مازلت اذكر كيف كانت امي تنصحني كل يوم وقد تشهد قوتي الجسدية وانا في مقتبل حياتي وتشدد علي بقولها : إياك والغرور، فانه كالثعبان الأعمى، يبدا بصاحبه فيقتله. كوني للضعيف عونا وياك ان تكوني للظالم سندا فيكون خصمك هو الله دون سواه.
كنت مثل أية صبية، تجد في أمها الصالحة اعظم انسانة في الكون، فهي مدرستي ومحبوبتي ونبض قلبي ، تتلفع بحجابها الجميل حتى وهي في عقر دارها، لا تود شيئا سوى ان تؤدي فريضة الحج مرارا دون ملل ، وتخاف الله حد الرعب والهلع ولا تخاف سواه.
كنت احفظ نصائحها على ظهر قلب، لا اتكبر، لا احتقر ضعيفا ولا اسخر من احد، رغم ان الله وهبني جسدا قويا وموهبة في عالم الملاكمة ومقدرة على المصارعة اخفيها كلها تحت زي الطالبة فلا بميزني عنهن شي البتة .
كانت لدي صويحبات محددات احبهن ويحببنني، نتبادل دخول الديار ونطالع سويا ونخرج في احيان نادرة الى اماكن قريبة بعلم اهلنا ونعود قبل مغيب الشمس.
لم يكن ليعكر صفو مزاجي سوى افتخار، تلك التي تجيد لعبة الكونغ فو، والجيدو، وتبدو كمن فتح مكة وغزت عكة.
رغم اني لا اكره اية فتاة، الا اني كنت اشعر بعدم الراحة معها، فهي طالما تحدثني عن قوتها العظيمة، وكيف انها صرعت اقوى نساء بغداد وهزمت اشد نسوة العراق، ثم صارت تحدثنا عن كيفية صدها لهذا الشاب او ذاك بالركل واللكم لمجرد كلمة عابرة او محاولة تحرش بالكلام.
كانت الفتيات بحاولن مجاملتها والاعجاب والذهول بافعالها،
وحدي انا من كنت لا ابدي أية مشاعر تجاه كلامها، لا اعجاب او مجاملة اَو ذهول، فانا صريحة، صادقة مع نفسي، لا احب ان اجامل احدا بالباطل ولا انحني لغيره تعالى، وكان ذلك امرا يصيبها بالانفعال والعصبية ، حتى انها سالتني بغضب عن سر عدم اكتراثي بكلامها فاجبتها :
الاعجاب يا حبيبتي ينبع من الداخل، واجد من غير اللائق ان تعاركي شابا طائشا في الشارع، نحن في النهاية فتيات، وللفتاة التغاضي واحتقار المسيء وهذا يكفي.
مع الاياَم، بدأت اشعر بحقدها، تحاول في الصف ان تستفزني بأية طريقة وهي تجلس خلفي، تسقط قلمها ارضا وتطلب مني ان اعطيها اياه فاعطيتها مرة وامتنعت مرتين، حتى بات الامر بيننا عداوة كالجمر تحت الحطب.
كانت تتعمد ان تذكر لي احزمتها في رياضتها، وكنت لا ابالي مطلقا، وتمادت في الامر فأجبتها بحدة : لم ارك تصارعين كي احكم على مستواك.
في اليوم التالي، جاءت وهي تحمل امارات التحدي، وطلبت مني مقابلتها في نزال اما في داري او دارها، فرفضت الامرين معا، فداري ليس حلبة مصارعة للصديقات ، ومبدأي ان لا اذهب لاي دار كي اصارع، فليس حسن الظن محمود العواقب دوما، وانا اقدم الحذر على الثقة العمياء.
استغربت افتخار من عدم خوفي منها، فالجميع يتودد لها لفرط قوتها وشجاعتها، الا انا، فلم تجد فيّ أدنى اهتمام بملاقاتها ومصارعتها.
كانت لحسن الحظ قاعة جم تمتلكه شقيقة لصديقة لنا، ووَجدناها فرصة ان نتصارع في هذا المكان، فهو مخصص للنسوة، وكل امرأة مشغولة بأمرها ولا علاقة لها بالأخريات وتمارينهن، فالمكان المخصص للنسوة فقط هو الاكثر أمانا لهن.
كانت تبدو مثل وحش كاسر، أما أنا فكنت هادئة، صامتة، ابتسمت بوجهها فكانت بسمة استفزاز، لم تصدق قوة ضربتي على كتفها الايمن حين سقطت ارضا، نهضت وهي تزمجر فوجهت لها لكمة اعقبتها بلكمة ترنحت هي على اثرها قليلا، ثم وجهت ركلة لبطني اشعرتني بوجع فظيع كتمته ولم أظهر أي الم، ودخلت معها في مسكة عناق الدب، اي تضغط كل مصارعة منها على أسفل ظهر غريمتها حتى تنهار.
لست انكر قوتها او عنادها، كانت تضغط بشدة وكنت اضغط انا الاخرى، كانت تكرهني لشخصي وكنت اكره غرورها واعتدادها المبالغ به بنفسها، بدأ العرق يتصبب منها بغزارة وانا اضغط، لم تصدق قوتي ولم تصدق ان هنالك فتاة يمكن ان تقف بوجهها او لا تتملق لها كما تفعل الاخريات الخاضعات ، ازداد تصبب العرق وبدأت قواها تخور وهي تتافف الما، كنت اضغط بشدة اما هي فقد كانت يداها تكادان تسقطان، حملتها كما تحمل الام طفلتها والقت برأسها على كتفي وانا ادور بها في البساط، ثم همست بأذني بصوت رقيق ذهب عنه ذلك التكبر والعجرفة والخشونة : ك. ك.. كفاك يا عزيزتي.. لقد انتهيت، افففففف، ولا جدوى من الصراع مع ذراعين من حديد، ارحميني لم اعد احتمل، ماهذه القوة يااارب.
انزلتها على الارض، كانت مجردة من القوه تماما ، كنت استطيع ركلها او برم بطنها او العبث بغقرات ظهرها كما اشاء وكما تفعل معظم المصارعات بالخاسرات حين الانتقام فاجعلها تبكي كطفلة، لكنني آثرت تركها ممددة على الارض في حال يرثى له حقا، ليس قسوة مني، بل لتعلم ان الغرور يطرح صاحبه ارضا فتدوسه الاقدام، تركتها ومضيت نحو داري غير مكترثة بها ابدا.
في اليوم التالي بدت منزوية، كانت تتوقع مني ان افضح هزيمتها المرة، ان اجعلها اضحوكة، ان اكسر هيبتها، لكنني سرعان ما قدمت نحوها واخذتها بالاحضان دون توقع منها، احتضنتها انا كمصارعة اثبت على الحلبة اني اقوى منها ، اما هي فبكت على كتفي وقالت : حقا انك قوية بتواضعك وابائك وكبريائك اكثر من قوتك بعضلاتك الفذة التي سحقتتي، وجعلتني أرفض مصارعتك ما حييت..
اجبتها بود : لن نتصارع ما حيينا، لكننا سنبقى حبيبات في الله الى الابد
كنت مثل أية صبية، تجد في أمها الصالحة اعظم انسانة في الكون، فهي مدرستي ومحبوبتي ونبض قلبي ، تتلفع بحجابها الجميل حتى وهي في عقر دارها، لا تود شيئا سوى ان تؤدي فريضة الحج مرارا دون ملل ، وتخاف الله حد الرعب والهلع ولا تخاف سواه.
كنت احفظ نصائحها على ظهر قلب، لا اتكبر، لا احتقر ضعيفا ولا اسخر من احد، رغم ان الله وهبني جسدا قويا وموهبة في عالم الملاكمة ومقدرة على المصارعة اخفيها كلها تحت زي الطالبة فلا بميزني عنهن شي البتة .
كانت لدي صويحبات محددات احبهن ويحببنني، نتبادل دخول الديار ونطالع سويا ونخرج في احيان نادرة الى اماكن قريبة بعلم اهلنا ونعود قبل مغيب الشمس.
لم يكن ليعكر صفو مزاجي سوى افتخار، تلك التي تجيد لعبة الكونغ فو، والجيدو، وتبدو كمن فتح مكة وغزت عكة.
رغم اني لا اكره اية فتاة، الا اني كنت اشعر بعدم الراحة معها، فهي طالما تحدثني عن قوتها العظيمة، وكيف انها صرعت اقوى نساء بغداد وهزمت اشد نسوة العراق، ثم صارت تحدثنا عن كيفية صدها لهذا الشاب او ذاك بالركل واللكم لمجرد كلمة عابرة او محاولة تحرش بالكلام.
كانت الفتيات بحاولن مجاملتها والاعجاب والذهول بافعالها،
وحدي انا من كنت لا ابدي أية مشاعر تجاه كلامها، لا اعجاب او مجاملة اَو ذهول، فانا صريحة، صادقة مع نفسي، لا احب ان اجامل احدا بالباطل ولا انحني لغيره تعالى، وكان ذلك امرا يصيبها بالانفعال والعصبية ، حتى انها سالتني بغضب عن سر عدم اكتراثي بكلامها فاجبتها :
الاعجاب يا حبيبتي ينبع من الداخل، واجد من غير اللائق ان تعاركي شابا طائشا في الشارع، نحن في النهاية فتيات، وللفتاة التغاضي واحتقار المسيء وهذا يكفي.
مع الاياَم، بدأت اشعر بحقدها، تحاول في الصف ان تستفزني بأية طريقة وهي تجلس خلفي، تسقط قلمها ارضا وتطلب مني ان اعطيها اياه فاعطيتها مرة وامتنعت مرتين، حتى بات الامر بيننا عداوة كالجمر تحت الحطب.
كانت تتعمد ان تذكر لي احزمتها في رياضتها، وكنت لا ابالي مطلقا، وتمادت في الامر فأجبتها بحدة : لم ارك تصارعين كي احكم على مستواك.
في اليوم التالي، جاءت وهي تحمل امارات التحدي، وطلبت مني مقابلتها في نزال اما في داري او دارها، فرفضت الامرين معا، فداري ليس حلبة مصارعة للصديقات ، ومبدأي ان لا اذهب لاي دار كي اصارع، فليس حسن الظن محمود العواقب دوما، وانا اقدم الحذر على الثقة العمياء.
استغربت افتخار من عدم خوفي منها، فالجميع يتودد لها لفرط قوتها وشجاعتها، الا انا، فلم تجد فيّ أدنى اهتمام بملاقاتها ومصارعتها.
كانت لحسن الحظ قاعة جم تمتلكه شقيقة لصديقة لنا، ووَجدناها فرصة ان نتصارع في هذا المكان، فهو مخصص للنسوة، وكل امرأة مشغولة بأمرها ولا علاقة لها بالأخريات وتمارينهن، فالمكان المخصص للنسوة فقط هو الاكثر أمانا لهن.
كانت تبدو مثل وحش كاسر، أما أنا فكنت هادئة، صامتة، ابتسمت بوجهها فكانت بسمة استفزاز، لم تصدق قوة ضربتي على كتفها الايمن حين سقطت ارضا، نهضت وهي تزمجر فوجهت لها لكمة اعقبتها بلكمة ترنحت هي على اثرها قليلا، ثم وجهت ركلة لبطني اشعرتني بوجع فظيع كتمته ولم أظهر أي الم، ودخلت معها في مسكة عناق الدب، اي تضغط كل مصارعة منها على أسفل ظهر غريمتها حتى تنهار.
لست انكر قوتها او عنادها، كانت تضغط بشدة وكنت اضغط انا الاخرى، كانت تكرهني لشخصي وكنت اكره غرورها واعتدادها المبالغ به بنفسها، بدأ العرق يتصبب منها بغزارة وانا اضغط، لم تصدق قوتي ولم تصدق ان هنالك فتاة يمكن ان تقف بوجهها او لا تتملق لها كما تفعل الاخريات الخاضعات ، ازداد تصبب العرق وبدأت قواها تخور وهي تتافف الما، كنت اضغط بشدة اما هي فقد كانت يداها تكادان تسقطان، حملتها كما تحمل الام طفلتها والقت برأسها على كتفي وانا ادور بها في البساط، ثم همست بأذني بصوت رقيق ذهب عنه ذلك التكبر والعجرفة والخشونة : ك. ك.. كفاك يا عزيزتي.. لقد انتهيت، افففففف، ولا جدوى من الصراع مع ذراعين من حديد، ارحميني لم اعد احتمل، ماهذه القوة يااارب.
انزلتها على الارض، كانت مجردة من القوه تماما ، كنت استطيع ركلها او برم بطنها او العبث بغقرات ظهرها كما اشاء وكما تفعل معظم المصارعات بالخاسرات حين الانتقام فاجعلها تبكي كطفلة، لكنني آثرت تركها ممددة على الارض في حال يرثى له حقا، ليس قسوة مني، بل لتعلم ان الغرور يطرح صاحبه ارضا فتدوسه الاقدام، تركتها ومضيت نحو داري غير مكترثة بها ابدا.
في اليوم التالي بدت منزوية، كانت تتوقع مني ان افضح هزيمتها المرة، ان اجعلها اضحوكة، ان اكسر هيبتها، لكنني سرعان ما قدمت نحوها واخذتها بالاحضان دون توقع منها، احتضنتها انا كمصارعة اثبت على الحلبة اني اقوى منها ، اما هي فبكت على كتفي وقالت : حقا انك قوية بتواضعك وابائك وكبريائك اكثر من قوتك بعضلاتك الفذة التي سحقتتي، وجعلتني أرفض مصارعتك ما حييت..
اجبتها بود : لن نتصارع ما حيينا، لكننا سنبقى حبيبات في الله الى الابد