مصطفى معروفي - كنت أزكي الغياب

لن أحدثكم عن سمائي الأخيرة
حين أدخل باب القيامة
إني تأولت مائي صغيرا
ولما كبرت عرفت بأني شبيه بشط تفاصيلُه
يرسم البحر لوْحاتها
ذاك ما كنت أجهله
ليس عندي امتداد ينافس حجم المعابر
أزمعت آتي صباحا
لكي أضرم الماء في القبّرات التي
رغبتْ في مكاشفتي
أنا مبتدأ الطقس
بل أنا أيضا له المنتهى
أستعير الجداول
أبتاع منها ضفافا لحلْمي
دأبت أباري السهوب على حجر راقص
وأحاصر حظي وأهتف:
يا أيها الوعد
يا صاحب اللهَب المشتهى
أين قوسك و الدائرةْ؟"
لي سرادق هذا المدى
شغَفاً سوف أعطى الجدارة
حتى لمن رحلوا
إنني قمت بالبحث حتي دخلت سراديب أوقاتنا
لم أجد غيمة يتراكم زخرفها
لم أر طيرا تحايث أسماءنا جملةً
ثم إني رجعت
وفوق جدار وديع
كتبتُ ملخَّصَ زلزلة الأولين
غزلت غديرا تحب الأيائل نبضته المستقيمة
كنت أزكي الغياب
وألقمه خيبة الحاضرين
صريح العبارة قد خانني
غير أني لباب ملائكة الأرض أقربُ
من قال إني أحب الصهيل
رأى في الهشاشة ناموسه الملكيّ
ومن قال هذا التراب المجيد سيغفر لي
ذاك من في غدٍ عارياً سوف يأوي إلى المدن العاريةْ.
ـــــــــــ
مسك الختام:
آه
لو كانت كلمات الشاعر
تحمل رشاشا
لانطفأ القبح من العالم
منذ ولادة أول بيت
صاغته أنامل أول شاعر.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...