مصطفى معروفي - خيط دخان

أسمي المواسم عطر الأماكن
لي من غواياتها سنبلات المدى
لي الصهيل البهيّ يقبّل نخل يديها
أنا يقِظ
مثل خيط دخان سليم يحط على رئةٍ ظفرت بالشذا
وأقود المتاريس...ألقي اليمام إليها ليبني
مراسيمه في ذرى إبطها
وإذا ضاقت الأرض مني رسمتُ
مدار البداهة فوق الخليقة
ثم أميل إليه أرممه بوقار الكهولة
إني جدير بكل الفراديس
أغفر للطير إن أخذت سقطاتي لتحفر أمشاجها عاليا
تحت كون يتوق لنيل المزايا الجميلة
ظنت بأن الأغاريد إن تنْم في شفتيها
تصر كمذاق العباب العتيق
لها ترف الطل في المدن الساحلية
هيا تعال إلينا أيا سيد الأرض
كن عندنا فائضا للنبوة
فيك النخيل يضيء الملاذ الأخير
لتطلق فينا صباحك ذا الطلعة الغجريةِ...
ها إنني في خطاي هزيع المسافات
لا أستطيع الصعود إلى قدري ومحالي
وكل الذي سوف أعلنه
سيكون غديرا يقاوم أشكاله بالرتابة
حتى مطالع أقماره الساذجات المريعات...
لست أنبئكم عن قطا الفلوات
هناك الغيوم تعيش فقط بحداء القوافل
تنمو الصخور وتشهد ذئب البراري الرحيبة
يلقى المنون وحيدا على بطنه
بينما يمكر الضب كي يتفادى سهام المقيل
وحيث النخيل مجرد صقر
جثا يحتسي نخوة الصهَد الصامت.
ـــــــــــــــ
مسك الختام:

غادر السجن بعد انتهاء العقوبة
لكنَّ سجّانَهُ
ما يزال هناك.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...