طلب مني الشاب الأديب عبد المجيد الشافعي أن أكتب كلمة أقدم بها (خواطره) للقراء، طلب مني ذلك، وهو يعرفني ساخطا ناقما على حركة الأدب عامة، وحركة النشر خاصة، وحملت قلمي مكرها وأنا أنظر الى هذه المسودات التي أعدت للطبع، ونظرت الى صاحبها وكله اعتزاز بإنتاجه، وكله أمل في الحياة، فأخذتني الشفقة على هذه المسودات وعلى كاتبها، وحدثتني نفسي بأن أقوم بعمل سريع، عمل حاسم وهو أن أمزقها وأنصح صاحبها بأن يكف عن السير في هذا الطريق الشائك المفعم بالعراقيل، الى أن يبدل الله الساعة غير الساعة، وأن يبدل سوق الأدب الكاسدة بسوق ناجحة تروج فيها البضاعة الأدبية على اختلاف ألوانها، وأن يكتفي اليوم بعمله كبقية زملائه يعلم ما استطاع حتى إذا ما أدركه العياء والهرم، انزوى في ركن من أركان الحياة وهو يتحسر على ماضيه ويندب حاضره.
مرت هذه الخواطر السوداء بنفسي وأخذ بصري ينتقل بين هذه المسودات وبين صاحبها وابتسم الشاب الأديب فرحا جذلانا - وهو يجهل ما يجول في خاطري - وبدت في ابتسامته بوارق الأمل والطموح، وعز علي أن أحطم هذا الأمل الفتي، وأن أقضي على هذا النشاط المتوقد، وأن أفسد على هذا الشاب متعته الوحيدة في الحياة، فطويت المسودات وقلت له وهو ينتظر جوابي – سأفعل - سأقدم كتابك للقراء... ذكرت كلمة القراء وأنا أعرف جيدا هؤلاء القراء في الجزائر، وأعرف أن عددهم لا يبلغ الألف بين قارئ يدفعه حب الاطلاع و الفضول الأدبي الى قراءة كل ما تنتجه الطباعة الجزائرية، وبين متفائل مشجع يدفع ثمن كل ما يقدم إليه من المطبوعات، وتباحثت مع الشاب المؤلف في شأن القراء والنشر والتشجيع، فوجدته ملما بالحالة فاهما لدقائقها وهو مع كل ذلك عازم على خوض هذا المضمار، ولم يسعني إلا أن أعجب بشجاعته وجرأته، وتمنيت له من صميم قلبي، النجاح والتوفيق، وهو جدير بالتشجيع والمؤازرة، جدير بالتشجيع لجرأته و إقدامه على النشر، وهو يعلم أن هذا الميدان شائك مفعم بالعراقيل، وكذلك جدير بالتشجيع لجرأته وإقدامه على اختيار موضوعات كتابه من صميم الدين والمجتمع والأدب، وقد حاول أن يسبغ عليها لونا من الجدة لا يخلو من فائدة ولا يخلو من طرافة، وهي مع كل ذلك علاج لموضوعات ومشاكل في حاجة الى كثرة العلاج و تلونه.
هذا، وربما ينتظر مني القارئ حكما لهذا الكتاب أو عليه فأقول له فورا، أن ذلك ليس من شأني ولا من حقي، وإنما هو حق مقدس يملكه القارئ وحده، ولكن لا يفوتني أن أنبه أننا في بداية نهضة أدبية، وكلمة تشجيع أو توجيه أشد نفعا لحركتنا من كلمة تحطيم آو تهديم .
قسنطينة / أحمد رضا حوحو
مرت هذه الخواطر السوداء بنفسي وأخذ بصري ينتقل بين هذه المسودات وبين صاحبها وابتسم الشاب الأديب فرحا جذلانا - وهو يجهل ما يجول في خاطري - وبدت في ابتسامته بوارق الأمل والطموح، وعز علي أن أحطم هذا الأمل الفتي، وأن أقضي على هذا النشاط المتوقد، وأن أفسد على هذا الشاب متعته الوحيدة في الحياة، فطويت المسودات وقلت له وهو ينتظر جوابي – سأفعل - سأقدم كتابك للقراء... ذكرت كلمة القراء وأنا أعرف جيدا هؤلاء القراء في الجزائر، وأعرف أن عددهم لا يبلغ الألف بين قارئ يدفعه حب الاطلاع و الفضول الأدبي الى قراءة كل ما تنتجه الطباعة الجزائرية، وبين متفائل مشجع يدفع ثمن كل ما يقدم إليه من المطبوعات، وتباحثت مع الشاب المؤلف في شأن القراء والنشر والتشجيع، فوجدته ملما بالحالة فاهما لدقائقها وهو مع كل ذلك عازم على خوض هذا المضمار، ولم يسعني إلا أن أعجب بشجاعته وجرأته، وتمنيت له من صميم قلبي، النجاح والتوفيق، وهو جدير بالتشجيع والمؤازرة، جدير بالتشجيع لجرأته و إقدامه على النشر، وهو يعلم أن هذا الميدان شائك مفعم بالعراقيل، وكذلك جدير بالتشجيع لجرأته وإقدامه على اختيار موضوعات كتابه من صميم الدين والمجتمع والأدب، وقد حاول أن يسبغ عليها لونا من الجدة لا يخلو من فائدة ولا يخلو من طرافة، وهي مع كل ذلك علاج لموضوعات ومشاكل في حاجة الى كثرة العلاج و تلونه.
هذا، وربما ينتظر مني القارئ حكما لهذا الكتاب أو عليه فأقول له فورا، أن ذلك ليس من شأني ولا من حقي، وإنما هو حق مقدس يملكه القارئ وحده، ولكن لا يفوتني أن أنبه أننا في بداية نهضة أدبية، وكلمة تشجيع أو توجيه أشد نفعا لحركتنا من كلمة تحطيم آو تهديم .
قسنطينة / أحمد رضا حوحو