طيبة فاهم ابراهيم - نزال من طرف واحد..

كلما استيقظت صباحا، اشم زهرة ارجوان احبها حد العشق واشعر انها تستيقظ قبلي وتوقظني، فانا اعشق الزهور وأحسبهن صديقاتي، واعشق الحياة بكل تفاصيلها والوانها، الأماكن والاسواق وصويحباتي اللواتي اشعر انهن قطعة مني، بل ولا اجد سعادة مثل تلك السعادة وانا استمع اليهن واصغي لمعضلاتهن واحاول بما استطعت رفع الظلم عنهن.
شغلني على وجه من الوجوه تحد من احدى المصارعات، ارسلت لي على الخاص طلب نزال، ظننته في البدء موقعا زائفا لشاب تافه او فتاة مراهقة، لكنها كانت ترسل لي صورا لنزالاتها وقهرها لبطلات معروفات، مبدية استعدادها لملاقاتي والسفر لي وصرعي في عقر داري وسط جمهوري كما صرحت هي بذلك.
كانت امي تلقبني بالاسد، غرست في الشجاعة والمواجهة، لذا لم اخف منها مطلقا، لكن هنالك فارق وزن بيننا فضلا عن غرابة الدعوة، فالصراع لابد ان يكون رسميا بيننا.
حين عرضت الامر على امي ضحكت وهي تحرك مسبحتها باناملها وقالت لي بايجاز وحكمة :
ما دمت بطلة، فتوقعي التحدي من جميع نسوة العالم، وبكل صورة، وكل ماعليك ان تكوني اسدا.. اسد داخل البساط وخارجه امرأة بمعنى الكلمة.. طيبة وتحبين الجمال والجميع.
طبعت قبلة على جبين امي وكلماتها لم تزل ترن باذني، واجبت متحديتي لمياء ان تاتي لملاقاتي كما ارادت هي، فانا لا اسافر لاصارع أية امرأة، قد علمتني الحياة الحذر والحرص.
حين واجهتها في النادي الخاص بي، وجدتها اضخم مما تخيلت، كانت تنظر لي بشي من الحقد حتى انها لم تبادر بالمصافحة كما جرت العادة.
في البدء دبت الخشية بقلبي، لكني تذكرت كلمات امي الحبيبة : ابقي نجمة في السماء تهب الجمال وتلسع كل يد تحاول النيل منها.
هاجمتني بضراوة، بقينا بوضع الاشتباك، فوجئت لمياء بقوتي وانها لم تستطع تحيركي رغم تفوقها في الوزن، حاولت اسقاطي لكني كنت مسيطرة وقوفا لابعد حد، بقينا بوضع التشابك وقوفا لدقائق، كتت هادئة وهي هائجة، كنت مبتسمة اخفي تعبي بينما ظل اللهاث حليفها، لا اذكر سوى همسها لي بانفاس مقطوعه
اوووف.. اقوى امراة في العراق حقا.
لم انتظر طويلا، احتضنتها ورفعتها واسقطتها ووضعتها تحت رحمتي تماما، لم آبه بمرور ثلاثين ثانية للتثبيت، بل لصقت كتفيها بالبساط تماما حتى خلتها ستظل صريعة للابد، بقيت تتأوه فلم احبب ان اكمل عليها وافقدها الوعي، فقد كانت بلا وعي اصلا، تركتها لمساعدتي تساعدها على النهوض، بصعوبه ودون قدرة على الوقوف.
ارتحت قليلا ثم رن هاتفي من صديقة مقربة لي، كانت تشكو لي همها، فطلبت منها ان تنتظر حتى امر عليها لدارها ونخرج لنتفس هواء نقيا، نظرت بعدها لغريمتي التي كانت بحال يرثى له، ثم قلت لها : سأخرج مع صديقتي، آمل ان كان درس اليوم الذي لقنته اياك نافعا، كي لا تتسرعي وتستفزي من لا تعرف الغضب مثلي، بل تجيد سحق المصارعات المغرورات مثلك
Aujourd’hui, à 12:26

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...