محمد محمود غدية - قليل من الحب والتسامح

الهموم فى الحياة قد تزيد أو تنقص البعض يضيق بها، والبعض الآخر ينجح فى دفعها بعيدا، أنت لا تستطيع أن تمنع طيور الآسى، من أن تحلق فوق رأسك، لكن يمكنك أن تمنعها من أن تعشش فى شعرك،
تزوجا عن حب، ونجح زورقهما فى شق أمواج الحياة، حتى كان يوما، ضاقت الزوجة فيه من زوجها لأسباب بسيطة، ما كان ينبغى التوقف أمامها ، جمعت حقائبها، للذهاب إلى والدتها، بعد أن تركت له رسالة معربة فيها عن غضبها،
فى ذلك اليوم، وعلى غير العادة، عاد الزوج مبكرا، ليراها فى جلبة، مع ملابسها والحقائب،
ليسألها : ماذا تفعلين ياحبيبتى .. ؟
حبيبتى .. كانت الكلمة السحرية، التى أذابت الثلج، ونشرت الدفء والإرتياح .
حبيبتى .. بمثابة الجيوش، التى تخترق كل ما يلقاه ويصرعه، فتحت بئر عميقة من السكون الهادئ فى يوم رائق، رسالة إعتذار حلوة،
لتقول من بين إبتسامتها : كنت أحفظ ملابس الشتاء فى الحقيبة،
وما لم تقله وقالته عيناها : لو علمنا بمجيئكم، لفرشنا مهجة القلب والفؤاد بباقات من الورد،
كلمة أحبك، أقدس من حديقة ورد، تسكر بلا خمر، تبدد العتمة، وتهدم أسوار الحزن وحصونه،
نسيت الزوجة، شيئاً مهما لفت نظر الزوج، ملابس الخروج، التى كانت ترتديها للذهاب إلى والدتها،
- إلى أين كنت ذاهبة ؟
كومت الرسالة، التى كتبتها له وهى غاضبة، فى قبضتها حتى لا يراها ،
- قائلة : أنها كانت تدخر له مفاجأة ، لتدعوه للغذاء فى أفخر المطاعم ، لإسترجاع أيام الفرح والبهجة،
يراها إمرأة أخرى، أكثر جمالاً .
لملمت شعرها الأسود، الذى كان يطير فى كل الدنيا،
محدقا فى عينيها الواسعتين الرقيقتين، تبادله نظرات حالمة ، وسنانه ندية،
ما أجمله الحب والتسامح .
لا شئ يوازى، الكلمة الطيبة،
التى حيثما تمر، ينبت العشب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...