توقف الباص الخشبي عصرا امام بيت " حسين السلمان " حيث آتى بنا من مدينتنا " هيت " الى المحمودية ، وقد انحشرنا به جميعا مع كل اغراضنا .
كنا مطمأنين ، ونحن نحط رحالنا في مدينة لا نعرف عنها شيئا ، لسبب بسيط ان احد اقربائنا كان اسمه " محمود " فحسبنا ان هنالك علاقة ما بين محمود والمحمودية !!
ومع صباح المحمودية و " قيمرها " من كرم جيراننا ، كان صوت فيروز يصدح في ارجاء المنزل المستأجر من حسين السلمان .. طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة ....... !!
في تلك الساعة ، احببت فيروز والمحمودية والشمس . !!
ثم انطلقت مع اخي " سوري رحومي " الى مدرسة المحمودية الابتدائية الاولى ، ليتربع في ذلك اليوم على عرش خاطري اسم معلمي الكبير .... احمد خضير . بالمقابل كانت هنالك المعلمة الجميلة السمراء والتي اصبحت في ما بعد جارتنا في " بيوت الحكومة " عندما اقترنت بمعلمي الرائع والنبيل " عبد الرزاق الاعسم " .... هذه المعلمة الى الآن تناديني بأسم الطفولة " بلبل " .... يا الله كم احببتك ايتها الاخت المناضلة .... عفيفة مزعل ..... ولا انسى تلك الرسالة التي عبرت بها المطارات الى حيث كنت متواريا عن انظار القتلة سنة 1980 .
وانا ادخل الى ( غرفة الخطار ) حيث رزاق الاعسم ،ضاري علي دليمي كريم محمدهويت ، سعدي الصفار وشقيقي سوري الهيتي ، كنت حينها ابحث عن اية ذريعة لأسمع احاديثهم ، وتلك الاسماء التي عرفتها لأول مرة ( السياب ، شكسبير ، الجواهري ، همنغواي ........ ) وكانت هذه الاسماء مفاتيح دخولي الى عالم الادب الرائع .
.... " انا قلبي اليك ميال " .... فائزة احمد احبها كذلك شقيقي ، فأحببتها انا .. صار شيوعيا اخي ، فصرت !!
في سوق المحمودية صباحا نأكل " الفشافيش " مع النعناع والبصل .... الى الآن يذكرني النعناع بطعم المحمودية الجميل .
يا ايها الفرات لماذا لم تدخل قلب المحمودية وتبلل بهجتها وطيبة اهلها بالرذاذ والمحبة ؟ !!
يا " رحومي " وانت تشغل افلامك ، وانت تغسل الموتى مجانا ، من هذا الذي قايض كل مسراتك واوجاعك بعبوة باغتتك عند " السراي " لتكون حياتك فيلما سينمائيا غير قابل للعرض الى هذه اللحظة ؟ !!
انا قلبي اليك ميال ، ايتها المحمودية ، فأنت " شمس الشموسة " وفيروز المدن .... !!
........................................................................................
* رحومي .... يساري نبيل من اهل المحمودية ، كان مشغل افلام سينما ، كذلك يقوم بتغسيل الموتى .... واظن ان اغلب اهل المحمودية يعرفون ذلك .
** ( نشرت في مجلة المحمودية / العدد الاخير )
كنا مطمأنين ، ونحن نحط رحالنا في مدينة لا نعرف عنها شيئا ، لسبب بسيط ان احد اقربائنا كان اسمه " محمود " فحسبنا ان هنالك علاقة ما بين محمود والمحمودية !!
ومع صباح المحمودية و " قيمرها " من كرم جيراننا ، كان صوت فيروز يصدح في ارجاء المنزل المستأجر من حسين السلمان .. طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة ....... !!
في تلك الساعة ، احببت فيروز والمحمودية والشمس . !!
ثم انطلقت مع اخي " سوري رحومي " الى مدرسة المحمودية الابتدائية الاولى ، ليتربع في ذلك اليوم على عرش خاطري اسم معلمي الكبير .... احمد خضير . بالمقابل كانت هنالك المعلمة الجميلة السمراء والتي اصبحت في ما بعد جارتنا في " بيوت الحكومة " عندما اقترنت بمعلمي الرائع والنبيل " عبد الرزاق الاعسم " .... هذه المعلمة الى الآن تناديني بأسم الطفولة " بلبل " .... يا الله كم احببتك ايتها الاخت المناضلة .... عفيفة مزعل ..... ولا انسى تلك الرسالة التي عبرت بها المطارات الى حيث كنت متواريا عن انظار القتلة سنة 1980 .
وانا ادخل الى ( غرفة الخطار ) حيث رزاق الاعسم ،ضاري علي دليمي كريم محمدهويت ، سعدي الصفار وشقيقي سوري الهيتي ، كنت حينها ابحث عن اية ذريعة لأسمع احاديثهم ، وتلك الاسماء التي عرفتها لأول مرة ( السياب ، شكسبير ، الجواهري ، همنغواي ........ ) وكانت هذه الاسماء مفاتيح دخولي الى عالم الادب الرائع .
.... " انا قلبي اليك ميال " .... فائزة احمد احبها كذلك شقيقي ، فأحببتها انا .. صار شيوعيا اخي ، فصرت !!
في سوق المحمودية صباحا نأكل " الفشافيش " مع النعناع والبصل .... الى الآن يذكرني النعناع بطعم المحمودية الجميل .
يا ايها الفرات لماذا لم تدخل قلب المحمودية وتبلل بهجتها وطيبة اهلها بالرذاذ والمحبة ؟ !!
يا " رحومي " وانت تشغل افلامك ، وانت تغسل الموتى مجانا ، من هذا الذي قايض كل مسراتك واوجاعك بعبوة باغتتك عند " السراي " لتكون حياتك فيلما سينمائيا غير قابل للعرض الى هذه اللحظة ؟ !!
انا قلبي اليك ميال ، ايتها المحمودية ، فأنت " شمس الشموسة " وفيروز المدن .... !!
........................................................................................
* رحومي .... يساري نبيل من اهل المحمودية ، كان مشغل افلام سينما ، كذلك يقوم بتغسيل الموتى .... واظن ان اغلب اهل المحمودية يعرفون ذلك .
** ( نشرت في مجلة المحمودية / العدد الاخير )