء بحمم عمه أبي لهب؛ وقد عاونه الثعلب بوتين ذو السحنة الغبراء، وما اكتفى بخراب الشام أو صنعاء فالتهم بلاد الأوكران!
فنادى بايدن بالويل والثبور واتهم البوتين بالخرف والجنون!
وانتشى سكان سور الصين العظيم فذا أوانهم من كل حدب ينسلون،
ضرب الرشيد كفا بكف؛ وتوعد الغراب بالسيف؛ فطالعه مشئوم ونبأه عن الغيب زيف وجنون؛ فالخلافة في بني العباس باقية بقاء الناس؛ لايسرقها بنو عثمان لهم فنون وأعاجيب ولديهم بالحروب خبرة وأفانين؛ لكنهم بالسياط والجلبان يقهرون؛ منهم الغادر والبر والفاجر!
نامت اليمامة في إهاب السحلفاة وتوكعت البومة وفرد الغراب جناحيه واختطف حبة بازلاء كانت تتراقص في إناء، وانتشرت أقوال وأخبار عن حفيد لمولانا الخليفة يركب البساط الأخضر ويذهب إلى بلاد الزيتون والزعتر؛ وجهه مليح ولسانه بالقول فصيح!
سمت به همته أن يكون على الجند أمير؛ وهنا أذن الديك الفصيح وجاء الإمام في العباءة وقد تسحر بحبات من تمر ومزقة من لبن لم يتغير!
مضى من الليل أكثره وجاء أوان مغازلة ابنة ملك الجن الأحمر، فتهادت في عباة من حرير وتثنت أمام الرشيد، وقد غافل الخيزران وبعد شهور تسعة ستأتي بولد يتملك بلاد العرب والعجم!
وهنا تمطت خريدة الزمان الحمراء ابنة ملك الجان، وأصبح نهار يحتار فيه الدهاة وتذهل عنه الحواة!