مصطفى معروفي - نبتة جلجامش

كان الوقت لديَّ غزالا
وثوانيه الممشوقة تسمو لصفات الأرنب
ذي الطول الوثنيِّ
وذي العرض الضارب في الإبهار،
سلالات المطر اشتغلت أمدا
بمفاجأة العشب
أحلَّت فاشيةَ الأرض لمن قال
بغائية البعد الخامس...
إن صهيل الموج بمفرده عسكر في أوردتي
أعطاني مخمله القدسيَّ ومد على كتفيّ
رداء شريعته
كان القصد هو استقصاء تضاريس الغبطة
ولماذا حين يحل الليل
تكادُ ترى العين ملاكا يفقد سمت طلاقته
وله ينشئ قمرا فوق معاصمنا
حتى لا تأخذه الريح إلى الصعلكة
ويفسد كل نوايانا...
ها أنا أجلس
متكئي مأخوذ مثنى وثلاثا من
عتبات الوجع الناعم
من نهد الغيمات اللائي يصنعن ثريد مساءاتي
لي الأرض تمد جناحيها
أرفع رأسي
ليس هناك فصول ترعى صفتي
وتراعي قدْر نبوءاتي
وإذن فلْأمْشِ إلى مائدتي الملكيّةِ
آكل منها فاكهة المعجزة المنذورة لي...
ها أفقي يشهد
أن يدي صارت قاطرةً والريح لها ربان
وشراعي يبحر وعيوني تتغذى بقرابين الدهشة
اِسألْ عني عرجون الماء
فقد سلَّم لي بالأمس سماءً
ومضى فرحا يبحث لي عن نبتة جلجامشَ
بين مدار الجدي وشمس الأرض الثامنة.
ـــــــــــ
مسك الختام:
بعض كوابيسي تأتي تحت ستار الليل
لكي تؤنسني
فأقيم لها حفلا فوق فراشي
تسهر فيه حتى آخر رمق للظلمة.



التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...