مصطفى معروفي - أصّ قرْب الشرْفة

منحاه لا يشبه منحايَ
له ظل يضحك ويراوغ
أنا أيضا لي ظل يضحك
ويراوغ
لكن لي شمس تحرس لحمي
وعراجين رياحي
وله شمس تحرس سنبلة من
حجر الوقت
وتبني للثعلب جحْرا منفلتا
فيه يتكئ النوم على الأرق السابق
واللاحق...
ها أنا أسحب عربات العنب الواغل
في أنثاه من كبد الشارع
أملؤها أرصفة ماتعةً
أفتحها بتراب المعنى
وإلى جهة مترعة بالفحم
أسوق زلازلها العلنية
تحت يدي مدن برعت في إغوائي
أعطتني ميعادا محتفلا
بالعبث ويقظته
كان يقينا من ذهبٍ
سقت تباشير الغاب إلى حيث روافده
لم أعبر سحنته
لم يكتبْ سأمي تحت وسادته
ولذا كنت أصدق نافذة الدهشة
حتى صعدتْ بي للهاوية الأخرى
لي شجر مغترب بين ثيابي
لم أنصحه بحضورٍ
لكن جاء إلى لؤلؤة وتمادى
ثم غدا يسكب في معصمها
مرآة ويراعا فضي النزعات...
أريد خريفا يملك أبّهةً
وشتاءً مفتخرا بهُوَيْناهُ
وربيعا بخزائنه ترتفق الطير
وصيفا يعرف ريح الخمّاسين
وأين تبيض...
أدقّق في أصّ قرب الشرفة
كان يحدق فيَّ بعينين تغيمان
رميت إليه كابوسا محميا من طرفي
أخفاه وأنشأ يضحك
أثناء الليل رماه سرا تحت سريري
وراح ينام قرير العين على خاصرة الشرفة.
ـــــــ
مسك الختام:
القلم السابح في مال الحاكم
لا يكتب صاحبه عن واقعنا
حتى يلبس نظارته
ذات اللون الوردي.



التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...