منى عثمان - على طاولة الآه

أمام طاولة الآه
جلس قبالتي
على مقعد متهاوي
يرمقني بقسوة
ينزع من ليلي عيدان الصبر
ويسلمني للصمت
والليل..
.. كهل أعرج
يتمطى بين ظلال تتجرع قهر الوحدة
يساقط في كأسي ثلج الحيرة
ونخب العمر المتأرجح..
.. بين الوجع وبين شرود غلفني
يعلن فوزه
ذاك الندم الجالس كِبرا
يرمقني بقسوة
يجثم فوقي .. ويكممني
ويقيدني بألف ذراع
أحاول أن أٌفلت منه
أن أٌفرغ آخر ذكرى لنزفي
وأٌلقي عني ثقل البوح_
_الممزوج بدمعي
أحاول..
أن ألحق عربة حلمي
أنادي..
صبحا يختبىء بذيل الليل الكهل
أنادي.. أنادي
فلا أسمعني
مبحوحا يلهث حرفي
وحيث فراغ أٌطلق صرخة
تخرج خاوية من صوتي
ياصوتي..
أيناك وأين مرايا تحمل وجهي
أيناي وأين الدرب الهارب مني
ذاك القابع..
دخان عبأ مابيني وبيني
دمعي المتسرب من قوقعة الروح يغمغم
مرَ العمر ونحن نلملم كسر القلب
ونحن نهمهم بالجرح الغائر فينا
نمحو الحزن المتغلغل..
.. حدّ اللاحدّ
ونحاول أن نتماثل للضوء
أن نفتح نافذة للفرح
ونغادر طاولة الآه
والليل الكهل يطاردنا
يأسرنا في كف الصمت
ولتيه الندم ال يجلدنا
يعلقمنا
ويسمم ذاك الكأس
يطلق نافورة وهم
ويظل يردد
لا بأس
على طاولة الآه
نتناثر شجنا
أرقا
سهدا
نتأرجح بين اللابين
ونقاوم ألا نتهاوى
فالمٌر صديق
والتيه رفيق
السهم الطائش كيف يصيب
والنزف الغائر أنّى يطيب
على
طاولة
الآه

منى عثمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى