وجه المدير مليء بالغضب الذى لو وزع على الكون كله يكفى ويفيض، وهو يطلب منه ملف زميله حسنى لتحويله للشئون القانونية لغيابه المفاجئ دون تقديم إخطار مسبق بالأجازة،
ماذا يفعل حسنى أمام مرض إبنته ؟
هل كان يمكن التنبؤ بالمرض قبل وقوعه ؟
تباطأ فى تقديم ملف زميله حتى تهدأ ثورة المدير الذى ما لبث أن إستشاط غضبا، حين لم يجد الملف على مكتبه، طالبا تحويله هو الآخر للشئون القانونية، ظلم بين لا أحد يجرؤ على مناقشة المدير،
فى الظهيرة يتقلص رواد المقهى، إختاره مقعد متهالك مثله ليحتوى حزنه، ومنضدة نظفت حديثا،
أشعل آخر سيجارة فى العلبة التى كومها وألقى بها خارج المقهى،
فى وجه المدير الذى تمنى وجوده فى تلك اللحظة،
يحدق فى فتاة الإعلان، فوق لافتة مواجهة للمقهى، يريد أن يحفظ ملامحها، جميلة تبدو عليها آثار النعمة مغسولة من الهموم والأوجاع،
تتسكع ذاكرته وتذوب خلف طيات الأيام، ولحظات الزمن المتراكم،
أين له بمثل هذا الوجه الأبيض رهيفة الملامح ؟
وذلك الشعر الناعم المنسدل، كأنها قادمة من أغلفة المجلات الفنية، لابد وأنها واجهت الكثير من إنتقادات ورفض أسرتها، لتكون فتاة إعلان أو موديلز، فهذه مهن لا يباركها المجتمع لكن شجاعة الفتاة فى إقناع أسرتها، وإقتحامها ذلك المجال، جرأة تحمد عليها لم يعد يراها، أحاطت به هالة من ضباب مصفر غير صاف، حين باغته وجه المدير الذى غطى مساحة الإعلان، مئات الحشرات الصغيرة تفترس روحه اللينة، موجة عاتية قذفت به نحو رمال شاطئ مجهول، إنتبه لصوت النادل وهو يصب القهوة فى الفنجان، غامت المنضدة وما فوقها،
شاركته القهوة السكون المطبق المقبض،
قرر مواجهة المدير : إنه لايقل شجاعة عن فتاة الإعلان، كان لابد أن يأخذ بالأعذار،
تحويله وزميله للشئون القانونية ظلم بين !
لا وجود لقلعة تتعرض للهجوم يوميا، مهما كانت حصينة، إلا وتنتهى إلى السقوط يوما، لا يهم أن يكون الأول فى بدء الهجوم، المهم المواجهة، الإستسلام للظلم مهانة أشد،
أحس وهو يغادر المقهى، بأن الأحزان بدأت تفارق قلبه شيئا فشيئا، لم ينس أن يلوح بيديه لفتاة الإعلان التى بادلته الإبتسام، بعد أن ألقت إليه بوشاح الشجاعة .
ماذا يفعل حسنى أمام مرض إبنته ؟
هل كان يمكن التنبؤ بالمرض قبل وقوعه ؟
تباطأ فى تقديم ملف زميله حتى تهدأ ثورة المدير الذى ما لبث أن إستشاط غضبا، حين لم يجد الملف على مكتبه، طالبا تحويله هو الآخر للشئون القانونية، ظلم بين لا أحد يجرؤ على مناقشة المدير،
فى الظهيرة يتقلص رواد المقهى، إختاره مقعد متهالك مثله ليحتوى حزنه، ومنضدة نظفت حديثا،
أشعل آخر سيجارة فى العلبة التى كومها وألقى بها خارج المقهى،
فى وجه المدير الذى تمنى وجوده فى تلك اللحظة،
يحدق فى فتاة الإعلان، فوق لافتة مواجهة للمقهى، يريد أن يحفظ ملامحها، جميلة تبدو عليها آثار النعمة مغسولة من الهموم والأوجاع،
تتسكع ذاكرته وتذوب خلف طيات الأيام، ولحظات الزمن المتراكم،
أين له بمثل هذا الوجه الأبيض رهيفة الملامح ؟
وذلك الشعر الناعم المنسدل، كأنها قادمة من أغلفة المجلات الفنية، لابد وأنها واجهت الكثير من إنتقادات ورفض أسرتها، لتكون فتاة إعلان أو موديلز، فهذه مهن لا يباركها المجتمع لكن شجاعة الفتاة فى إقناع أسرتها، وإقتحامها ذلك المجال، جرأة تحمد عليها لم يعد يراها، أحاطت به هالة من ضباب مصفر غير صاف، حين باغته وجه المدير الذى غطى مساحة الإعلان، مئات الحشرات الصغيرة تفترس روحه اللينة، موجة عاتية قذفت به نحو رمال شاطئ مجهول، إنتبه لصوت النادل وهو يصب القهوة فى الفنجان، غامت المنضدة وما فوقها،
شاركته القهوة السكون المطبق المقبض،
قرر مواجهة المدير : إنه لايقل شجاعة عن فتاة الإعلان، كان لابد أن يأخذ بالأعذار،
تحويله وزميله للشئون القانونية ظلم بين !
لا وجود لقلعة تتعرض للهجوم يوميا، مهما كانت حصينة، إلا وتنتهى إلى السقوط يوما، لا يهم أن يكون الأول فى بدء الهجوم، المهم المواجهة، الإستسلام للظلم مهانة أشد،
أحس وهو يغادر المقهى، بأن الأحزان بدأت تفارق قلبه شيئا فشيئا، لم ينس أن يلوح بيديه لفتاة الإعلان التى بادلته الإبتسام، بعد أن ألقت إليه بوشاح الشجاعة .