أين يضع ذباب المنزل بيضه ؟
ماذا لو استيقظت فجرا ، فوجدته قد باض في أذنيك أو في شعرك ، ثم قد تناثر الذباب الصغير من أذنيك ومن شعرك ليلا أو فجرا ، فأيقظك من نومك بأزيزه ؟
............ ...... ......
كنت أسير في الشارع الممتد ما بين مجمع الحافلات القديم ، ودور العرض السينمائية القديمة ، في حالة من القلق واللامبالاة عصرا ، أبحث عن شيء يخرجني من حالة شبة الاكتئاب تلك دون جدوى . كل شيء رتيب ممل ، السيارات الفارغة من الركاب تسير بكسل ، أصحاب المحلات التجارية الصغيرة يستنشقون الهواء الذباب ، فسرت باتجاه دار سينمائية فيها العرض يستمر لثلاثة أفلام بتذكرة واحدة .
وصلت دار سينما البترا ، فوجدت فيها ثلاثة أفلام لبروسلي واميت بيتشان الهندي ، والثالث لفريد شوقي ومحمد رضا . تابعت سيري بامتعاض نحو دار سينما الحمرا ، حيث يفوح بالقرب منها رائحة مياه الصرف الصحي ، والمطاعم الشعبية ، والتي تبيع احشاء الماشية والدجاج النيئة او المطبوخة ، فينتشر الذباب منها ومن حولها نهارا ، وتنتشر الفئران بمختلف الأحجام ليلا ، وكافة القوارض الصغيرة ما نعرف وما لا نعرف لها اسما نهارا .
العم صابر يجلس في ذات المكان منذ عشرات الأعوام في محله الصغير والمظلم ، ينتظر فيه أحدهم يرغب بتصليح الحذاء ، أو حياكة قميص ممزق ، أو بنطال مهترئ . تجاوزته ولم ألق عليه التحية كعادتي ، فاستغرب العم صابر تصرفي هذا ، ونادى على اسمي ، تجاهلت النداء وتابعت سيري بكثير من النزق واللامبالاة ، إلى أن وصلت حاوية القمامة الممتلئة دوما ، قبل دار العرض السينمائية ، والتي جوارها حمّام تركي ، تفوح منه رائحة العفن .
وصلت حاوية القمامة ، فوجدت رجلا يجلس جوار حاوية القمامة ، له شعر كثيف ومجعّد وطويل ، يأكل ساندويشة حسبتها من القمامة ، اغتصبها من ذباب الحاوية ، فراح الذباب يحاول أن يسترد حقه المنهوب من الحاوية ، فانتشر الذباب من جيوب معطف الرجل الممزق ، ومن أنفه وأذنيه ، وخال لي أن ذباب الشارع كله ، قد فقس في انف الرجل وأذنيه .
اقتربت من الرجل ، فوجدت قطعة القماش امامه فارغة ، ولم يتصدّق عليه أحد ، فهمست لنفسي : ـ إنه كساد السوق لهذا الرجل ، ابتسمت لهاجسي . لمحت امرأة ابتسامتي ، فظنت أني ابتسم لها ، زعقت المرأة صارخة ، فتناثر الذباب من فمها .
ماذا لو استيقظت فجرا ، فوجدته قد باض في أذنيك أو في شعرك ، ثم قد تناثر الذباب الصغير من أذنيك ومن شعرك ليلا أو فجرا ، فأيقظك من نومك بأزيزه ؟
............ ...... ......
كنت أسير في الشارع الممتد ما بين مجمع الحافلات القديم ، ودور العرض السينمائية القديمة ، في حالة من القلق واللامبالاة عصرا ، أبحث عن شيء يخرجني من حالة شبة الاكتئاب تلك دون جدوى . كل شيء رتيب ممل ، السيارات الفارغة من الركاب تسير بكسل ، أصحاب المحلات التجارية الصغيرة يستنشقون الهواء الذباب ، فسرت باتجاه دار سينمائية فيها العرض يستمر لثلاثة أفلام بتذكرة واحدة .
وصلت دار سينما البترا ، فوجدت فيها ثلاثة أفلام لبروسلي واميت بيتشان الهندي ، والثالث لفريد شوقي ومحمد رضا . تابعت سيري بامتعاض نحو دار سينما الحمرا ، حيث يفوح بالقرب منها رائحة مياه الصرف الصحي ، والمطاعم الشعبية ، والتي تبيع احشاء الماشية والدجاج النيئة او المطبوخة ، فينتشر الذباب منها ومن حولها نهارا ، وتنتشر الفئران بمختلف الأحجام ليلا ، وكافة القوارض الصغيرة ما نعرف وما لا نعرف لها اسما نهارا .
العم صابر يجلس في ذات المكان منذ عشرات الأعوام في محله الصغير والمظلم ، ينتظر فيه أحدهم يرغب بتصليح الحذاء ، أو حياكة قميص ممزق ، أو بنطال مهترئ . تجاوزته ولم ألق عليه التحية كعادتي ، فاستغرب العم صابر تصرفي هذا ، ونادى على اسمي ، تجاهلت النداء وتابعت سيري بكثير من النزق واللامبالاة ، إلى أن وصلت حاوية القمامة الممتلئة دوما ، قبل دار العرض السينمائية ، والتي جوارها حمّام تركي ، تفوح منه رائحة العفن .
وصلت حاوية القمامة ، فوجدت رجلا يجلس جوار حاوية القمامة ، له شعر كثيف ومجعّد وطويل ، يأكل ساندويشة حسبتها من القمامة ، اغتصبها من ذباب الحاوية ، فراح الذباب يحاول أن يسترد حقه المنهوب من الحاوية ، فانتشر الذباب من جيوب معطف الرجل الممزق ، ومن أنفه وأذنيه ، وخال لي أن ذباب الشارع كله ، قد فقس في انف الرجل وأذنيه .
اقتربت من الرجل ، فوجدت قطعة القماش امامه فارغة ، ولم يتصدّق عليه أحد ، فهمست لنفسي : ـ إنه كساد السوق لهذا الرجل ، ابتسمت لهاجسي . لمحت امرأة ابتسامتي ، فظنت أني ابتسم لها ، زعقت المرأة صارخة ، فتناثر الذباب من فمها .