إبط الليل

في عينيك طفا شجر الغربة
وانشطر الحزن على جنبيك
وأنا طفل حجري
بين أنامله تنمو الدهشة
تنهض بستنة الأفكار
إنك رجل عالَمه آُقليديّ
تقصف سمت فراستك المجنونة والصدْفةُ،
في خدك يشمخ ريحان
وإزاء الريحان رفيف الشجرات الذائعة الصيت
يغازل معطف غوغول*
وقلعة كافكا**،
أنا حفل الزنبق
تحت عيوني تمطر حدأةْ
لن تنسى الطير مواعيدي
حتى يخسر مفتأدي صدأهْ
همسك نبض الطرقات
وعصفور يقطف مرآة عابرة
همسك أثكل فردوسا
فاتكأ الكون على يديه قرى ومدائنَ
ومضى يضرب أخماسا في أسداس...
آهٍ لو يدرك قلبي
أني آكل من رطب الرعشات
وأمشي مفتقرا لمشيئته
أخفي رهج الأمس بإبط الليل وأسطع نايا
يسقط بين الأعين و الأهداب
لكي أعلن عن ولع لي
يسكن عاطفة تلغي من معجمها
الاستثناءات الطبقية،
أنت وحيد
تورق فيك الوحدة وتحاصرها
قلت لنا ستعود مساء
وطويت يديك على صدرك
جاء مساءٌ و مساءٌ ومساءٌ
فعلِمْنا أنك ألغيتَ العودة
ونسيت الأخْذَ بثأر غيابك.
ـــــــــ
مسك الختام:
همومي مريرات بها لسـت أنطق
لكيلا يقول القوم : صدريَ ضيِّقُ
و لي لغة منحــوتة من تجــاربي
و حاشا أنا في سبكـــها متحذلقُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*المعطف قصة قصيرة للكاتب الروسي نيكولاي غوغول.
**القلعة رواية للكاتب التشيكي فرانز كافكا
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...