علي البدر - اغتراب الشهقة .. شعر

أرضكَ أنا يا حبيبي وبها
أرضَعَتْكَ الأمُّ وهزَّت مهدكَ
في الليل والنهار وانتَ طفلٌ
تنظرُ لِعَينَيَّ في السماء
وصوتي اليكَ يصدحُ في الآفاق
وأنفاسي تدخلُ صدرَكَ
تُدفِئُكَ، تُهّدِّئُكَ، تمنَحكَ الأمان
وتخشى عليكَ مِن غَدرِ الظلام
وغُربةٍ يَهابُ من قَسوتِها الزمان
لكنَّ الأيامَ حُزنًا بَكتْ
لأجلِ شمسٍ حَجَبَتْها الغيومُ
وبَيتٍ عامرٍ كان،
كَجَنَّةٍ تحتهاالأنهارُ
وعلى أرضِها زَرَعْنا الوردَ
والطيبةَ والحُبَّ
وتذوَّقنا العنبَ والتينَ وحُلو الرُمّان
تعالَ وَحَقِّق يا حبيبي الأمانَ
وبُؤسًا لِمَن زَرَعَ في قُلوبِنا الآهاتِ
أرادوا لَنا الفُرقةَ
نَصَبوا خِيامَهم وبَنَوا أحلامَهُم
لتقسيمِنا وتَجويعَنا، وحاوَلوا
بِلا خَجلٍ ولا حَياءٍ بالدولارِ شَراءَ عُقولِنا، ضَمائرِنا وكَرامتِنا
وعَزفوا بأقسى الألحانِ أُغنِياتٍ
تُرددُ بنشوةٍ وطربٍ وحقدٍ مآسينا
وَحَلَّتْ مآسينا، وباعَ البعضُ للاجنبيِّ ضَميرَهُ
وغَدا زارِعوا الإرهابِ للحريةِ لنا يُنادون
وفي سجونِهم يذوقُ شَعبُهُم مُرَّ العذاب
وأمامَ الناسِ بلا خجَلٍ يَقطَعونَ الرِّقابَ
وقُصِفَت على ساكِنيها البيوتُ
وقُتِلَ الانسانُ والحيوانُ وماتَتْ أشجارُ اللوزِ والتفاحِ والزَّيتون...
وامتلأت بالدِّموعِ مآقينا
وباتَ الناسُ في الخيامِ ينامون
يا إلهي...
متى أرجعُ لحُضنِكِ يا أمّي
وبين جفنيكِ أنام
يدخل صوتُكِ في الأعماق
أنا الأُمُّ. أنا الوطنُ بلهفةٍ أناديكَ
ودَعْ مَنْ حاولَ جاهدًا شِرائي
ويَدُهُ بالدماءِ ملطخٌةٌ
يرفعَ ُعلَمَ صَهيون
تعالَ لأُمِّكَ تعال...
أما تسمع يا وحيدي نِدائي؟

علي البدر/ العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...