وتلتفت
عبر سنوات خلت
ماذا تقرأ في دفترك
ذاك الحنين ينسكب
وظل حلم منشطب
وجراب عمر...
... بالأنين يزدحم !!
لامرأة تتعاطى الصمت كمهدىء
والصبر أحد المسكنات
والقلب خاو إلا من التيه و الوجع
والروح ظمأى
ولا ري لذا العطش
متى تنسلين من قيدك الناري
وإلامَ التخبط والجُدر شوك
متى يلملم المنى طرفه
وينسحب...
كم عمر النهر الجبلي
كم عمقه
وذا فيضه..
.. تفتت فيه الصخر
وسافر فيه الرعد
وأنت مكانك
رفقة صمت
توغل في الصبار بعيدا
تطوي الريح وتدلف حيث اللامرئي
حيث الجُدر المختبئة
في غابات الشوك
فكيف أنادي
وعلى شفتي بقايا الملح
ومرايا الروح جراحا تترى
قلبي.. عصفور يبحث عن درب
عن شجر آمن
عن حلم لا يعلوه...
مر عام
تلاه عام
على لحظة الاشتعال
على صمت تأجج
مارد من نار
مر عام
تلاه عام
كما المرُ... يمر
كفوهة بركان
كل شىء كان ينذر بالخطر
غصةً تلو غصة
تبتلع الليل المتمدد بين القطبين
تتساءل عن صبح لا يحمل وهج الإشراق
ووجه بات نذير متاهة
والفكر كما الغول يعربد
ينهش لحم العمر الفائت قسرا
ونهر الصبر ازداد...
_١_
عشية الرحيل
وأنت تخرج من المشهد
أغلقت النص على قلبي
سقطت الكنايات واندلق المجاز
والليل المسكون بالقوافي
هرب للبعيد
تاركا سرج المعاني
و السطور الخاويات
نهب عطش لا يهادن
ذاك السؤال قدح شوك
أين أخبىء نهرا بعيني
والنبض سيال ودافق.!!
_٢_
إلى من يهمه الحبر
تلك امرأة تنضح شعرا
تجترح قصائد من لون...
كنت أقف على الحافة دائما وأنا أكتب
أخشى أن يمسني الحرف
أن يفشي للقارىء سرا من صندوقي الأسود
أراوغ أن ينثرني معه..
أدور في متاهة
حالة من اللف والدوران بين الكلمات-
-مخافة أن تدل عليّ في معنى خفي
فألجأ إلى التورية والإسقاط
أظنني أنهيت مجازات اللغة وأنا أتوارى خلفها،
ثم مؤخرا
أدركت أنه لا يجوز...
كيف أخرج من النص
بل كيف أهرب
وكل القوافي مؤصدة
والمجازات تواطأت مع تلك الشجون
كيف أنجو من مدارات البلاغة
والمعاني تشاغبني في جنون
تلك السطور فنارات قديمة
ظلل الهجر عليها
والمحابر موج سخي
كلما أدرت ظهري
تشبث النص بقلبي
والروح صفدها الشرود
وأنا... أشتهي الهروب
كيف أسكت صريرا برأسي
وكيف تنفك...
أنا ظل المجاز
على شرفات الكناية
وشرشف الحرف وسادته المتاهة
أيا كسري المضاف
إلى خانات صمتي
وضمي المُنافي
لاستعارات انشطاري
والسطر شرخ الروح
في الماورائي
أحبو وأكبو
والفيوض كما الغرق
تعتري انعطافي
من يلجم الموج
إذ تثمل الريح
وإذا الشط أغراه الطواف
نحن للحبر قد صرنا نذورا
وعربة الأسر مهرتها...
من خلف مآذن الحُلم
تجيىء يمامة
في عينيها ينام الكون
وفي فمها سنابل توشك أن تتراقص شغفا
وفي ذمتها بقايا الوهج_
_الرابض تحت رماد العمر
أو قل ..
تجيىء مدججة بأناشيد الطفو
وخرائط لولوج العنبر
ودليل العارف في غرق التائه
يمامة حُلم
روحها مدارك السالكين
صوب شواطىء النجاة
وأنا امرأة
يغرقها الشجن كما...
مشهد أول
في غرف القلب المغلقة
تدور دهشتان
عينان تبرقان
تشعان كالحلم البهي
وفي غفلة تفتشان
عن جنوني الخفي
تعربدان
تسرقان النبض السخي
ثم في عمق الروح
تنغرسان
تستنبطان العمر الخلي
وفي الأعلى
يدق ناقوس المخاوف
عقلي ال حاكمني بأمره
يفرض طاعته عليّ
فأنّىَ من قيدي أفر !؟
* * *
مشهد ثان
تغربت عنك...
ستتوقف
حتما ستتوقف
في وقت ما وأنت في عمق ركضك ولهاثك وانجرافك نحوهم
ربما تباغتك صفعة
أو تديرك عكس اتجاهك ركلة لم تكن بحسبانك
سيحدث أن تتوقف
لتنظر فيك
تنظر حولك
تقرأ ما فاتك من كتاب الأيام وأنت تغشاك الغفلة
ستدهشك الإفاقة
إعادة الترتيب والفهم الذي استعصى في حينه
وستعجب منك أو ممن كنته قبلا
من...