منى عثمان

بعض المحن تحسبها بعيدة عنك..... تقرأ عنها...تسمع بها ولا تتوقع لحظة أن تمر بك.... أن تسحبك دون توقع.... ....فتجد نفسك في مركز الدائرة تدور فيها دون توقف ..... تصاب بالدوار من هول المفاجأة..... تطحنك رحاها وأنت لم تفق بعد من صدمتك...... يا الهي...... كيف تنهمر فوق رأسي كل تلك المطارق دون...
تلك الغفوة..... لحظة أن يتخدر جسدي..... يحملني لعوالم صمت..... .....وجدار أخرس وسكون الموت .....!!! أتهاوى..... أسقط في عمق الجُب..... أو قل....أغرق في بئر أنزف تيهي..... .....ويكممني الخوف أصرخ.....لا صوت أجري.... .....تسقط مني قدمي ألاحقني..... وأسأل من يحمل خطوا..... يسقط فوق الدرب..... بلا...
ربما على أن أعيد ترتيب حقيبة الزمن مرة اخرى..... سأضع الوقت خارج اطار انتظاري..... وسأرمي المسافات خلف جدار اللامبالاة...... وأطوي الجسور على رف النسيان...... وأمحو من الذاكرة وجوه كثيرة مرت بقلبي وأدمتني بغدر..... سألوّن مياه دمعي بعذوبة الحلم الوليد...... وأرسم على جدران المدى جدارية...
مُر هو حديث الخصام...... ياصاحبي ... كانت لنا أحاديث انصهار...... فتراكم التيه ما بيني وبينك....... وغامت الرؤى وتاهت الظلال...... الآن يستوى اللقاء والغياب....... يستوى الصمت والكلام..... ماعاد يجدي تساؤل الليل عنا.... .....و منذا ارتحل ومنذا أقام فتلك الدروب غدت بعيدة...... والخطى تشكو غربة...
أيؤرقك صمتي......شرودي غيابي عن حضورك...... أنا يؤرقني حديثك البارد....... وسلامك الباهت...... وتلك ال أحبكِ كأنها الخبز اليابس...... وتفاصيلي التي أضج بها ولا صدر أسكبها فيه ...... فكيف تعجب لصمتٍ ران على ليلنا ..... و شرود عم صباحنا...... مذ عودتني وحدتي...... وأنا أسكب روحي في قارورة...
أبحث عن ابتسامة آتية من أفق بعيد لأضعها على شفتي المصبوغة بالحيرة وهمهمة المخاوف...... أتلهف نظرة فارة من حدائق الوهج...... أكسو بها عينيّ المسكونة بألف سؤال...... والمطفأة برماد الخواء ..... أنا التي سجنني ظلي في دائرة الأرق...... .... مفرغة من شموس كنت أرتديها قبلما يحط الخريف أوجاعه فوق...
بالباب...... .......حقيبة فارغة تنتظر...... أن تحملنا وتغادر...... لحظة أن تتداعى فينا...... ....... أعمدة التمنى !!! ***** أنا..... .......ورقة خريف على رصيف بارد...... تسكنه رياح عاصفة...... .......ياويلي !!!! **** ممزقة الخطى ..... أمضى...... .....والطريق تنكرني ولا ظل لي........ سوى...
الرجل الذي كان يوقن أن الطريق التي دلها عليها ريثما يرتب فوضاه ويلحق بها..... كان يوقن أنها ستبتلع خطاها وتورثها الشتات..... وهو رجل اللحظة العابرة...... لا بقاء ولا امتداد...... حمل حقائبه ولحق بقطار الأمنيات السريع...... معلقا عمره في ذراع امرأة تكفلت بتذاكر سفره ..... بعيدا..... .... حيث لا...
امرأة تقرأ..... امرأة تعي بدقة أين توضع النقاط ومتى تكون الفاصلة...... ومتى تغلق الكتاب وتلقي به على مدى ذراعيها دون عودة إليه..... ومتى تحتفظ به بجانب وسادتها..... كلما أرقها الليل تلمست أناملها له طريقا تؤنس به وحشة الروح في ليلها البارد..... امرأة تكتب...... هى امرأة مثقوبة الجرح...... كلما...
حاولت أن أرسم شكلا للغياب...... أحدد له ملامح..... أصبه في قالب مرئي...... وكلما حاولت يظهر لي وجه عجوز ماكر...... تجمعت في عينيه صبارات مرة وملأت فمه أشواك دامية...... وبين يديه عصا من نار..... إذا أشار بها إلى قلوب توقّد فيها جمر الاشتياق...... وانزاح عنها ستر السكينة...... وإذا أشار إلى...
بالباب ياسيدي أمد يدا..... غريقا يستجير ...... .....وأنت لي مددا..... ضائعا في ظلمةٍ...... ...... لا جاه إلاك ولا سندا ولولا عفوك ..... ......لقتلني الذنب غما ويأسا مفرطا بالباب ياسيدي ....... ......وليس سواك يرتجيِ تائها مثلي ..... ......غريبا مشردا حاشاك ياسيدي...... ......أن ترد يدي وأنت...
أعرف امرأة..... فتحت قلبها ألف مرة لرجل أحبته...... رجل أفاض عليها عشقا ووجعا..... وأفاضت عليه تحنانا ووجدا ..... كلما عاد أهدته قلبها...... فيهيل عليه الحزن ويطفىء وهجه..... لم يتقن كيف يستوطنه..... كيف يجعله ملاذه ومرفئه...... كلما عاد لا يلبث أن يرش أقمارها الصغيرة بالعتم..... وينثر دخان...
نحن الجائعون إلى أيكة ودفء...... لسنابل فرح تبرق في قيظ الوجع فيخبو لفح رياح القلق...... تلك الزاوية التي تكمن فيها أسراب الأسئلة...... ومواقد ذكرى تغشّاها الألم...... تهاجمنا كلما عنّ للشجن ان يغتال أرواحنا ....وطواعية نستسلم مابالنا لا نهيل عليها ستائر الأمل...... ونقنع القلب أن الطوفان غير...
لماذا حين تصهل الريح.... ترتسم تساؤلات على شفاه الغيم...... .....بينما المطر أجوبة هاربة !!؟ وماذنب النجم ان اغتالته الغيوم..... أوَيغرق الضي والليل هارب يكبله الوجوم !؟!؟؟ ثم كيف يعاني الماء من الغرق..... بل كيف للشط أن يراوغ النوارس حين يضنيها الشتات !؟!؟؟ أيابعيد كم نحن إلى...
عن امرأة حين تكتب..... فكأنما..... هى في عِراك سرمدي مع الكون بأسره.... تقترف الحرف كموجة تبتلع ألف حوت...... ..... ولا تكتفي أو..... كشاطىء يفخخ رماله لتجتذب النوارس...... .....بينما ينتوي أسرها للأبد امرأة توقن أن اسم حبيبها ..... .....إغاثة حين تحتضر الأمنيات وقلبه نبعها الدافىء..... .....إذا...

هذا الملف

نصوص
77
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى