منى عثمان

من خلف مآذن الحُلم تجيىء يمامة في عينيها ينام الكون وفي فمها سنابل توشك أن تتراقص شغفا وفي ذمتها بقايا الوهج_ _الرابض تحت رماد العمر أو قل .. تجيىء مدججة بأناشيد الطفو وخرائط لولوج العنبر ودليل العارف في غرق التائه يمامة حُلم روحها مدارك السالكين صوب شواطىء النجاة وأنا امرأة يغرقها الشجن كما...
مشهد أول في غرف القلب المغلقة تدور دهشتان عينان تبرقان تشعان كالحلم البهي وفي غفلة تفتشان عن جنوني الخفي تعربدان تسرقان النبض السخي ثم في عمق الروح تنغرسان تستنبطان العمر الخلي وفي الأعلى يدق ناقوس المخاوف عقلي ال حاكمني بأمره يفرض طاعته عليّ فأنّىَ من قيدي أفر !؟ * * * مشهد ثان تغربت عنك...
ستتوقف حتما ستتوقف في وقت ما وأنت في عمق ركضك ولهاثك وانجرافك نحوهم ربما تباغتك صفعة أو تديرك عكس اتجاهك ركلة لم تكن بحسبانك سيحدث أن تتوقف لتنظر فيك تنظر حولك تقرأ ما فاتك من كتاب الأيام وأنت تغشاك الغفلة ستدهشك الإفاقة إعادة الترتيب والفهم الذي استعصى في حينه وستعجب منك أو ممن كنته قبلا من...
مشاعره.. ماتت اكلينيكا ومابقى هو حصاد الخواء ماذنبها وقلبها لم يزل يتهجى النداء ونبضها دفء وشوشة المساء وروحها فيض من لهف اشتهاء وليلها طفل يشاغب أستارها تغفو وتصحو وفي الضلوع رجف وعصف كأنها بيت الشتاء ماذنبها وعينها طوفان شوق وموج حلم بلا انتهاء أترى يسنح العمر بفرح يهب قبلما يخبو الرجاء ألا...
كانت تتحدث بصوت خافت هادىء لا ينم عن بركان يشتعل بروحها وآتون يتقد في كبريائها تقاوم دموعها الحارة أن تهطل تبتلع غصة بحجم متاهة تواجهه وقلبها وعمرها في الميزان والنار قاب صمتين...أو أدنى وتسرد الدلائل التي أنكرتها طوال جرح غير معلن تعدد البراهين على خيانة قلبها خنجرا تلو خنجر منذ صباح شاحب...
كان الجسر صغيرا جدا والهوة أفعى والخطوة أضيق من ثقب الإبرة وبعيدة الضفة والقلب تمزقه اللهفة وبراق الحلم يناشد معراج الروح فبأي قوارب ننجو والغرق يتصاعد حمما والموج لهيب والشط هلامي الوجهة والريح لعوب ندنو فينأى يتباعد حيث مسافات لا تحصى والجرح نوارس ثكلى كان اليأس ينادمنا يشرب نخب ضياع يتربص...
هكذا تمنيتك خريرا من الحلم ينساب في نهر صدري دفئا من الحكايا يلملم فتات قلبي وفيضا يقيني عواصف الظمأ وحين لقاء نرتد طفلين نركض في براح نئد البكاء على ضفة الوهج نضحك حتى تنشق بين الصخور جداول صغيرة نتحاور فتولد اللآلىء على ثغر الغيوم نتعانق فيتضاءل الحزن وتنزوي الجراح هكذا رسمتك رجلا من اقحوان...
مثقلة بالكثير من الانتظارات الباردة وعلى شفتي آثار نداءات اغتالها الكبرياء وفي قلبي قصاصات شتى من خرائط صمت مهتريء وبين الضلوع غابات من الشوك واشتعالات شاهقة ذاك الصبار ينمو مذ أحلام غاربة لا الجدب أوقف مدّه ولا سلمت الروح من جراح شائكة أُمسي وأصبح وأنا في كف السؤال أنشد قصيد الرجا متى يحط...
ولأني امراة اسثنائية في كل عيد لي كان يخبئ هداياها السخية كلفافة حزن عبوة قلق والكثير من الخذلان ثم الغرق الأكثر في متاهات الأسئلة وبثقاب الجُرح يشعل لي مواقد الوحدة ويتركني نهب الغصات ترافقني وسائد النار وشرشف الصبر في ذهول ينكمش بينما ستائري تثرثر أي امرأة تلك التي تحتضن الجمر فينسكب حبرا...
على الشاطىء يجثو الوجوم والوقت كأس مهرقة لا شفاه تلثمه لكنه الحزن المباح ولا نوارس تحتفي بموت الضجيج كنا جلوسا والمساء استدار صفصافة جَذِعة وحدهم من لامسوا الأفق وامتطوا المدى تركوا خلفهم أحاديثا لم تكتمل وأحلاما لم تزل غضة غافلونا واختفوا بين طيات الغيوم حلقوا حيث البعيد تركوا لنا الناي الحزين...
نار هى حين تثور فوهة البركان وحمما من غضب مأفون تبرق.....ترعد تمطر صرخات من حمأٍ مسنون نار هى .. حين تشق عصا الطاعة إذ تغضب تتزلزل أركان الكون وتشتعل كآتون تكسر قدح الصمت وتزبد كالموج المجنون تتناثر بين اللحظات فتاتا من صهد النبض المطعون تتساءل أنت من يلجم ثورتها المتقدة كسهمٍ مسموم من يسكت...
تعب الموج من التكسر على شواطىء الملح..... ولخفقك ذاكرة الماء..... كلما ناورتها الريح توالت رعشة النهر..... كيف يغفو الموج في حضن الشواطىء. .. والملح فوق الجُرح عالق فلتشهدي يامواسم التيه ميقات الغرق..... في لجة اليم لا قارب ولا طوق.... ولا جسر يلوح ولا أسر ولا عِتق..... كأننا نذر للعتوم...
هنا... في قاع قلبي.... مدن غارقة..... وحضارة لم تُكتشف بعد.... وأطلال أزمنة تولت..... وشموس غاربة..... هنا..... في قاع قلبي..... نبضة هاربة..... لا مأوى ولا وطن...... وقصائد بلا مدى..... وحنين عربد فيّ حتى.... ....تلوى العمر وانشطر هنا... في قاع قلبي.... أسئلة بلا حصر..... ولحن يهفو للوتر...
تعب على تعب..... والعين قبل التاء..... كم يجتزني هذا الشوق ..... .....والقاف كاف ولا رجاء....... فمتى تهدأ زفرة الوجد بقلبي...... .....والدال عين وقد مات النداء..... مذ مضى عني ذاك الغريب...... .....والغين قاف وذوى حلم اللقاء..... بت أحصي هالات حزني...... ..... يجترني غيم المساء لست لي...
تلك المرأة التي حين يشتد بها الأنين.... تخلع كل تأوهاتها على باب الوجع..... وترتدي ثوبا من الأمل يليق بالغد..... وتحدث نفسها.... .....لعله يأتي بحلم يسعني من جديد تلك المرأة التي تتزين ..... .....وهى في اصعب حالاتها المزاجية لتقول لمرآتها انا الجميلة دوما..... ...... مهما خانتني لحظات الفرح...

هذا الملف

نصوص
77
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى