منى عثمان - عن ذاك اللاشىء

ستتوقف
حتما ستتوقف
في وقت ما وأنت في عمق ركضك ولهاثك وانجرافك نحوهم
ربما تباغتك صفعة
أو تديرك عكس اتجاهك ركلة لم تكن بحسبانك
سيحدث أن تتوقف
لتنظر فيك
تنظر حولك
تقرأ ما فاتك من كتاب الأيام وأنت تغشاك الغفلة
ستدهشك الإفاقة
إعادة الترتيب والفهم الذي استعصى في حينه
وستعجب منك أو ممن كنته قبلا
من هذا الجرف الهار الذي تجاوزته ألف مرة لأجلهم...ولم تأبه
من هذا الثمن القاسي الذي دفعته من روحك ودمك وأعصابك ونبضك
وكان الأخذ بااااردا
ستعجب من تلك النظرة الزجاجية
التي ياكم اصطدمت بها وأنت تقدم آخرك
تستخلص أجملك لتنثره في أيديهم
بينما لا أحد ينتبه
فهل ستضع الميزان
ويكون الوزن القسط
وتمنح قَدْرْ ما تلقى
هل كنت تراك في هذا الخضم من الهبات
هل كنت تدري احتياجك وافتقادك ونداءك الخفي
هل كنت تدريك وأنت تبسط قلبك ليأووا إليه مكتفيا بكونك وطنا
والمنفى قدرك
وأنت تنشر عفوك وترفعك عن كبائرهم
تجاهك
هل ستقرأ دفاترهم في ذاكرتك
أسودهم الذي عبقك بدخان الوجع ورماد التيه
وأنت تجاري الموج ليرسو القارب
تستدني شواطىء فارة
وتقايضها بأحلامك
لأجل أمان تمنحه لمن يوغل في استنزافك
ضع الموازين
إفتح دفاترهم
زن بالخردل وانظر ماقدمت وما جنيت
أخبرهم عن علقم صبرك
عن مر لم يبرح قلبك منذ لقاء ياليت العدم سواه
أخبرهم عن ذاك اللاشىء الذي منحوه بسخاء
إفعل ذاك لأجلك
أوتفعل !؟
أم أنك تحمل ثقل اللاشىء وتمضي
تكمل سيرك حتى تتبخر في طرقات النكران
تجحدك مآقيهم حين تفيض مدامعك
ويذروك وحيدا
انظر فيك
وحولك
واجمع من أجلك فرطك
أخبىء قلبك بين الريح وفرّ
أوتقوى أن تفعل !؟
احذر أن تغلبك هشاشة قلبك
أولم يكفي أن سرقوا حلمك
فرحك
عمرك
أوَلَك
فهل تنجو....بآخرك

منى عثمان
التفاعلات: خالد السيد علي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...