بهاء المري - وتلوم صَبري

وتلوم صَبري
أنتَ مَن ضَيَّعتَ عُمري في الهَوى
ولبِسْتَ ثَـوبَ الواعِـظينَ ظنَنتَ أنِّي
قد نَسِـيتُ بِـدفءِ هَمسِكَ ما جَـرَى
فلقد شَقِـيتُ بحُـبـكَ الأزلي
وسَـقَيتَني مُرَّ السُهادِ مع الجَوى
أوهَمتَـني ببريق عينِكَ
أنَـكَ البدرُ الضَحُوكُ على مَساءاتي استوي
وتلوم صبري
ما كُـنتُ يومًا دُمْـيةً تلهو بها
أو سِلعةً مما تُباع وتُشتَرى
بل كُـنتُ رَوضًا كَم أظلَكَ وَردُهُ
ولَكَم قَطَفتَ العُمرَ منهَ أزهُرا
جادَت عليكَ جَـنانُـهُ من عِطرهِ
في أرضِكَ الجدباءِ عَذبًا كوثرا
أنا كنتُ بَدرًا فوق وجْـناتِ الليالي
من غيابِكَ كم تَسَعَّرَ واكـتـوى
وتلومُ صَبري
ما كُنتَ يومًا مُنصِـفِي
أو في البرودةِ مِـعـطفي
إنِّي أُحِبُكَ قُلتُها
لكنَّ قلبِكَ لم يَفِ
وظننتَني تلكَ الأسيرةَ في الهوى
جاءت بقلبٍ مُدنِـفِ
لكنني لستُ المُتَـيمةَ الرؤومَ تخُونُها
تأتيكَ طوعًا بعد طُولِ تَخَوُفِ
وتعودُ تَصلبها على جِـذع التذَكُر والنوى
فلقد جَهِـلـتَ لِفَـرْطِ وَهمِكَ أنَّـنِي
تلك العَنودُ وكنتَ في الوصلِ الدَوَا
وتلومُ صَبري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...