محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كان يمكننا أن نجعل الامر بسيطاً جداً

كان يمكننا أن نجعل الامر بسيطاً جداً
اقصد لو أنني
بينما وانا عائد من ميدان الحي القريب
لم اتعثر بكتاب ممزق لنيتشه
لاسقط مُبكراً
عن الحبل
قبل حتى أن اكمل دوري الكامل في التهريج
لاُشنق
بيدي
واصفق بايدي الاخرين
وابكي
بعيون الله
كان يمكن أن نجعل الامر ابسط
ان احُبك مثلاً
وأن اخلع حذائي بين فمك والقصيدة المفترشة بين عناقنا ، مُصلياً للحظة
وأن اخلع عني النيات القذرة ، على ازقتك الطافحة بالمومسات ، والاسئلة المغوية كعنبة ناضجة ، ومفضوحة للريح
وأن اضع مظلة وانا اسير ذات يوم ممطر بين كلمتين تفوهت بهما ، فاصابني الشك في حكمة الحقل ، في النوم هكذا
مكشوف العانة
لشهوة البلل
كان يمكن أن نتدبر الوقت بقُبلة
وأن نتدبر الحزن
بمنشفة من الاسفنج ، تمتص عنا العيون ، والمشيئات اللينة ، كبصاق تسلل من رئة مُرهقة
وأن نتدبر
الحنين
بالغاء النافذة ، أن نكوم الاشخاص الذين يتسللون من ثقوب الذاكرة
على حافة النافذة
بلحومهم المحترقة
وألسنتهم الماكرة
كان يمكن للامر أن ينتهي دون حزن غير ضروري
مثل أن تأخذي هذه الاصابع
وتزرعيها على الدفتر
لنضمن أن في كل لحظة تأوه منك ، هناك قصيدة ستُنحت
وأن تخلعي هذه الجمجمة مني
معلقة اياها
امام الباب
لتفزعي الحرب حين تقترب
وأن تأخذي عضوي
وتزرعيه في الحديقة
لنضمن اننا سنستيقظ ، على ضجيج الاطفال
في باحة الحديقة
المزدحمة بالموتى
وبأيام تعفنت من سوء التخزين
كان يمكن أن نتدبر الامر ، بزجاجة خمر
والقليل من الحب
بدل
أن نقتسم الكرة الارضية كبرتقالة
انتِ تنالي الجُزء الحامض
وانا ادعك جرحي بالقشور

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...