المهدي الحمروني - هِضابٌ لهزيع الوحشة

إنه الشِعر في وجيب دمي
على خَوَصٍ
يستدعي ليله من حافة الغيب
بعواءٍ ثاكِلٍ لخيالك
خلف برقكِ في الغَلَس
كذئبٍ شريد
الشتاء لم يفِ بموقدٍ يُؤنَسُ له في بينَكِ إلى هجع الريح
فأيُّ هِضابٍ تأوي هزيع الوحشة
حين لا تُجيب ذئبها سوى أصدية المدى
وهو راهبٌ في بكائه وحيدًا
لا يقنع بشراكة أحدٍ في سموّك
أيتها الغربة المثخنة في القصيدة
كعزلة الأبرار في التقوى
والبسطاء في شفيف نبضهم
أيُّها الإله خذ بصوت الشاعر إلى رجع وحيه
في سُفورٍ مختَزلٍ لنبيّةٍ
مخصوصةٍ به
ربما ضلَّ عنها طويلًا في الطور
لكنه آيبٌ بكامل التوبة
لتخُصّه وحده بالشروق
أيُّها الإله
لن أُسائِلكَ في إفراط المنفى
لكني أسألُكَ
عن كيف أصطفي الكلام لها
سأسألُكَ ما يُلهِمُني كتابًا أثيرًا لديك
أخفيتهُ عن اختلاس الأنبياء
وزُلفى' الملائكة
لما يليق برسالتي لحضورها
الذي تأخَّر كثيرا
ما أجَلَّ أن تأخُذَك من العتمة
أنثى' تؤمن بك
إلى مجدها في الأسطورة
إلى حظوتها في مُلكٍ استتبَّ له الأمر والنهي
أيُّها الإله
لماذا نَظَرتْ رأفتُكَ من عينيها إلى تيهي في الصحراء
بعد أن ألِف الظمأ
وآيّسَ من أوهام المنابع
حتى تشهّدتُ عليَّ
بلا وصيّةٍ
لأغرق
___________________________
ودّان. 1 آيار 2022 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...